دعا المسؤول الأول عن ولاية برج بوعريريج إلى ضرورة انتهاج إستراتيجية جديدة خاصة بالفلاحة والحبوب، وفق قواعد اقتصادية عملية تقضي باستغلال كل ما هو متاح من الأراضي الفلاحية، ومخصّص للزراعة عبر إقليم الولاية، والنظر إلى الفلاح كعنصر مهم في الدورة الاقتصادية من أجل تحقيق مردود أحسن فيما يتعلق بالمحاصيل الزراعية والحبوب تماشيا ومقتضيات الأمن الغذائي، الذي كان محور اجتماع الحكومة الأخير. أكّد والي برج بوعريريج كمال نويصر على هامش افتتاح اليوم الدراسي والتحسيسي حول استعمال الأسمدة في الأراضي الفلاحة، إلى ضرورة تسيير القطاع الفلاحي وفق أسس وقواعد علمية، تأخذ بعين الاعتبار القدرات والإمكانيات التي تزخر بها الولاية، والنظر إلى القطاع الزراعي كقطاع اقتصادي مهم واستراتيجي صانع للثروة، وإلى الفلاح كمتعامل اقتصادي ورقم مهم في الدورة الاقتصادية من خلال الاعتماد على التقنيات الحديثة في مجال استغلال الأراضي الفلاحية، سواء ما تعلق منها بالمكننة أو التقنيات الحديثة للحرث والبذر، واحترام سلسلة الإنتاج لتحسين المردود، مبرزا في ذات السياق الدور الكبير الذي تقوم به مؤسسات الدولة المرافقة للعملية في إنجاح هذا المسعى الاقتصادي، من خلال تحمل مسؤوليتها الكاملة في توفير البذور، جودتها والدعم المادي للفلاحين. واعتبر نجاح الموسم الفلاحي من أولى الاهتمامات والأهداف التي تصبو إليها مصالحه، تجاوبا مع توجيهات رئيس الجمهورية، الرامية إلى النهوض بالقطاع الفلاحي، وتحميله للولاة مسؤولية مرافقة الفلاحين، وتوفير شروط إنجاح المواسم، وتحسين المنتج، خاصة في ظل الظروف الدولية الراهنة، التي ترتبط فيها مسائل الأمن الغذائي بالاستقرار. وأوضح الوالي أنّ أولى الخطوات المطلوبة من قطاع الفلاحة، تقديم إحصائيات دقيقة على الأراضي الفلاحية الخاصة بزراعة الحبوب، من خلال تفعيل كل الآليات الميدانية الموزعة عبر البلديات والدوائر، داعيا مؤسسات الدولة المرافقة للعملية بتوفير البذور، والدعم المادي للفلاحين، وتحمّل كل الشركاء للمسؤولية الملقاة على عاتقهم، بدءا بالغرفة الفلاحية، مديرية الفلاحة وبنك الفلاحة، ديوان الحبوب الجافة، لتكثيف العمل الميداني، والتكفل بمشاكل الفلاحين وإيصال الامتيازات الممنوحة للقطاع للجميع دون إقصاء أو تمييز. وحسب المتحدث، فإنّ الإدارة كانت مقصّرة في هذا المجال، وتدارك هذا الأمر لن يتأتى إلا من خلال مرافقة الفلاحين باعتبارهم متعاملين اقتصاديين، ومرافقتهم في حملة البذر والحصاد، باعتبار برج بوعريريج ولاية فلاحية معروفة بالإنتاج الفلاحي في مجال الحبوب، والمساحة المزروعة في السنة الماضية حوالي 60 ألف غير كافية، ويجب رفع المساحة. في ردّه على أسئلة الصحفيين قال الوالي أنه تم اختيار شعار «عام الحبوب» للموسم الفلاحي هذا العام، والكل مطالب بإنجاح العملية من خلال الاستغلال الأمثل للإمكانيات المتوفرة، مثمّنا المبادرة التي جاءت بها وزارة الفلاحة والطاقة متمثلة في إقامة يوم تحسيسي تطوعي من تنظيم شركة «أسفر طراد»، بالتعاون مع عدة مؤسسات مختصة في الأسمدة الفلاحية التابعة لمجمع «أسميدال»، في إطار حملة تمس عدد من الولايات في الشرق الجزائري، من خلال ضمان التحليل المجاني للتربة الزراعية على مستوى مخبر خاص بتحليل التربة بوسائل حديثة جدا من أجل الاستغلال الأمثل لكيفيات استعمال الأسمدة، وتوعية الفلاح لتفادي الاستعمال العشوائي لها، بهدف تمكين الفلاحين من معرفة عناصر التربة، والأسمدة المناسبة، والاستعمال العلمي والعقلاني لها من أجل تطوير المنتوج الفلاحي.