يمتلك الأسرى من الخبرة والتجربة ما يؤهلهم لكسب المعركة فى مواجهة «بن غفير» وسياسات الحكومة الصهيونية المتطرّفة بحقهم، وفي استخدام وسائل احتجاج سلمية وعنيفة منوعة لتحصيل حقوقهم، فالوسائل السلمية كالإضرابات المفتوحة عن الطعام وأشكال تعبئة والمراسلات والتعاميم والبيانات حركت الجماهير الفلسطينية والعربية والمؤسسات الحقوقية والدولية للضغط على الاحتلال لتطبيق مواد وبنود الاتفاقيات الدولية التي أكدت على حقوق الأسرى، في حين أن الوسائل العنيفة أوجدت معادلة رعب في المعتقلات بين الأسرى وإدارة مصلحة السجون وطواقمها، وردعت السجان من خلال استهداف حياته في حال الاستمرار في إذلال الأسرى والاعتداء عليهم. وأعتقد أن سر نجاح الأسرى والمعتقلين في مواجهة السجان هو تسلحهم بعدالة قضيتهم، واحتكامهم للقانون الدولي والإنساني في عملية الرفض، والاحتراف في المواجهة من خلال مناقشة جماعية مستفيضة عبر مؤسسات اعتقالية للظروف العامة والسياسية المحيطة، واستخدام كل الوسائل والتفكير بجميع البدائل، والانتقال من مرحلة تكتيكية إلى أخرى استراتيجية، ومن وسيلة سلمية بسيطة إلى وسيلة عنيفة معقدة، وانتقاء الفرصة المواتية لبدء المعركة، وشكلها، وأدواتها المتفرعة والموزعة في الجانب الحقوقي والإعلامي والجماهيري، وتهيئة المتضامنين الفلسطينيين والعرب والأحرار من العالم لمساندتهم ودعمهم في خطواتهم التي يعلنون عنها ويجهزون لها عبر الاتصالات المسبقة مع الشخصيات والقيادات والفصائل والمؤسسات الداخلية والخارجية، المحلية منها والدولية. وهنا لا بد من الإشارة إلى أهمية الدعم الخارجى لنضالات الأسرى على الصعيد السياسى والدبلوماسى والقانونى والإعلامى والجماهيرى فلسطينيا وعربيا ودوليا وبلغات مختلفة وفعاليات مميزة غير تقليدية، لتوسيع دائرة التضامن الدولي مع الأسرى ونضالاتهم، وعزل الحكومة الصهيونية العنصرية اليمينية المتطرفة غير المقبولة داخليا خارجيا.