رحمة الله عليك بقدر ما واجهت وقاومت بقدر ما تألمت وصبرت بقدر ما حرمت وانتظرت بقدر ما صمدت وانتصرت بقدر ما أحببت وتقت واشتقت للقاء النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا عذراً الشيخ المجاهد والشهيد الثابت الصامد العنيد أننا لم نفهم الرسالة، أو فهمناها وعجزنا في اختيار وسيلة الدعم والمساندة. عذراً شيخنا المجاهد والشهيد خضر عدنان ونخجل لقصورنا أمام صمودك واستعلاء روحك في العنان وسلام عليك في حضرة الشهداء والصابرين في الجنان كنت وما زلت مدرسة الصمود في وجه السجان، فاتخذت من الإضرابات المفتوحة عن الطعام وسيلة إستراتيجية سلمية للنضال ضد السجان وسياساته، فمع نهاية عام 2011 وبداية عام 2012 خضت إضراباً مهماً عن الطعام استمر 67 يوماً ضد اعتقالك الإداري، وبه فجرت ثورة المعتقلين الإداريين والتحق بنهجك المئات ممن انتصروا على سجانيهم وتم الإفراج عنهم بعد عشرات الأيام من الصمود، وأضربت في العام 2015 إضراباً آخر استمر ل58 يوماً، وفي العام 2018 ل 54 يوما، وفي العام 2021 أضربت 25 يوما، وإضرابك الحالي انتهى بنصرك الأبدي بعد ستة وثمانين يوما من الصبر والصمود في مواجهة الاعتقال التعسفي ليتم الإعلان عن استشهادك صباح 5/2/2023 . وسجلت لنفسك صفحة مشرقة في تاريخ النضال الفلسطيني، وكنت ولا زلت أيقونة نضالية وحالة استثنائية خاصة في سجل الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة، فرغم تواطؤ المحاكم العسكرية لقصد إعدامك مع أجهزة الأمن الصهيونية، بتوجيه لائحة اتهام صورية وشكلية هروباً من اعتقالك الاداري بلا لائحة اتهام وبملف سرى تحسباً وتحاشياً من دخولك الإضراب المفتوح عن الطعام أسوة بالاعتقالات السابقة وإصرارك المعهود، ولكنك كما عهدناك كنت مواجهاً وبطلاً عنيدا في معركتك بكل صمود. فسلام عليك مع الأولين وسلام عليك مع الصابرين وسلام عليك مع المجاهدين وسلام عليك مع الشهداء والصالحين وسلام عليك يا أبا عبد الرحمن إلى يوم الدين