تعد مكافحة المخدرات من المهام الرئيسية المنوطة لمختلف الوحدات المختصة التابعة لأمن ولاية البويرة، التي تعمل بكل ما أتيت من إمكانيات مادية وبشرية لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة، التي باتت تهدد أمن المجتمع والمساس بكيانه وأركانه بهدف زعزعة أمن وسكينة المواطنين. من منطلق أن مكافحة الجريمة بمختلف أنواعها بما فيها المخدرات والمؤثرات العقلية، من ضمن أولوية الأولويات الضرورية التي رسمتها قيادة الأمن الوطني، المجسدة عبر الاستراتيجية الوطنية المسطرة، والتي تظهر نتائجها الملموسة في الميدان، من خلال العمليات النوعية التي تنفذها الوحدات العملياتية المتخصصة عبر كافة ربوع الوطن، لاسيما منها فرق مكافحة المخدرات والأمن والتحري، الفرق الاستعلاماتية وغيرها، حيث يتم كل يوم ضبط كميات معتبرة من كل أنواع المخدرات والمؤثرات العقلية تتسبب فيها الأيادي الإجرامية. تجنّد كامل.. تعمل مختلف المصالح التابعة لأمن ولاية البويرة، لاسيما المختصة في مجابهة آفة المخدرات، على تفعيل وترجمة التعليمات والتوجيهات الصادرة من القيادة العليا للأمن الوطني إلى أفعال ملموسة، والتي تلتمس من خلال العمليات النوعية التي تم تسجيلها خلال الأشهر الأخيرة بضبط كميات معتبرة وهامة من المخدرات عبر عدد من أمن الدوائر بغرب وجنوب الولاية، وذلك بفضل اليقظة والحركية الكبيرة التي تتمتع بها هذه الوحدات المختصة، والمتمثلة، على وجه الخصوص، في فرقة مكافحة المخدرات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية، حيث تضطلع بمهام مكافحة استهلاك وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية، ومواكبة مختلف التطورات الحاصلة في مجال الإجرام المنظم عموما، والاتجار غير المشروع بالمخدرات وتوقيف وكبح الشبكات الإجرامية التي تقف وراءها، حيث تمّ إحباط محاولات عديدة لزرع السموم في اوساط المجتمع البويري، إلا أن الحركية والفطنة الكبيرة التي تحلت بها الوحدات المختصة مكنتها من وضع حد لها. دور ردعي ووقائي.. لمجابهة آفة المخدرات والمؤثرات العقلية، تسعى مصالح أمن ولاية البويرة إلى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية التي رسمتها القيادة العليا للأمن الوطني، والتي تتمثل في شقين هامين، الشق الأول الردع ومكافحة كل أنواع المخدرات، والشق الثاني وقائي وحمائي لتفادي هذه الظاهرة الخطيرة على أمن الأفراد والمجتمع. ويستند الشق الردعي على تسطير عمليات وبرامج نوعية بشكل متواصل، تنفذها مختلف الوحدات العملياتية في الميدان باستعمال خطط واستراتيجيات متنوعة للإطاحة بشبكات الإجرام، وأما الشق الثاني الوقائي الذي يكمن في تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية في الميدان عن طريق الأبواب المفتوحة، خرجات ميدانية، معارض، ربورتاجات وحصص إذاعية وتلفزيونية، محاضرات ودروس، بالتنسيق مع مختلف الشركاء الدرك الوطني، الجيش الوطني الشعبي، الجمارك، المؤسسات التربوية، مراكز التكوين المهني، المؤسسات الجامعية، فعاليات المجتمع المدني ..إلخ، بهدف زيادة وعي الأفراد من مخاطر جميع الآفات الاجتماعية بما فيها المخدرات. وفي هذا الصدد، تشارك خلية الإعلام والاتصال لأمن ولاية البويرة في حصص إذاعية للتوعية والتنسيق حول خطورة الآفات الاجتماعية، حيث تم استحداث حصة إذاعية تحت عنوان "الشرطة ترافقكم"، تبث مرتين في الأسبوع عبر أمواج إذاعة البويرة الجهوية، وتتناول مختلف القضايا الحساسة التي تمس المواطن البويري. وفي حصيلة النشاطات التي قامت بها خلية الاتصال والعلاقات العامة خلال سنة 2022، تم تنظيم 170محاضرة، نشاطين اثنين تحت عنوان "أبواب مفتوحة"، 78 نشاطا لتوزيع المطويات، مع تنظيم 14خرجة ميدانية، مست هذه النشاطات المتنوعة ما يقارب 6 آلاف شخص، إضافة إلى الحملات التحسيسية مع المجموعة الولائية للدرك الوطني، وكذا مختلف الهيئات العمومية والجمعيات، لتحسيس المواطنين بخطورة المخدرات على حياتهم. ضربات موجعة للمجرمين.. تبعا للمهام الموكلة لها لمجابهة آفة المخدرات، تكللت الجهود المنيرة لمصالح أمن ولاية البويرة خلال سنة 2022 والثلاثي الأول من سنة 2023، بتسجيل عدة عمليات وقضايا نوعية، وفي هذا الصدد، تمت معالجة قضايا هامة أبرزها الإطاحة بشبكة وطنية لترويج المخدرات، والتي تمت بناء على معلومات تشير إلى تواجد مجموعة من الأشخاص بمدينة سور الغزلان جنوب البويرة، ينشطون في مجال الترويج للمؤثرات العقلية، حيث تم استغلال هذه المعلومات من طرف الوحدات العملياتية لفرقة مكافحة المخدرات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية البويرة، بالترصد لهم وإيقافهم في حالة تلبس، ومكنت هذه العملية النوعية من تحديد شركاء لهم من الجزائر العاصمة ووهران، وحجز 5.5 كلغ من القنب الهندي، وأدوات ومعدات لتحضير المخدرات، ومبلغا ماليا قدره 494 مليون سنتيم. وفي عملية نوعية أخرى، تمكنت الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بأمن دائرة الأخضرية، من الإطاحة بجماعة إجرامية وطنية خطيرة تنشط بعدة ولايات.. الجزائر، قسنطينة ووهران، ومكنت هذه العملية النوعية من حجز 20640 كبسولة من نوع بريغابالين 300ملغ ذات منشأ أجنبي مع مبلغ مالي قدره 40 مليون سنتيم، وبعد إذن بالتفتيش لأحد المجرمين بولاية قسنطينة، تم حجز 403 غرام من الكوكايين، 1380غرام من الكيف المعالج، ومبلغا من العملة الصعبة مقدّر ب2150 أورو، ومبلغ 110 مليون سنتيم من العملة الوطنية. فيما تم تسجيل عملية هامة أخرى من طرف وحدات الأمن والتحري BRI، والمتمثلة في الإطاحة بشبكة إجرامية لترويج المخدرات والمؤثرات العقلية عبر الطريق السيار شرق غرب على مستوى بلدية الأصنام شرق الولاية، أين تم حجز 38640 كبسولة من نوع بريغابلين ذات المنشأ الأجنبي، كانت مخبأة بإحكام في علب كرتونية داخل شاحنة ذات مقطورة. كما تم بمدينة القادرية من وضع حد لنشاط شبكة ترويج المخدرات والأقراص المهلوسة وتحجز 1739 كبسولة مع 1.41كلغ من الكيف المعالج، كان يقوم بها المجرمين للترويج لها في أوساط المواطنين ونشر السموم بينهم لضرب استقرار المجتمع. وتبقى الجهود الحثيثة التي تقوم بها مصالح أمن ولاية البويرة، في مجال مكافحة المخدرات بارزة وظاهرة للعيان، خاصة في الأشهر الأخيرة أين تم تنفيذ عدة عمليات نوعية بفضل الاستراتيجية المحكمة التي سطرتها القيادة العليا للأمن الوطني، ولاتزال الوحدات العملياتية المتخصصة العيون التي لا تنام لقهر شبكات المتاجرة بالمخدرات والمؤثرات العقلية، وكفاعل رئيسي في كل الخطط المسطرة لهذا الغرض.