حظيت مساعي الجزائر لمعالجة الأزمات الدولية ودفاعها عن حق الشعوب المستعمَرة في تقرير المصير، بإشادة واسعة واحترام وإعجاب كبيرين خلال سلسلة اللقاءات التي عقدها رئيس الوفد، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، السبت، بنيويورك، مع شخصيات رفيعة المستوى على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة 77. كان النشاط المكثف للعمامرة بمقر الأممالمتحدة، وسلسلة الاجتماعات واللقاءات رفيعة المستوى التي أجراها، مناسبة لترسيخ أولويات السياسة الخارجية للجزائر والتأكيد مجددا على مواقفها المبدئية إزاء قضايا التحرر في العالم والتي «تفرض الاحترام والتقدير»، حسب عديد المسؤولين الذين التقاهم رئيس الدبلوماسية الجزائرية. وتعد الجزائر من الدول السباقة التي أبدت «دعمها التام» للطلب الرسمي الذي تقدم به رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بغية تمكين بلاده من الحصول على عضوية كاملة بالمنظمة الأممية، بدل الاكتفاء بصفة دولة مراقب غير عضو الذي حصلت عليه في هذه الهيئة، وذلك في الوقت الذي لم تعلق أي دولة حتى الآن بصفة علنية على هذا الطلب الفلسطيني. الجزائر تدعم ترشح فلسطين للعضوية الأممية أعرب وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، أمس السبت، عن دعم الجزائر للطلب الذي تقدم به الرئيس الفلسطيني للأمين العام للأمم المتحدة لحصول فلسطين على صفة دولة كاملة العضوية في الأممالمتحدة. وبمناسبة مشاركته في الاجتماع الوزاري للجنة حركة عدم الانحياز حول فلسطين، صرح لعمامرة أن قبول فلسطين سيساهم في تسوية القضية الفلسطينية وسيضع القوة المحتلة أمام مسؤولياتها، مضيفا أن صمت المجتمع الدولي وسياسات الأمر الواقع يقوضان أي أمل في تسوية نهائية وعادلة للمسألة الفلسطينية. ولدى تذكيره بالموقف المبدئي للجزائر المؤيد لحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف وغير القابل للتقادم في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن القمة العربية المقبلة بالجزائر، ستشكل مرحلة هامة لتحقيق تقدم في ملف المصالحة الفلسطينية وبعث عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط. وأعرب لعمامرة، خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري للجنة فلسطين التابعة لحركة عدم الانحياز، عن «مساندة الجزائر ودعمها للطلب الذي تقدمت به دولة فلسطين الشقيقة لتصبح الدولة العضو 194 بمنظمة الأممالمتحدة»، مشيرا الى أن «هذه الخطوة من شأنها الإسهام في تسوية القضية الفلسطينية عبر وضع السلطة القائمة بالاحتلال أمام مسؤولياتها». كما أكد أن «القمة العربية المقبلة في الجزائر، ستشكل مرحلة مهمة في دفع ملف المصالحة الفلسطينية وإعادة إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط». وانطلاقا من ذات المبدإ الداعم لحق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها، شددت الجزائر على لسان لعمامرة التأكيد على «حتمية» تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، عبر تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير المصير والاستقلال، وفقا لقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة وعقيدتها الراسخة في مجال إنهاء الاستعمار. جاء ذلك خلال لقاء لعمامرة مع وزير الشؤون الخارجية للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، محمد سالم ولد السالك والذي كان مناسبة أكد فيها على موقف الجزائر «الثابت والمبدئي من القضية الصحراوية العادلة». لعمامرة يُستقبل من رئيس جمهورية تيمور الشرقية استُقبِل، السبت، بنيويورك، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، من قبل رئيس جمهورية تيمور الشرقية جوزيه راموس هورتا، وذلك في سياق مشاركته في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 77. وبهذه المناسبة، أبلغ الوزير لعمامرة الرئيس التيموري، تحيات أخيه الرئيس عبد المجيد تبون وجدد له تهانيه الحارة على إثر انتخابه مؤخراً رئيساً للبلاد وتطلعه للعمل الوثيق معه لتوطيد العلاقات بين البلدين. بدوره، أعرب الرئيس هورتا، الحائز على جائزة نوبل للسلام، عن اعتزازه بالروابط المتجذرة بين الشعبين والمبنية على التضامن والنضال من أجل التحرر، مشيدا بالتاريخ الثوري المجيد للجزائر التي لم تتخلف يوماً عن مساندة حقوق الشعوب المستعمرة، بما فيها حق الشعب التيموري في ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال سنة 2002. اللقاء شكل أيضا فرصة لاستعراض آفاق تعزيز العلاقات الثنائية في شقيها السياسي والاقتصادي، إلى جانب القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما فيها القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية. ...ويجري محادثات مع نظيره الصيني اجتمع، السبت، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج مع وزير الخارجية ومستشار الدولة الصيني وانغ يي، مواصلة لنشاطه في إطار الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة. وبهذه المناسبة، استعرض رئيسا دبلوماسية البلدين التطور النوعي الذي تشهده علاقات الصداقة والشراكة بين البلدين التي يحتفل الطرفان بعيدها الستين هذا العام. وتبادلا وجهات النظر حول الأوضاع المقلقة التي يمر بها العالم في ظل الأزمة الأوكرانية وما خلفته من احتقان واستقطاب في العلاقات الدولية. في هذا السياق، جدد الطرفان عزمهما على تكثيف التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق لتجسيد المشاريع الوطنية الكبرى التي بادر بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون والتي ينتظر منها الكثير في مجال التنمية الوطنية، مع مواصلة العمل الدبلوماسي وفق مبدإ تبادل الدعم بصفة ثابتة، خاصة حين يتعلق الأمر بالقضايا والمصالح الجوهرية لكل منهما. للإشارة، أجرى الوزير لعمامرة محادثات ثنائية مع نظرائه من كل من باكستان والكويت ونيكاراغوا وموريتانيا وتنزانيا، تركزت حول العلاقات الثنائية وسبل تدعيمها وكذا تعزيز التنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.