حقّق المنتخب الوطني لكرة القدم، أول أمس، فوزا مهما لكن بصعوبة على منتخب النيجر بهدفين لهدف في الجولة الثالثة من تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2023 المقررة بكوت ديفوار، على ملعب نيلسون مانديلا ببراقي. وبهذا الانتصار رفع رفقاء رياض محرز رصيدهم إلى 9 نقاط في صدارة المجموعة السادسة. وجد أشبال المدرب جمال بلماضي صعوبة كبيرة في فرض أسلوب لعبهم خلال المرحلة الأولى من المباراة بسبب غياب الانسجام بين اللاعبين، إذ لم يتحقق الانتصار إلا في المرحلة الثانية عندما تدارك المنتخب الوطني الموقف، وعدّل الكفّة عن طريق عبد الرحيم الحسن إثر خطأ في مرمى منتخب بلاده في الدقيقة (54)، قبل أن يحسم النتيجة نجم مانشستر سيتي الإنجليزي رياض محرز في الدقيقة (89). آيت نوري يكسب الرّهان.. استغلّ الناخب الوطني جمال بلماضي مواجهة النيجر من أجل منح فرصة اللعب لعدة لاعبين، واكتشاف مستوى اللاعبين الجدد في التشكيلة في نفس الوقت، الذين أكّد غالبيتهم على قدرتهم في المنافسة على مكانة أساسية في صفوف «الخضر»، خلال المواعيد القادمة على غرار المدافع الأيسر ريان آيت نوري، الذي تم الاعتماد عليه في التشكيلة الأساسية في مكان زميله الأساسي رامي بن سبعيني، حيث أن الوافد الجديد لصفوف «الخضر» أبلى البلاء الحسن في أول ظهور له بألوان المنتخب الوطني، جعل المتتبعين ينصبونه نجم المباراة بدون منازع. ورغم السيطرة على مجريات اللعب والضغط الكبير الذي فرضه المنتخب الوطني على المنافس خلال الشوط الأول، فوجئ أشبال المدرب جمال بلماضي بتقدّم الضيوف بهدف مباغت بعد ارتباك ثنائي خط الدفاع أحمد توبة وعيسى ماندي وكذا الحارس أنطوني ماندريا، هذا الأخير فاجأه مهاجم منتخب النيجر سوساه بكرة عالية لم يحرك لها ساكنا في الدقيقة 38، كما أن الطاقم الفني اختار اللعب بأربعة مدافعين خلف لاعبي خط الوسط، لم ينجح الخيار التكتيكي، فهشام بوداوي لم يجد ضالته في وسط الميدان. من جانبه، نبيل بن طالب لم يكن في المستوى في المرحلة الأولى، فخلال الدقائق 45 الأولى، لم يتحصل «الخضر» على أي فرصة حقيقية للوصول الى مرمى المنافس، الذي انتهج خطة دفاعية مع لعب ورقة الهجومات المعاكسة، التي كادت تتكلل بهدف ثان في الدقيقة 43، حيث قام نفس اللاعب سوساه بضرب الكرة التي كانت أن تدخل شباك الحارس ماندريا وسط ارتباك واضح لعناصر الخط الخلفي . تغييرات بلماضي تأتي بثمارها في الشوط الثاني أجرى الناخب الوطني عدة تغييرات كانت ضرورية للغاية لتصحيح الوضع والعودة في النتيجة، حيث قام بمراجعة خياراته عندما أدخل 3 لاعبين دفعة واحدة في بداية المرحلة الثانية، ويتعلق الأمر ببونجاح وعمورة وبن سبعيني بدلاً من ديلور، بوداوي وتوبة ليعود مجدّدا إلى خطة 4-4-2 ليصبح «الخضر» أكثر حضورا في الهجوم، وهي التغييرات التي أتت بثمارها حيث تمكّن المنتخب الوطني من تعديل النتيجة في الوهلة الأولى ليضيف الخضر الهدف الثاني بعد عمل كبير للاعب شعيبي، الذي يفتح اتجاه بوعناني هذا الأخير يمرر بدوره لرياض محرز الذي يوقع الهدف الثاني. شعيبي وبوعناني يصنعان الفارق ويخطفان الأضواء في الدقائق الأخيرة، لعب الناخب الوطني بلماضي كل أوراقه الهجومية لأجل العودة في النتيجة، ومن ثم قلب الطاولة على المنافس الذي اكتفى بالدفاع وفقط، ولعب الثنائي بدر الدين بوعناني وفارس شعيبي دورا كبيرا منذ دخولهما، وحسب تصريحات بلماضي الذي كان يرغب في الاعتماد على الوجوه الجديدة في ظروف أقل صعوبة، لكن الثنائي كان له وزن منذ دخولهما الميدان بدليل مساهمتها بطريقة مباشرة في تحقيق الانتصار من خلال القدرات الهائلة التي أظهرها الثنائي خلال المباراة، وهو ما يوحي بأنّ المنافسة ستكون قوية في المرحلة القادمة، وستصبح المناصب غالية جدا، حيث أصبح يوجد لاعبان أو أكثر في كل منصب، وهو أمر سيريح كثيرا الناخب الوطني ويمنحه عديد الحلول الفنية والتقنية في قادم المواعيد. اعتماد الناخب الوطني جمال بلماضي، على العديد من الأسماء الجديدة حتى ولو كان خيارا اضطراريا في مباراة النيجر خاصة في المرحلة الثانية لأجل إعطاء الدعم المنتظر ومن ثم تحقيق الانتصار، في صورة شعيبي وبوعناني، توحي بأن الخيارات الجديدة لبلماضي ستبعث المنافسة من دون شك في صفوف «الخضر».