اعتبر أمس الدكتور عبد الرحمان مبتول أن أي إقلاع اقتصادي وطني حقيقي مرهون بالتخطيط الاستراتيجي وتفعيل تنافسية المؤسسة الانتاجية الوطنية العمومية والخاصة، على اعتبار أن المؤسسة وحدها قادرة على خلق ديمومة الثروة التي لا تنفذ إلى جانب تكريس الحكم الراشد وفتح نقاشات واسعة ومعمقة يشارك فيها جميع الفاعلين من من بنوك وإدارة وغرف التجارة وما إلى ذلك حتى نتخلص من البيروقراطية. شدد الخبير مبتول على ضرورة مواكبة المؤسسة الجزائرية للتحولات التي يشهدها الاقتصاد الوطني حتى نقفز من الخطوات البطيئة إلى وتيرة أسرع في النمو . وراهن الدكتور على استغلال الثروة البشرية والاستثمار الحقيقي في البحث العلمي مقترحا بطاقية للبحث عن طريق استغلال وتصنيف المخابر وإدماجها في الابتكار والاستثمار لإنجاح العمل التنموي . وكشف مبتول عن تسجيل ارتفاع تكاليف الاستعانة بالمساعدة التقنية الأجنبية التي قفزت من 1,5 مليار دولار إلى 12 مليار دولار في سنة 2012، ولم يخف أنه بالامكان التخفيف من هذه الفاتورة الضخمة عن طريق استغلال الكفاءات الوطنية وعدم اقصائها وتهميشها حتى لا تهدر بالهجرة نحو الخارج. ويرى مبتول أنه في الظرف الراهن بات ضروريا أن تستغل الكفاءات الوطنية وتعزيز قدراتها بالاحتكاك بالتجارب الأجنبية ذات الطراز العالمي . وفي الشق المتعلق بأهمية الثروة البشرية، اعتبر أنه لا تنمية بدون ثروة بشرية، متأسفا كون 50 بالمائة من النساء مثلما أوضح خارج النشاط الاقتصادي في الجزائر، واعترف أن الطالبة الجزائرية مقارنة بنظيرها الطالب أثبتت تفوقا فمن بين 2 مليون طالب، من بينهم 1,3 إناث، واغتنم الفرصة لإثارة مشكل النوعية الذي يطرح على مستوى خريجي الجامعات. وبنظرته الاستراتجية ابدى مبتول أهمية القارة الافريقية على المديين المتوسط والطويل كي تكون قاطرة تنموية ومحركة للاقتصاد العالمي على اعتبار أن سكان القارة الافريقية سيمثلون 1 / 4 من سكان العالم وتصبح هذه القارة في آفاق الفترة الممتدة ما بين 2020 و2030 القارة الأكثر أهمية، مجددا تأكيده على توقع أن يرتفع سكان الجزائر 50 مليون نسمة، ويرتقب أن ينتظر الجزائر تحضير كبير لهذه الفترة حيث يقل دور الثروة الطاقوية وعلى الجزائر الاستعداد بشكل استراتيجي عن طريق التخطيط والاعتماد أكثر على البحث والابتكار والكفاءات البشرية والعمل على تطويرها.