خلال زيارة عمل وتفقّد قادته إلى ولاية تندوف، يوم أمس، أشرف وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية لخضر رخروخ، على وضع حيّز الخدمة المخرج السريع للطائرات وحظيرة الطائرات بمطار الرائد فراج، والذي بات يتّسع ل06 طائرات بغلاف مالي فاق 564 مليون دينار، كما استمع الوزير لعرض حول تقوية المدرج الرئيسي وملاحقه بالمطار بغلاف مالي يفوق 2 مليار دينار. يهدف المشروع الى الحفاظ على الممتلكات العمومية وتسهيل عملية نقل الأشخاص والبضائع بين تندوف وولايات الشمال. كما يهدف الى رفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين ولإحياء النشاط الاقتصادي والسياحي في المنطقة. دعا وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، الى إعادة النظر في آجال المشروع المحددة ب24 شهراً وتقليصها لآجال عقلانية، مؤكداً على ضرورة المتابعة المستمرة للمشروع لضمان إنجازه بالمعايير المتفق عليها. ثاني محطات زيارة وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية الى ولاية تندوف، قادته للاطلاع على عرض مقدّم تناول مشروع إنجاز السكة الحديدية الرابطة بين منجم غار جبيلات وميناء أرزيو بوهران، ومعاينة أشغال فتح الرواق بذات الموقع، مشروع ربط المنطقة بخط للسكة الحديدية سيشكّل طفرةً تنموية بكل المعايير، فهو وليد التحولات الاقتصادية التي تشهدها البلاد، باعتباره مشروعاً حيوياً سيُسهم بشكل كبير في تقليص فاتورة استيراد الحديد والصلب وتقليل الاعتماد على المحروقات، من خلال تبني الجزائر لعقيدة تنموية جديدة رافقها إنشاء بنية تحتية موثوق بها لتعزيز حضورها الإقليمي والدولي في الجانب الاقتصادي. أشرف الوزير على انطلاق أشغال إنجاز خط السكة الحديدية الرابط بين تندوف وأم العسل على مسافة 175 كلم، وهو محطة أخرى من معالم الخط المنجمي في مقطعه الرابط بين بشار وغار جبيلات مروراً بتندوف على مسافة 950 كلم. الخط المنجمي الغربي.. بنية تحتية ضرورية تماشياً مع المقاربة الجديدة التي حملت في شقّها الاقتصادي تنويع مقومات الاقتصاد الوطني، من خلال تطوير الصناعة المنجمية وبعث استثمارات ضخمة بتقدمها مشروع استغلال عملاق الحديد والصلب بغار جبيلات، الذي يتوفر على احتياطات هامة من الموارد الأولية. مشروع ترافقه السلطات العمومية ببنية تحتية عصرية للسكة الحديدية، متمثلة في توسيع وعصرنة الخط المنجمي الغربي للسكة الحديدية والذي سيشكل حلقة ربط رئيسية في سلسلة إنتاج الحديد والصلب في الجنوب الغربي للبلاد. خط السكة الجديد بشار- تندوف- غار اجبيلات أو ما يعرف بالخط المنجمي الغربي، مشروع استراتيجي ضخم وبنية تحتية ضرورية. تم تقسيم هذا الخط الى عدة مقاطع، ليسمح عند تجسيده بنقل أكثر من 140 ألف طن يومياً بمعدل 08 قطارات في كل اتجاه، فبعد إطلاق مقطعه الأول الرابط بين بشار وحدودها مع ولاية بني عباس على مسافة 200 كلم، جاء الدور على مقطعه الثالث الذي يربط بين تندوف وبلدية أم العسل على مسافة 175 كلم. أشغال الإنجاز أوكلت لتجمع شركات عمومية، وقد انطلقت الأشغال الكبرى بالمشروع بعد الدراسات التمهيدية لهذا المقطع، منها أشغال التسطيح من حفر وردم تقارب 09 ملايين متر مكعب من الأتربة، بينما تتطلب المنصة السفلية وضع قرابة 01 مليون متر مكعب من الطبقات المختلفة، ومليون متر مكعب آخر من طبقي حجر الرص. على مستوى هذا المقطع، سيتم تشييد 12 جسراً للسكة الحديدية يصل طول أحدها لأكثر من 02 كلم، بالاضافة الى إنجاز وحدتين من جسور الطرق تفادياً لتقاطعها مع مسار السكة الحديدية، الى جانب بناء أكثر من 200 وحدة من المنشآت الهيدروليكية. مقطع هام من مشروع الخط المنجمي الغربي للسكة الحديدية، يجسّد عزم السلطات العمومية على مواصلة تعزيز استثماراتها المنجمية بالبنية التحتية الضرورية التي ستفتح آفقا تنموية واعدة على المنطقة وتوفر مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة أثناء وبعد تجسيده، كما يتيح للمؤسسة العمومية إبراز مؤهلاتها وخبراتها في تجسيد المشاريع الاستراتيجية للدولة. لا تهاون في المشاريع الاستراتيجية للدولة وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، أكد على ضرورة المتابعة اليومية للمشروع لاستدراك التعطل المسجّل، مجدداً التأكيد على مضاعفة الجهد وتعزيز الوسائل اللوجيستية المستخدمة في المشروع. كما حذّر الوزير من الاستهانة بقيمة المشروع، منوهاً الى وجود التزامات تعاقدية واستثمارات كبرى في غار جبيلات ومصانع ضخمة في طور الإنجاز تستدعي الانتهاء من المشروع في آجاله المحددة. وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية خصّ منجم غار جبيلات بزيارة، اطلع خلالها على مشروع تطوير واستغلال منجم الحديد، وفي هذا الإطار نمط التنمية الذي تبنّته الجزائر خلال العقود السابقة والاعتماد الكلي على المحروقات، دفع بأصحاب القرار الى التفكير في توجيه الجهود خلال المرحلة القادمة نحو تعزيز دور القطاع الصناعي في تنويع البنيان الإنتاجي المحلي، ومن ثمّ في تنمية الاقتصاد الجزائري، وذلك وفق استراتيجية تقوم على أساس إعطاء الموارد الاقتصادية التي تزخربها الجزائر مكانتها المطلوبة في دورة التنمية الاقتصادية والصناعية. الشروع الفعلي في استغلال المنجم وتجسيد استراتيجية صناعية شاملة تأخذ بعين الاعتبار كافة مؤشرات وإمكانات المشروع من الناحية الصناعية، من شأنه تحقيق تنمية وطنية شاملة تلقي بظلالها على منطقة الجنوب الغربي، وتمتد آثارها التنموية الى كافة ربوع الوطن. مشروع غار جبيلات للحديد، سيوفر كمرحلة أولى حوالي 3 آلاف منصب عمل ميداني، و1000 منصب عمل آخر على مستوى الميناء والمهن الحرفية الأخرى ذات الصلة بالمشروع، على أن يتم توفير فرص عمل إضافية مستقبلا بعد الشروع في الاستغلال الفعلي للمنجم قد تصل الى 15 آلف منصب عمل من مجموع 20 ألف منصب عمل متوقع. طريق تندوف - الزويرات.. انتهاء الدراسة قريباً عاين ضيف الولاية مدى تقدم ونوعية أشغال إنجاز المعبرين الحدوديين الثابتين الجزائري والموريتاني، أين دعا الى الالتزام بتسليم المعبر الحدودي نهاية شهر أكتوبر الجاري، والعمل على تدعيم الطاقم البشري في المركزين الجزائري والموريتاني. كما قُدّم له عرض حول دراسة مشروع إنجاز الطريق الرابطة بين تندوف ومدينة الزويرات الموريتانية، وأهم العقبات التي تواجه المشروع.