تقع مدينة مليلية في أقصى الشمال الشرقي للمغرب، في حين تقع سبتة في أقصى الشمال الغربي مطلّة بذلك على مضيق جبل طارق. تبلغ مساحة المدينتين بما في ذلك الجزر التابعة لهما نحو 32 كلم,2 وعدد سكانهما ما يقارب 500 ألف نسمة غالبتهيم من أصل أندلسي، أي من الذين لجأوا إليها قبل خمسة قرون لحظة طرد المسلمين من الأندلس عام .1492 وزاد عدد الإسبان بعد ما لجأ إليهما المستوطنون الإسبان الذين كانوا يعيشون في الجزائر، فارين من حرب التحرير العظمى. وفي العشريات الماضية، لجأ إليهما آلاف من الهنود الذين إستقروا بالمدينتين، حيث جذبهم وضعها كمنطقة حرة معفاة من الضرائب، ويعيش على هامش هذه الفسيفساء الديمغرافية حوالي خمسين ألف مغربي، وهم السكان الأصليين ويفرض عليهم نوع من الميز العنصري. تطل مدينة سبتة على صخرة جبل طارق على الجانب المقابل من البحر الأبيض المتوسط، وتعجّ بالجنود والضباط، إذ بها واحدة من أكبر الثكنات العسكرية الإسبانية، كما تعجّ برجال الأعمال إذ يعد ميناؤها من أكبر الموانئ العالمية نشاطا، سواء في مجال نقل البضائع أو المسافرين المارين عبر مضيق جبل طارق وإسبانيا، كما أنها تعتبر مركزا تجاريا هاما ومليئة بالأسواق التي يسيطر عليها الهنود. أما في مليلية الواقعة في الطرف الشرقي من منطقة الريف المغربية، فقد جذبت السلع المهربة مزيجا من الناس الأجانب المغاربة الذين يأتون إليها للتبضع بأسعار رخيصة لتباع من جديد في المغرب. ينقسم السكان المغاربة في سبتة ومليلية إلى قسمين، بعضهم يعبر الحدود يوميا للعمل وهناك قيود على الحدود، وآخر يعيش فيها، وأغلبهم في أحياء فقيرة ويتعرضون للتمييز رغم أنهم يعتبرون أسبان من حيث الجنسية.