أكد مشاركون في ملتقى نظم، الخميس، بولاية تندوف، أن الجزائر ساهمت عبر التاريخ في تحرر عديد شعوب القارة الإفريقية من خلال نشاطها الدبلوماسي ودعم نضالات حركات التحرر. أبرز متدخلون من أساتذة جامعيين وباحثين ومهتمين بالتاريخ في هذا اللقاء، الذي حمل عنوان «البعد الإستراتيجي والتاريخي للجزائر في إفريقيا»، مدى مساهمة الجزائر تاريخيا في استقلال وتحرر عديد شعوب القارة من خلال نشاطها الدبلوماسي المكثف ودعم نضالات حركات التحرر، وذلك بفضل ما تتمتع به من امتداد تاريخي في إفريقيا ومكانتها الإستراتيجية والإقليمية. وتم التأكيد في هذا الصدد، بأن الجزائر تملك رصيدا تاريخيا ودبلوماسيا زاخرا، بالإضافة إلى إمكانات متعددة، مما يفرض - بحسب المتدخلين- تعزيز البعد الإستراتيجي لها في إفريقيا. وأشار الأمين العام للمنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء، عبد الكريم خضري، أن الجزائر لها دور محوري في مساندة القضايا العادلة في القارة الإفريقية وفي العالم وتساهم في إعادة الثقة بالنفس للشعوب المضطهدة، تجسيدا لقيم ثورتها المظفرة المستوحاة من بيان ثورة أول نوفمبر 1954، وكذا تبنيها مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها. وأوضح ذات المتدخل، أن هذا الملتقى سمح بتسليط الأضواء على أهم المحطات التاريخية التي شهدتها ولايات الجنوب الكبير، من خلال إبراز دورها وإسهاماتها في الثورة التحريرية المباركة وأيضا في المقاومات الشعبية. ويرى من جهته الأستاذ أحمد ميزاب، أن «دور الجزائر في إفريقيا لم يتوقف، بل تعزز من خلال سعيها لاستعادة دورها الريادي في مجال الدبلوماسية، بما يسمح بتثبيت دورها على الصعيد الخارجي وتحقيق مكاسب دبلوماسية جديدة». وأضاف، أن البعد الإستراتيجي والتاريخي للجزائر في إفريقيا موضوع بالغ الأهمية، لأنه لا ينطلق فقط من الذاكرة الوطنية، بل هو مرتبط بالمستقبل وبالمشروع الوطني الذي يرافع من أجله الجميع والمتعلق بالجزائر الجديدة. وأشار بدوره البروفيسور كمال بيرم بجامعة محمد بوضياف بالمسيلة، أن الموضوع المطروح في هذا الملتقى، يستمد أهميته من توفير شروط الولوج إلى العمق الإفريقي، على غرار المعبر الحدودي الجزائري- الموريتاني الشهيد مصطفى بن بولعيد، وكذا مشروع تعبيد طريق تندوف (الجزائر)- الزويرات (موريتانيا) من أجل الوصول إلى سوق غرب إفريقيا.