تواصل قوات الاحتلال الصهيوني، أمس الثلاثاء ولليوم الثاني على التوالي، عدوانها على جنين ومخيمها بالضفة الغربية، مخلفة، بحسب حصيلة مؤقتة، 10 شهداء و100 جريح بينهم 20 في حالة خطيرة، وسط تنديدات دولية ودعوات لوقف هذا العدوان السافر. كانت قوات الاحتلال قد بدأت عدوانها على مدينة جنين ومخيمها فجر الاثنين، بقصف منزل وسط مخيم جنين، ما أسفر عن استشهاد الشاب أبو الوفا وإصابة آخرين بجروح مختلفة، كما قصفت طائرات الاحتلال بالصواريخ عدة مواقع داخل المخيم وعلى أطرافه. وفي أعقاب عملية القصف، اقتحمت قوات الاحتلال باستعمال 150 آلية عسكرية ترافقها جرافات مدرعة، مدينة جنين من عدة محاور وحاصرت مخيمها وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة عليه ونشرت قناصتها فوق أسطحها وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم. وكان قد استشهد، الاثنين، ثمانية فلسطينيين وأصيب 100 آخرون، لترتفع الحصيلة صباح أمس إلى 10 شهداء، بحسب ما أفادت به وزارة الصحة الفلسطينية. وأدانت الجزائر ب "شدة" الاعتداء الذي ترتكبه قوات الاحتلال الصهيوني في مدينة جنين، مطالبة بالوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية التي تنتهك ب "صفة فاضحة" جميع الأعراف والقوانين الدولية وأبسط القيم الإنسانية. وجددت الجزائر التعبير عن "تضامنها الدائم مع الشعب الفلسطيني الأبي ومناصرة قضيته العادلة في إنهاء احتلال أراضيه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف"، داعية المجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن، لتحمل مسؤولياته السياسية والقانونية في ضمان حماية دولية للشعب الفلسطيني ومحاسبة المسؤولين عن سلسلة الجرائم التي ما انفك المحتل يرتكبها في الأراضي الفلسطينية المحتلة دون مساءلة أو ردع أو محاسبة. بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء تطورات الوضع في جنين، التي تتعرض لأكبر عدوان صهيوني منذ عام 2002، مؤكدا على ضرورة الاحترام الكامل للقانون الدولي الإنساني. كما وصف منسق عملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، التصعيد الحالي في الضفة الغربيةالمحتلة بأنه "خطير للغاية". وأعربت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) عن بالغ قلقها إزاء الآثار المترتبة على الاعتداء الذي تشنه قوات الاحتلال ضد جنين. كما أدانت عدة دول وهيئات دولية واقليمية بدورها العدوان الصهيوني على جنين ومخيمها، على غرار اليمن، إيران، تركيا والكويت ودعت لوقف هذه الانتهاكات المتكررة والممنهجة. وفي السياق ذاته، شل الإضراب الذي دعت إليه أقاليم حركة "فتح" في المحافظات الشمالية تضامنا مع جنين، جميع مناحي الحياة وأغلقت الجامعات والبنوك والمصارف والمحلات التجارية وتوقفت المواصلات العامة. كما انطلقت بعد منتصف ليلة أول أمس، مسيرة جماهيرية في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، منددة بعدوان الاحتلال الغاشم على مخيم جنين، بينما في طولكرم، شارك عدد من ذوي الأسرى ونشطاء وفصائل العمل الوطني اليوم في وقفة دعم وإسناد للأسرى القابعين في سجون الاحتلال وتنديدا بالعدوان الصهيوني على مدينة جنين ومخيمها، مرددين شعارات داعمة لأهالي جنين ومنددة بانتهاكات الاحتلال. قوات الإحتلال تهجّر 4 آلاف فلسطيني من مخيّم جنين وقال رئيس بلدية مدينة جنين، نضال العبيدي، إن قوات الإحتلال الصهيوني هجرت قرابة 4 آلاف فلسطيني، فيما تحاصر نحو 13 ألفا في مخيم جنين، واصفا الوضع ب "الكارثي". وأضاف العبيدي: "الوضع الإنساني كارثي وما حدث أشبه بزلزال ويعيد الى الذاكرة، أيام النكبة (1948) من هدم وتجريف البنية التحتية والبيوت وانعدام المياه والغذاء والصرف الصحي"، مشيرا إلى أن عشرات المنازل والمباني هدمت أو جرى تخريبها من قبل قوات الإحتلال وجرافاته. وعلى إثر ذلك، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بوقف قوات الاحتلال عن تهجير سكان مخيم جنين. وقال الرئيس عباس إن الجريمة التي يقوم بها الكيان الصهيوني والمتمثلة في تهجير أهالي المخيم، "تضاف إلى جرائم الاحتلال في تهجيرهم المرة الأولى من أراضيهم التي اقتلعوا منها عام 1948 وتدمير قراهم ومدنهم وما ارتكب بحقهم عام 2002، وما يجري اليوم بحقهم". وأشار إلى أن التعامل مع الكيان الصهيوني المحتل بالمعايير المزدوجة وعدم محاسبته على جرائمه السابقة بحق الشعب الفلسطيني، يشجعه على ارتكاب المزيد من هذه الجرائم. بدوره، قال رئيس غرفة تجارة وصناعة جنين، عمار أبو بكر، إن المدينة تعاني من نقص كبير في المواد التموينية جراء الحصار والعدوان الصهيوني المستمر، حيث منعت قوات الاحتلال الصيدليات والمخابز من العمل، إضافة إلى منع التجار من تزويد الفلسطينيين بالمواد الأساسية، كما منعت إدخال المواد التموينية من خلال معبر الجلمة، ما أدى إلى تفاقم المعاناة. ويقع مخيم جنين الذي أقيم عام 1953 إلى الغرب من مدينة جنين ويطل على سهل مرج بن عامر من جهة الشمال وتحده من الجنوب قرية برقين وتحيط به عدة مرتفعات. وحسب تقديرات "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني"، بلغ عدد سكانه في منتصف عام 2023، 11674 لاجئا. ويعيد هذا العدوان إلى الأذهان اجتياح قوات الاحتلال الصهيوني لمخيم جنين في الأول من أبريل 2002 وحصاره نحو أسبوعين، ثم قصفه بطائرات "إف-16" الحربية والمدفعية. وخلفت تلك المجزرة أكثر من 500 شهيد من الأطفال والنساء والشيوخ، بحسب السلطات الفلسطينية. الأممالمتحدة تُعرب عن قلقها البالغ أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء تطورات الوضع في جنين التي تتعرض منذ فجر الإثنين لأكبر عدوان صهيوني منذ عام 2002، والذي أسفر عن استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة عدد آخر. أكد غوتيريش، في بيان مقتضب، ضرورة الاحترام الكامل للقانون الدولي الإنساني. ومن جانبه، وصف تور وينسلاند منسق عملية السلام في الشرق الأوسط، التصعيد الحالي في الضفة الغربيةالمحتلة بأنه "خطير للغاية". وبدورها أعربت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" عن بالغ قلقها إزاء الآثار المترتبة على العملية التي تشنها قوات الاحتلال في مخيم جنين. وقالت الوكالة الأممية، في بيان، إن هذه العملية تأتي في أعقاب عملية أخرى في المخيم في 19 جوان الماضي أسفرت عن استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة 91 آخرين.. مشيرة إلى أن جميع منشآتها، بما في ذلك أربع مدارس ومركز صحي واحد، لم تتمكن من العمل. ودعت "الأونروا" إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان حصول المصابين على الرعاية الطبية. وندّدت عدة دول ومنظمات بالعدوان الصهيوني المتواصل على جنين ومخيمها، مشددة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، وإلزام الكيان الصهيوني بوقف انتهاكاته السافرة للقانون الدولي وحمله على احترام قرارات الشرعية الدولية. الإضراب الشامل يعمّ محافظات الضفة عمّ الإضراب الشامل، أمس الثلاثاء، محافظاتالضفة الغربية، بما فيها مدينة القدسالمحتلة، تنديدا بالعدوان الصهيوني المتواصل على مدينة جنين ومخيمها لليوم الثاني على التوالي والذي أسفر حتى اللحظة عن استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة 100 بجروح، بينهم 20 في حالة الخطر. وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فقد شل الإضراب الذي دعت إليه أقاليم حركة "فتح" في المحافظات الشمالية، مناحي الحياة كافة وأُغلقت الجامعات والبنوك والمصارف والمحلات التجارية. كما شهدت المواصلات العامة إضرابا في جميع الخطوط وكانت حركة المواطنين الفلسطينيين طفيفة، كما أغلقت المصانع والمعامل أبوابها. وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت مدينة جنين ومخيمها فجر يوم الإثنين وارتكبت مجزرة أسفرت عن استشهاد ثمانية فلسطينيين وإصابة 100 آخرين، بينهم 20 بجروح خطيرة، لترتفع الحصيلة صباح أمس إلى 10 شهداء ولا يزال العدوان متواصلا. عشرات المستوطنين الصهاينة يقتحمون المسجد الأقصى اقتحم عشرات المستوطنين الصهاينة، أمس الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، بدعم من قوات الاحتلال الصهيوني، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). بحسب المصدر، فقد أدى المستوطنون طقوسا تلمودية عند أبواب الأقصى وانتشرت قوات الاحتلال في باحاته، لتسهيل اقتحامات المستوطنين وجولاتهم، كما دققت في البطاقات الشخصية للوافدين إلى المسجد. ويشهد المسجد الأقصى سلسلة انتهاكات واقتحامات من المستوطنين، بدعم من قوات الاحتلال، في محاولة لفرض السيطرة الكاملة عليه وتقسيمه زمانيا ومكانيا.