أكد مشاركون في الطبعة الثانية للملتقى الوطني حول "المخاطر الجيولوجية بالجزائر" أمس بميلة، على أهمية دمج عملية تسيير ومكافحة المخاطر الكبرى ضمن المخططات المسطرة من طرف الحكومة، مشيدين بجهود السلطات العمومية في التكفل بآثار الكوارث الطبيعية على حياة المواطن. وصرح المندوب الوطني للمخاطر الكبرى، حميد عفرة، بأن المعدل الوطني لما تخصصه الدولة في مجال التكفل بآثار الزلازل والفيضانات وحرائق الغابات في الفترة الممتدة من 2004 إلى 2021 قد بلغ 35 مليار دج في السنة. وحسب عفرة، فإن ذلك يندرج ضمن إستراتيجية تسيير الكوارث الكبرى التي تهدف لتخفيف الأضرار الناجمة عنها والتكفل بها، مرتكزة في ذلك على جوانب الوقاية والحماية والتدخل الفعّال من خلال "تحسين ورفع أداء تسييرها". وركز ذات المسؤول بالمناسبة في مداخلته على أهمية التسيير الجيد للمخاطر الكبرى لحماية البيئة والأشخاص وهو ما يندرج، كما قال، ضمن الالتزامات التي تعهد بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. ومن جهته، أبرز مدير العلوم والتكنولوجيا بجامعة هواري بومدين، جمال الدين اكراطش، في مداخلته، خلال هذا اللقاء العلمي الذي نظمه المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف بميلة بالتنسيق مع جامعتي هواري بومدين وباتنة-2 وكذا مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء، أنه يستوجب اليوم نتيجة للبيئة الهشة التي تتميز بها الجزائر وما ينجرّ عن ذلك من مخاطر كانحصار الغطاء النباتي والانجرافات وكذا انزلاقات التربة والتي تهدد البنى التحتية والأمن الغذائي والصحي، دمج جهود تسيير ومكافحة المخاطر الكبرى ضمن المخططات الأمنية التي رسمتها الحكومة لحماية جيدة للأشخاص وثروات البلاد. وأضاف المختص بأن ما يقدم في هذه التظاهرة العلمية التي تشهد مشاركة خمسة ولاة لولايات بشرق البلاد، إلى جانب مسؤولين مركزيين، يعد فرصة لتعريف السلطات الرسمية بالجوانب المتعلقة بالكوارث الكبرى وتأثيراتها على الطبيعة والمجتمع خصوصا وأن الجزائر، كما ذكر، تضررت كثيرا منها في عدة مراحل، على غرار زلزال الشلف وفيضانات باب الوادي وزلزال ميلة. وبدوره، حث رئيس الملتقى ومدير جامعة هواري بومدين، مخلوف بوطيبة، المسؤولين على "الأخذ بنتائج هذا اللقاء العلمي في صناعة القرار المتعلق بتسيير المخاطر الكبرى ومنها الزلازل التي من الممكن أن تتزايد في نهاية القرن ال 21." وأضاف الجامعي بأن تعميق المعرفة العلمية حول مثل هذه المخاطر سيسمح بالتخفيف من الكوارث الطبيعية والحد منها، مشيرا إلى أن ملتقى "المخاطر الجيولوجية بالجزائر" سيقدم في هذا الجانب وعلى مدار أيامه الثلاثة أكثر من 100 ورقة بحثية لأساتذة يمثلون 21 جامعة وطنية وثلاث مدارس وطنية كبرى وثلاثة مراكز بحث. وتم خلال هذا اللقاء تقديم مداخلة حول زلزال ميلة 2020 ،شخص فيها حمود بلجودي من مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء كل ما يتعلق به الذي قال إنه "لم يكن بالحدة الكبيرة، إلا أنه تسبب في أضرار مادية معتبرة"، خصوصا بمنطقة الخربة بوسط مدينة ميلة، نتيجة لظاهرة الانزلاقات التي تميزها على غرار عدة مناطق بالولاية. ودعا بالمناسبة "لاستخلاص الدرس من هذا الزلزال وإعداد مخطط وقائي من المخاطر الكبرى للحد من أضرارها." كما أكد من جانبه محمد شباح من المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف الذي تطرق ل«زلزال ميلة: أسبابه وتأثيراته في منطقة ميلة، حالة الطريق الاجتنابي الجنوبي" على ضرورة اعتماد تقنيات علمية دقيقة في إنجاز المباني والمنشآت للحد من تأثيرات ظاهرة الانزلاقات التي قال، بعد تشخيصه لها قبل الزلزال وبعده، أنها "تفرض علينا طرقا معينة في البناء تحددها خصائص الأرضية والتربة لضمان مقاومة المنشآت في حال الكوارث الطبيعية على غرار الزلازل والفيضانات."