استأنف، أمس، ما يقارب 11 مليون تلميذ الدراسة، الدراسة على مستوى كل المؤسسات التربوية عبر الوطن، وهذا بعد عطلة دامت 15 يوما تم التحضير فيها لاستقبال الثلاثي الثالث، في حين خصصت للمراجعة بالنسبة للأقسام النهائية، بينما تسابق الوزارة الزمن لضبط التحضيرات الخاصة بالامتحانات الوطنية التي يفصلنا عنها قرابة 50 يوما. عاد التلاميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة إلى مقاعد الدراسة بعد العطلة الربيعية للسنة الدراسية 2022 / 2023 التي امتدت من 23 مارس إلى 9 أفريل، قسمت بين الراحة، الترفيه والمراجعة والتحضير للأقسام المقبلة على امتحانات نهاية السنة. اعتمدت رزنامة جديدة خاصة بشهر رمضان قلصت من الحجم الساعي للحصة ب15 دقيقة، بالإضافة الى أن التلاميذ سيدرسون أقصر فصل دراسي محدد بين أربعة وخمسة أسابيع من الدراسة الفعلية، وأمام مقرر دراسي شهد تقدما ملحوظا مقارنة بالسنوات الماضية، وهذا بالنظر إلى استقرار المدرسة وديمومة الدروس. واتخذت وزارة التربية الوطنية كافة الإجراءات لضمان سيرورة الدروس وتقديم المعارف العلمية بشكل متسلسل، خاصة مع العودة لنظام التدريس العادي الذي جعل الأساتذة يعملون بأريحية وبنسبة تقدم في البرنامج تجاوزت 70٪، ودون حشو الذي يجعل التلميذ تحت ضغوطات. امتحان تقييم المكتسبات أولى المحطات ستكون وزارة التربية الوطنية أمام تجربة جديدة تتمثل في امتحانات تقييم المكتسبات المقرر إجراءه في 30 أفريل الجاري، كأول تجربة تطبق في التعليم الابتدائي بعد إلغاء شهادة التعليم الابتدائي، ويراد به تقييم مكتسبات التلميذ قبل الانتقال إلى مرحلة التعليم المتوسط. سيخضع التلاميذ إلى التدريب على مواضيع امتحان تقييم المكتسبات مع الأساتذة هذه الأيام، قبل الشروع به وستجرى التقييمات الكتابية في أيام غير متتالية في المواقيت الرسمية للدراسة خلال الفترة الممتدة من 30 أفريل إلى 25 ماي، أي لمدة 25 يوما. وتعتبر بطاقية تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي، مهمة للوقوف عند المستوى الحقيقي للتلميذ هذا من جهة، ومعرفة النقائص والاختلالات لمعالجتها في مرحلة المتوسط، كما أنه فرصة للنظر في التقييم والتوجيه قبل الانتقال الى مرحلة التعليم المتوسط. بلعابد يسدي تعليمات لإنجاح السنة الدراسية عقد وزير التربية الوطنية ندوة وطنية مع إطارات القطاع عشية عودة التلاميذ الى مقاعد الدراسة، قدم خلالها التوجيهات والتعليمات الواجب التقيد بها لمواصلة التسيير الحسن والمتكامل لما تبقى من العام الدراسي. ودعا بلعابد -حسب بيان للوزارة، تلقت «الشعب» نسخة منه - مع عودة ما يقارب 11 مليون تلميذ إلى الدراسة في الفصل الثالث، مديري التربية بالمرافقة الميدانية وزيارة المؤسسات التعليمية، ابتداء من أمس، وهذا للوقوف على سير العملية التعليمية بأغلب المؤسسات التربوية. وأمر الوزير بخصوص امتحان إثبات المستوى، الذي سيجرى بتاريخ 2 ماي، على ضرورة إعطائه الأهمية القصوى، من الجانب التنظيمي والإجرائي، خاصة وأنه يشمل كل الفئات العمرية. كما أمر مدير الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد، بالتنسيق مع مديري التربية، بتسخير كافة الإمكانات البشرية لإنجاحه، لما له من أهمية وطنية وعمومية. وبشأن امتحان تقييم المكتساب، الذي سينطلق في 30 أفريل الجاري، ثمن الوزير-بحسب ذات البيان - دور الجميع، خاصة التنظيمات الوطنية المعتمدة لأولياء التلاميذ، التي ساهمت بشكل كبير في تحسيس وتوعية الأولياء بالفائدة الكبيرة التي سيعود بها هذا الامتحان على التلاميذ وعلى المدرسة، مشددا على أهمية الأيام الإعلامية والتكوينية حول عمليات إعداد مواضيع الامتحان وكيفيات إجرائه. انطلقت الأيام التكوينية الخاصة بالاختبار، أمس، على أن تستمر ثلاثة أيام، يشرف عليها إطارات من الإدارة المركزية، لفائدة مديري التربية، رؤساء المصالح المكلفين بالامتحانات والمسابقات ومفتشي التعليم الابتدائي للغة العربية، وفق رزنامة مضبوطة ودقيقة. كما أسدى مجموعة من التعليمات الواجب التقيد بها في هذا الشأن. وفيما يتعلق بالامتحانات الوطنية، شهادة التعليم المتوسط وشهادة البكالوريا، أمر المسؤول الأول على القطاع مديري التربية بضبط كل العمليات اللوجستية والتقنية بالتنسيق مع مديري فروع الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، مع توخي الحيطة والدقة في تبليغ علامات التربية البدنية والرياضية وحالات الإعفاء إلى المراكز الجهوية للتجميع لحجز العلامات، وتوفير ظروف الراحة للممتحنين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وحسن اختيار رؤساء المراكز، وغيرها من العمليات المرتبطة بهذين الامتحانين المصيريين. ومع اقتراب نهاية السنة الدراسية، أمر الوزير بوجوب الوقوف على مدى تنفيذ البرامج الدراسية، والانخراط الفعال في إحياء يوم العلم الموافق 16 أفريل من كل سنة، وهذا من خلال تنظيم محاضرات وإنجاز تحقيقات مصورة حول شخصيات فكرية أو علمية جزائرية وتنظيم ورشات علمية وفكرية ترسخ القيم الروحية والأخلاقية والثقافية والحضارية لدى النشء، في إطار الحفاظ على الذاكرة الوطنية العلمية ومكونات الهوية الوطنية. تقدم في الدروس من جهتهم، دعا المختصون في الشأن التربوي، التلاميذ المقبلين على الامتحانات الرسمية، شهادة التعليم المتوسط والبكالوريا، الابتعاد عن القلق بشأن إكمال البرنامج الدراسي، لأن نسبة تقدم الدروس مطمئنة، مؤكدين على ضرورة استغلال ما تبقى من الثلاثي الثالث لتكثيف المراجعة الفعالة قبل الاختبار. في ذات السياق، أكد الاتحاد الوطني للأساتذة، تسجيل تقدم كبير في البرنامج الدراسي في مختلف المستويات، وهذا بسبب الاستقرار الذي عرفته المدرسة، بالإضافة الى التسلسل والتدرج العادي في الدروس نتيجة الهدوء وعدم وجود اضطرابات في الموسم الدراسي، عكس السنوات السابقة.