«السمراء» تواصل البحث عن فرص الرقي الاقتصادي بن براهم ل «الشعب»: شباب إفريقيا يتطلع إلى تحقيق الحرية والاستقلال بعد 60 عاما من تأسيس الاتحاد الإفريقي، ما تزال بلدان القارة الإفريقية تناضل من أجل تحقيق الرفاه والتنمية الاقتصادية المستدامة وفق ما تم رسمه في أجندة الاتحاد الإفريقي لسنة 2063، التي وضعت الأمن الغذائي أحد أكبر أهدافها الإستراتجية، وهي الرؤية التي أجمع عليها مختلف المتدخلين في هذا المقال. يؤكد «جون باتيست نتوكامازينا»، الأمين العام للمنظمة الإفريقية للتأمين، في تصريح ل»الشعب» أنه بعد مرور ستين سنة على تأسيس الاتحاد الإفريقي، لازال أمام إفريقيا الكثير لفعله، ولا تزال هناك جملة من المعضلات تواجه دول القارة الإفريقية التي تحتاج لكثير من تنسيق الجهود والتعاون المشترك، ولعل أبرزها مسألة الأمن الغذائي التي هي محور نقاش الجمعية العامة السنوية للمنظمة الإفريقية للتأمين المقامة هذا العام بالجزائر، تحت شعار قطاع التأمين ومساهمته في مواجهة تحديات الأمن الغذائي بالقارة الإفريقية، وهذا بحضور خبراء دوليين وممثلين عن الأممالمتحدة وفاعلين في قطاع التأمينات. ويضيف «نتوكامازينا» أن مسألة الأمن الغذائي باتت تفرض نفسها كإحدى أكبر هواجس القارة، خاصة مع تصاعد الصراعات في مختلف أنحاء العالم، واشتداد حالات الجفاف المتأتية عن التغير المناخي الذي أضحى يؤثر على كامل أنصاف الكرة الأرضية الأربعة، ويُسند ذات المتحدث موقفه، بإحصائيات المنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، التي تفيد بأن 828 شخصا عبر العالم ما يزالون مهددين بالجوع، 80 بالمائة منهم في قارتي إفريقيا وآسيا. ويقول الأمين العام للمنظمة الإفريقية للتأمين: «بات لزاما علينا نحن كشركات ومنظمات تأمين التفكير في حلول مستقبلية لهذه التهديدات، إلى جانب السلطات العمومية والمجتمع المدني، من خلال استغلال جميع جهودنا وكفاءاتنا الناشطة في مختلف البلدان الإفريقية». من جانبه، أوضح سفير الجمهورية الاتحادية لتنزانيا بالجزائر، جاكوب جيديون كينوغو، في إفادة ل»الشعب»، أن إفريقيا اليوم بحاجة إلى اعتماد آليات الحوكمة الحديثة، فللقارة مصادر تغذوية وزراعية ضخمة، لكنها لا تستغل بالشكل الذي يسمح لها بتحقيق التنمية والإقلاع الاقتصادي لشعوبها، خاصة ما تعلق بتقنيات الري التي لا تزال تقليدية في كثير من البلدان، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى عدم تحقيق نتائج زراعية مُرضية. من جانبه، يشير رابح فصيح، مدير ترقية ودعم المبادلات الاقتصادية بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، في تصريح ل»الشعب» إلى أن الجزائر ساعدت كثيرا من الدول الإفريقية في تحقيق النهوض الاقتصادي، وكونت عددا كبيرا من إطاراتها داخل جامعاتها، كثير منهم وصلوا إلى مناصب عليا في بلدانهم، كما تعمل الجزائر على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع مختلف بلدان القارة، خاصة مع دخول منطقة التجارة الحرة الإفريقية القارية حيز النشاط، وهي آلية من شأنها تعزيز وتنويع أشكال الشراكة والتعاون الاقتصادي بين الدول، كما تبذل جهودا حثيثة من أجل توسيع التعاون مع كل بلدان إفريقيا، من خلال إنشاء مجالس الأعمال والبعث بوفود اقتصادية جزائرية، من أجل إتاحة الفرصة للشركات الجزائرية لدخول أسواق قارية جديدة. بدوره وفي تصريح ل»الشعب»، يرى رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم، أن إحقاق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية في القارة الإفريقية، مربوط بعنصر الأمن والأمان الذي يعتبر من الواجب نشره في إفريقيا في منظور الجزائر بإنهاء كل حالات الصراعات المختلفة، وهذا بهدف تعزيز العيش المشترك بسلام، كما يرتبط أساسا بتوسع نطاق تأثيرات التغيرات المناخية التي تتسبب في نزوح آلاف السكان، ويوضح بن براهم أن الأجيال الإفريقية الشابة تتطلع لتحقيق الحرية والاستقلال عن طريق النجاح الاقتصادي، وللقارة الموروث القيمي الذي يجمع شعوبها، إضافة إلى المورد البشري والمكنونات الطبيعية التي تمكنها من تحقيق التنمية بمختلف أبعادها.