نجح اتحاد العاصمة في الظفر بتأشيرة التأهل إلى ربع نهائي كأس "الكاف" عقب فوزه الكبيرة، سهرة أول أمس، على الأخضر الليبي برباعية كاملة مكّنت الفريق من تحقيق مبتغاه، وهو بلوغ الدور المقبل في انتظار معرفة هوية المنافس عقب عملية القرعة، في الوقت الذي صنع فيه تألّق هجوم الفريق الحدث بعد أن عانى من عقم شديد خلال المباريات الماضية. لم يجد اتحاد العاصمة أي صعوبة في حسم مواجهة الأخضر الليبي لصالحه، حيث دخل المباراة بقوة ونجح في تسجيل ثلاثة أهداف كاملة في الشوط الأول تداول على تسجيلها كل من بلعيد ومحيوص، إضافة إلى مريلي الذي نجح في إضافة الهدف الثاني في رصيده، والرابع لفريق خلال الشوط الثاني الذي عرف تسجيل الأخضر الليبي الهدف الوحيد له في المباراة. مواجهة الأخضر الليبي كانت مقياسا مهما بالنسبة للمدرب بن شيخة من أجل معرفة مدى استرجاع اللاعبين لإمكانياتهم الفنية، وخاصة البدنية بعد فترة من الراحة دامت لأسبوعين كانت مفيدة للجهاز الفني وخاصة اللاعبين من أجل استرجاع أنفاسهم بعد مشوار ماراطوني من المباريات. الراحة التي استفاد منها اللاعبون والجهاز الفني كانت نتائجها الإيجابية ظاهرة خلال مباراة الأخضر الليبي، حيث قدّم عناصر الفريق مستوى فنيا وبدنيا جيدا أكد أنّهم استعادوا عافيتهم، وسيعملون على مواصلة الانتصارات خلال المباريات المقبلة التي تبقى هي الأخرى صعبة ومهمة للفريق في البطولة. من أهم إيجابيات مباراة الأخضر الليبي هي الفعالية الهجومية الكبيرة للفريق وغزارة الأهداف من خلال استغلال الفرص التي أتيحت للفريق خلال المباراة، وهو عكس ما كان يحدث خلال المباريات الماضية التي عرفت إيجاد الفريق صعوبة كبيرة من أجل تسجيل الأهداف وتجسيد الفرص المتاحة. هجوم الاتحاد استفاق خلال مباراة الأخضر الليبي، حيث برز كثيرا اللاعب محيوص الذي نجح في تسجيل هدف وكان وراء ضربة الجزاء الأولى التي سجل من خلالها المدافع بلعيد الهدف الأول. التنشيط الهجومي كان حاضرا أيضا خلال مباراة كاس "الكاف"، وهو الأمر الذي عانى منه المدرب بن شيخة الذي جرّب العديد من اللاعبين، إلا أن الجودة كانت غائبة ممّا جعله يتأكّد أنّ الفريق بحاجة الى تدعيمات نوعية في منصب صناعة اللعب خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. عرفت المباراة تألّق العديد من اللاعبين، ويبقى أبرزهم مريلي الذي نجح في تسجيل ثنائية أكدت عودته القوية، وهو اللاعب الذي كان أنصار الفريق يراهنون عليه خلال الموسم الحالي لكنه لم يكن في مستوى التطلعات قبل أن يستفيق مع تولي بن شيخة الإشراف على العارضة الفنية، حيث أصبح لاعبا لا غنى عنه في الفريق. اتحاد العاصمة ما زال ينافس على جبهتين وهما البطولة إضافة إلى كأس "الكاف"، ورغم أن المنافسة على لقب البطولة يبقى أمرا صعبا، إلا أنه غير مستحيل في ظل امتلاك الاتحاد لثلاث مباريات متأخرة، وهو ما قد يسمح للفريق بالعودة الى الواجهة من جديد ودخول قائمة الأندية المنافسة على اللقب في حال نجح في الفوز بها جميعا. المنافسة التي يبدو فيها التنافس على اللقب ممكنا هي كأس "الكاف"، حيث سيكون الفريق على موعد مع مواجهة أحد الأندية التي أنهت دور المجموعات في الصدارة. حقّق الاتحاد الهدف الرئيسي من المنافسة القارية، وهو تجاوز دور المجموعات، وما عليه إلا تقديم كل ما لديه خلال المباريات المقبلة بداية بمواجهة ربع النهائي من أجل مواصلة المغامرة القارية، وتأكيد قدرة الفريق على تحقيق اللقب الذي طالما انتظره أنصار الفريق خلال المواسم الماضية.