القضية الفلسطينية قضية مركزية في قمة نوفمبر تعد القمة العربية القادمة فرصة للجزائر لتأكيد وتثبيت مواقفها بخصوص كل القضايا العربية العادلة، بالقضاء على كل الفوارق بين الأشقاء العرب وإيجاد الحلول لمختلف الأزمات والصراعات العربية، ورفض التدخلات الأجنبية، كما يراه الأستاذ رياض الصيداوي مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية بجنيف. ستكون القمة العربية المزمع انعقادها في الجزائر يومي 01 و2 نوفمبر القادم قمة استثنائية بحكم الزمان والمكان، حسبما أكده رياض الصيداوي في حصة خاصة بقناة الجزائر الدولية أمس، باعتبارها تنعقد في الفاتح نوفمبر ما يشكل مرجعية تاريخية للشعب الجزائري والوطن العربي وكذا من حيث المكان، إذ أن الجزائر تشكل عمقا تاريخيا وطرفا أساسيا في لم شمل العرب دون الانحياز لجهة على حساب أخرى. في السياق، قال إن الجزائر مارست الحياد الايجابي في كل الصراعات العربية، لم تنضم الى محور ضد محور آخر، وكانت دائما تسعى الى توحيد الرؤى، في تعاطيها مع القضايا العربية على غرار القضية الليبية، إذ وقفت على مسافة واحدة من جميع الفرقاء الليبيين، تدعوهم ليجدوا حلا فيما بينهم بدون أي تدخلات، فالخيمة الجزائرية تجمع ولا تفرق. ولفت الى الوزن والثقل الدبلوماسي الذي تتميز به الجزائر، بالإضافة الى الرمزية التاريخية، وهي تعيد الأمل من خلال ذكرى 1 نوفمبر إلى المجد العربي ومجد الستينيات، حين كان العربي مرفوع الرأس في أوروبا وأمريكا. واعتبر المتحدث أن أهم شيء في هذه القمة المرتقبة هي القضية الفلسطينية، وأن انعقاد القمة العربية بالجزائر سيضع هذه القضية في الصفحة الأولى لجدول أعمالها، وستشكل محورا أساسيا، ستعود «بقوة كبيرة جدا» لتصبح قضية مركزية سواء في القمة العربية، أو في منتدى تواصل الأجيال. وأبرز أن الجزائر ستعيد الأجندة الحقيقية، التي تمثل الشعوب العربية وليس أجندات بعيدة جدا عن انشغالات المواطن العربي، وثمن في معرض حديثه جهود ومساعي الجزائر الحثيثة للمّ شمل مختلف الفصائل الفلسطينية، وتوحيد كلمتهم من أجل التصدي للاحتلال الصهيوني الذي يستثمر ويستغل تشتتهم واختلافاتهم. وذكر بالموقف الثابت للجزائر تجاه القضية، مشيرا الى أن تلبية دعوة حضور القمة العربية من طرف الهيئات والمنظمات العربية والدولية، هو في حد ذاته اعتراف بقوة الجزائر على مختلف الأصعدة. كما يرى المتحدث أن دعوة المجتمع المدني ليقول رأيه بمناسبة القمة العربية فكرة ذكية، لأن المجتمع المدني في العلوم السياسية، هو كتلة تاريخية وسيطة بين الدولة والمجتمع، ومن خلاله يمكن أن تصل أفكار الشعوب العربية الى الدول، ويمكن أن تذهب هذه الأفكار الى البيان الختامي للقمة العربية. وقال صيداوي إن القمة العربية القادمة هي فرصة للجزائر، لتأكيد وتثبيت مواقفها بخصوص كل القضايا العربية، العادلة من خلال القضاء على كل الفوارق بين الأشقاء العرب، وإيجاد الحلول لمختلف الأزمات والصراعات العربية. ورفض التدخلات الأجنبية ولفت صيدواي في ختام حديثه إلى أن الفرصة مواتية أمام الجزائر لتشكيل تكتل تتوحد فيه الدول العربية عسكريا وسياسيا واقتصاديا، للخروج من دائرة «الفردانية» أو معالجة كل دولة لمشاكلها بصفة فردية «، في الوقت الذي تعمل دول العالم بما فيها القوية لإقامة تكتلات .