{mosimage}فاجأت شبيبة بجاية هذا الموسم جميع المتتبعين والمهتمين بشؤون الكرة الجزائرية، ليس فقط بتربعها على عرش الريادة بعد مرور 11 جولة، وإنما بالمردود الباهر الذي قدمته والانتصارات الكبيرة التي حققتها داخل وخارج الديار، وأمام أقوى الفرق كنصر حسن داي ووفاق سطيف، وهو ما جعلها أكبر المرشحين للعب الأدوار الأولى، بعدما كان التنافس على اللقب في السنوات الأخيرة مقتصرا على فرق معينة وهي إتحاد العاصمة، شبيبة القبائل ووفاق وسطيف. وتعدّ الانطلاقة التي حققتها الشبيبة هذا الموسم، ربما الأحسن في تاريخها على الإطلاق، بعدما كان الفريق يجد صعوبات كبيرة في السنوات الماضية، على غرار العام الماضي، الذي حقق فيه إحدى أسوأ إنطلاقاته، بتكبده لعدة هزائم ثقيلة ومتتالية داخل وخارج الديار، قبل أن يتدارك مع مرور الجولات تحت قيادة المدرب السابق الهادي خزار، الذي أهدى الفريق أول لقب في تاريخه بإحرازه كأس الجمهورية على حساب وداد تلمسان، وهو ما فتح الشهية للبجاوين لحصد المزيد من التتويجات. فازت في 6 مناسبات ولم تنهزم لحدّ الآن وقد كشفت الشبيبة عن نواياها مبكرا هذا الموسم، بعد فوزها الثمين خارج الديار أمام الصاعد الجديد مولودية باتنة بهدف يتيم أمضاه المهاجم الجديد بولمدايس، قبل أن تطيح ببطل العرب وفاق سطيف بفضل فريد غازي الذي أمضى هدف الفوز عن طريق ضربة جزاء، وهو ما أكسب أشبال المدرب جمال مناد الثقة بقدراتهم، حيث سجلوا بعدها عدة نتائج إيجابية بتعادلهم في البليدة وتيزي وزو أمام شبيبة القبائل من دون أهداف، وفي سعيدة أمام المولودية المحلية بهدف لمثله، قبل أن يسجلوا ثلاثة انتصارات متتالية بملعبهم أمام كل من إتحاد الحراش بهدفين دون ردّ من إمضاء بلخصر وبلخير، ومولودية العاصمة بثلاثية نظيفة من امضاء بوكساسة وبلخير (هدفين)، ومولودية العلمة بهدف يتيم سجله بوكساسة. ولعل أكبر انجاز حققه زملاء زافور هذا الموسم، هو اطحاتهم بنصر حسين داي في عقر داره، رغم أن المنافس فاجأ الجميع هذا الموسم وكان يحتل الصدارة، وهو ما فتح لهم المجال واسعا لتعميق الفارق في الصدارة رغم التعثر الأخير الذي سجلوه بعدها بتعادلهم في بجاية أمام جمعية الخروب من دون أهداف. سجلت 10 أهداف وبلخير يبقى الأفضل وتملك الشبيبة هذا الموسم، خط هجوم متجانس، بقيادة فريد غازي، بلخير، بوكساسة والمستقدم الجديد بولمدايس، الذين أظهروا قدرات معتبرة وتفاهما كبيرا في طريقة اللعب، وهو ما مكن الفريق من تسجيل 10 أهداف منها 7 داخل الديار، تداول عليها كل من غازي (هدف واحد)، بوكساسة، بولمدايس وبلخصر (هدفان لكل منهم)، فيما يبقى بلخير هداف التشكيلة بإحرازه ثلاثة إصابات منها ثنائية في مرمى مولودية الجزائر. ورغم أن الفريق عجز عن التهديف في مواجهته الأخيرة أمام الخروب بسبب التسرّع والرغبة في التسجيل مبكرا، إلا أن الخط الأمامي للشبيبة يبقى يحتل الصف السادس هذا الموسم، وهي المرتبة التي تبقى مرشحة للتحسن، بالنظر إلى الأسماء التي يضمها الفريق. الدفاع تلقى هدفا واحدا وفي المقابل، تملك الشبيبة هذا الموسم خط دفاع قوي متكون من الثلاثي زافور، مسالي ومڤاتلي، الذين أظهروا تماسكا كبيرا وانسجاما شديدا داخل وخارج الديار، وهو ما انعكس على نتائج الفريق. ويعتبر دفاع الشبيبة إحدى نقاط قوّتها هذا الموسم، بدليل أنه صمد أكثر من 655 دقيقة دون أن يصل المنافسون إلى شباكه، حيث أن أول وآخر هدف تلقاه الحارس صاولة كان في الدقيقة 56 من مباراة الجولة الخامسة أمام مولودية سعيدة في ملعب هذا الأخير، وهو ما أهله إلى احتلال المركز الأول في ترتيب الخطوط الخلفية. القوة الكبيرة التي أظهرها الدفاع هذا الموسم لم تأت صدفة، وإنما كنتيجة للعمل الكبير الذي يبذله زملاء مسالي في التدريبات تحت قيادة المدرب مناد، والإستقرار الذي شهدته التشكيلة بوجود مڤاتلي، مسالي، بوشتة، الذين استفادوا أيضا من دعم وخبرة المدافع المخضرم زافور، الذي أضحى احدى الركائز الأساسية، دون نسيان الدور الكبير الذي يقوم به الحارس صاولة الذي يؤدي أحسن موسم له في مشواره. ويسعى أشبال مناد إلى مواصلة المسيرة بنفس العزيمة والحفاظ على نظافة شباكهم إلى غاية نهاية مرحلة الذهاب، لتعزيز مركزهم في الصدارة، وتأكيد قوتهم بعدما كان دفاع الشبيبة الأضعف مع بداية الموسم الماضي وتلقى 16 هدفا في الجولات العشر الأولى. مناد أعطى الاضافة ولمسته حاضرة ولا يختلف اثنان في أن النتائج الباهرة التي حققتها الشبيبة واعتلائها الصدارة لحد الآن، كانت بفضل تظافر جهود كل الأسرة البجاوية، من لاعبين، إدارة وطاقم فني، حيث يجمع كل المتتبعين أن الفضل الكبير في هذه الانطلاقة يعود إلى المدرب جمال مناد، الذي ورغم الحملة التي تعرض لها قبل انطلاق البطولة من طرف بعض المعارضين الذين شككوا في قدرته على قيادة الشبيبة، إلا أنه صمد أمام كل الانتقادات وكان رده على المشككين فوق الميدان من خلال قيادته الفريق إلى تحقيق أفضل بداية في تاريخه، واعتلاء الصدارة أمام أقوى الأندية. والمتمعن في مشوار الشبيبة هذا الموسم، يدرك أن الطاقم الفني قام بعمل كبير من الجانبين الفني والبدني، بدليل أن العناصر البجاوية أبدت استعدادات بدنية في المستوى، وأصبحت تكمل لقاءاتها بنفس الوتيرة. كما أنها حسمت عدة مواجهات بفضل لياقتها البدنية، كمقابلة مولودية الجزائر، التي صنعت الفارق فيها في الدقائق الأخيرة (ثلاثة أهداف في د,82 د,85 ود90)، ومقابلة نصر حسين داي (هدف الفوز في د77). وقد كانت لمسة الطاقم الفني حاضرة خلال كل مواجهات وانتصارات الشبيبة، بدليل أن الفريق فاز بخمس مواجهات من أصل ستة في الأشواط الثانية التي يقال أنها للمدربين، و70٪ من أهدافها كانت في هذه المرحلة، وهو ما يؤكد أن زملاء صاولة يزدادون قوّة وفعالية بعد عودتهم من غرف تبديل الملابس. وظّف 22 لاعبا ومسالي الأكثر مشاركة وقد أظهر الطاقم الفني حنكة كبيرة في توظيف العناصر التي تظمها التشكيلة، حيث أشرك بعد مرور 10 جولات 22 لاعبا، آخرهم كان سوامة الذي سجل أول ظهور له في بطولة هذا الموسم في د68 من مباراة يوم السبت الماضي أمام جمعية الخروب. ويعد المدافع المحوري مسالي أكثر اللاعبين مشاركة هذا الموسم، حيث لعب كل اللقاءات، أي ما يعادل 900 دقيقة، وأصبح ركيزة أساسية في المعادلة الخلفية. ------------------------------------------------------------------------