من سيئ إلى أسوإ تمضي وتيرة الاشتباكات المسلحة العنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في الخرطوم وتداعياتها الإنسانية. واستيقظت منطقة جنوبي العاصمة الخرطوم، الأحد، على كارثة إنسانية جديدة، أسفرت عن مقتل 40 شخصا جراء القصف الجوي. إذ ذكرت غرفة طوارئ جنوب الحزام في بيان: "ارتفع عدد ضحايا مجزرة سوق قورو بمنطقة مايو جنوب الحزام جراء القصف الجوي إلى 40 قتيلا ومازالت الحالات تتوافد إلى مستشفى بشائر". وأفاد شهود عيان، بأن أحياء "جبرة" و«الشجرة" و«مايو" و«الأزهري" جنوبيالخرطوم، تأثرت جراء الاشتباكات بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي. وأكد الشهود أن الأشلاء البشرية تغطي مساحات واسعة من سوق "قورو"، رغم نقل عدد كبير من الإصابات إلى مستشفى "بشائر" لتلقي العلاج. وبحسب الشهود، فإن المنطقة تأثرت بانقطاع المياه والكهرباء، وخطوط المواصلات، ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية على الأرض. الجيش و «الدعم السريع» يتبادلان الاتهام هذا، وتبادل الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» الاتهام بقصف السوق ومقتل 40 شخصا. حيث وجهت قوات «الدعم السريع» أصابع الاتهام للجيش بقتل وإصابة عشرات المدنيين في «قصف جوي على السكان» في حي مايو بجنوبالخرطوم، حيث يقع سوق قورو. وفي وقت لاحق، وجهت وزارة الدفاع السودانية الاتهام لقوات «الدعم السريع» بقصف سوق قورو «باستخدام الطيران المسير والمدفعية»، متهمة إياها بمحاولة «إلصاق التهمة بالقوات المسلحة». وذكرت الوزارة في بيان، أن قوات «الدعم السريع» تعمل على «تحويل الأعيان المدنية والمستشفيات والمنازل السكنية لثكنات عسكرية، وأضافت لسجلها الحافل بالانتهاكات قصف المدنيين أثناء مرور الطيران الحربي وبدونه أحيانا أخرى». ومنذ اندلاعه في 15 أفريل، حصد النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، نحو 7500 قتيل، وفق أحدث أرقام لمنظمة «أكليد» غير الحكومية التي ترجح، كما غيرها من المصادر الطبية والميدانية، أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى، خصوصاً في ظل انقطاع الاتصالات بمناطق عدة، ورفض طرفي القتال إعلان خسائرهما. واضطر نحو 5 ملايين شخص من إجمالي عدد سكان البلاد المقدّر بنحو 48 مليون نسمة، إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو العبور إلى دول الجوار، خصوصاً مصر وتشاد، وفق الأممالمتحدة. وتركزت المعارك في الخرطوم ومحيطها، وإقليم دارفور بغرب البلاد، مع تواصل النزاع بين حليفين سابقين من دون أفق للحل. عبور نحو 260 ألف شخص إلى جنوب السودان أجبرت الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في السودان، منذ منتصف أبريل الماضي، نحو 259451 شخص على العبور إلى جنوب السودان، بحسب ما ذكرت الوكالة الأممية لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأحد. وحذر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، من أنه من المتوقع وصول المزيد من الناس مع استمرار القتال. وذكر مكتب (أوتشا) في أحدث تقرير استجابة له صدر في جوبا عاصمة جنوب السودان، إن حدود جودا/الرنك لاتزال نقطة الدخول الرئيسية لنحو 97٪ من الوافدين الجدد، بمن فيهم العائدون واللاجئون وطالبو اللجوء. وأشار المكتب إلى أن الفيضانات في مدينة الرنك أدت إلى تفاقم الوضع القائم بالنسبة للسكان، كما حدت بشكل كبير من إمكانية الوصول الفعلي إلى مناطق رئيسية. وقالت الوكالة الأممية، إنها عدلت خطتها للاستجابة الطارئة لأزمة السودان وتحتاج إلى 356 مليون دولار أمريكي للفترة من مايو إلى ديسمبر لمعالجة الأولويات الحرجة للناس. ووفقا لمكتب (أوتشا) فإن برنامج الأغذية العالمي يحتاج إلى 139.4 مليون دولار لتوفير المساعدات الغذائية والتغذوية المنقذة للحياة للوافدين الجدد ودعم الاستجابة الإنسانية بحلول نهاية العام الجاري.