قال المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأممالمتحدة رياض منصورأمام مجلس الأمن الدولي: "للأسف بالنسبة إلى بعض وسائل الإعلام والمسؤولين السياسيين، لا يبدأ التاريخ إلا عندما يُقتل صهاينة". هاهو الكيان الصهيوني يسفك دماء المدنيين الفلسطينيين بغّزة، ويدكّ منازلهم وبناهم التحتية بأطنان من المتفجّرات والصواريخ، مخلّفا في كلّ مرّة المزيد من الشهداء والمصابين دون أن يلتفت أحد- ممن يتباكون على ضحايا طوفان الأقصى"- إلى المجازر والخروقات التي يرتكبها جيش الاحتلال، بل على العكس تماما، حيث يبرّرون عدوانه ويقدّمون له الدّعم المعنوي والعسكري، لتصعيد حربه بدل تفعيل جهود التهدئة والعمل الجدي على فرض حل عادل ونهائي للقضية الفلسطينية ينهي الصراع إلى الأبد. بدعم لا محدود من المجموعة الدولية، تواصل القوات الصهيونية قصفها لقطاع غزّة مستعملة أفتك الأسلحة مرتكبة أفظع المجازر، حيث باتت رائحة الموت في كلّ مكان مع ارتفاع عدد الشهداء بعد كلّ قصف وكلّ غارة، وقد أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 493 بينهم 91 طفلا وإصابة 2271، والرّقم سيرتفع أكثر ما دامت روح الانتقام تسكن الصهاينة الذين يسعون للردّ على إخفاقهم الاستخباراتي وهزيمتهم أمام المقاومة الفلسطينية بقتل المدنيين كما جرت العادة. مجازر بحق 15 عائلة وفي ذات السياق، قال مصدر من حماس، إن الجيش الصهيوني ارتكب خلال الساعات الأخيرة مجازر بحق 15 عائلة، قصف منازلها بشكل مباشر دون إنذار، "ما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى غالبيتهم من الأطفال". وأضاف المصدر: "خلافا لادعاءات الاحتلال باستهدافه مقدرات المقاومة، ففي الساعات الأخيرة ارتكب جيش الاحتلال مجازر بحق 15 عائلة قصف منازلها بشكل مباشر دون سابق إنذار ما خلف عشرات الشهداء والإصابات غالبيتهم من النساء والأطفال". وأوضح أن أبرز تلك المجازر كانت بحق عائلة "الزعانين" التي تسبب قصف منزلها (شمال) بشكل مباشر "باستشهاد نحو 20 فردا من أفرادها، ووقوع إصابات". وحمل الجانب الصهيوني "المسؤولية عن تداعيات هذه المجازر بحق المدنيين"، قائلا: "تضاف إلى جريمة الحصار والعقاب الجماعي الذي شدّده المحتل خلال عدوانه الحالي، ما يفاقم الواقع الإنساني الصعب في قطاع غزة". وطالب المسؤول المجتمع الدولي ب«التدخل العاجل للجم الاحتلال الذي يتبع سياس الأرض المحروقة وسط المناطق المكتظة بالسكان، في ظل الواقع الإنساني الصعب بالقطاع الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار الصهيوني المتواصل منذ 2006". من جانبه قال متحدث باسم الجيش الصهيوني أمس، أنه يقاتل مسلحين من حركة حماس في سبع إلى ثماني نقاط خارج قطاع غزة بعد أكبر هجوم تتعرض له دولة الاحتلال منذ عقود. حصيلة قتلى الاحتلال مرعبة من ناحية ثانية إرتفعت حصيلة المصابين الصهاينة أمس إلى 2315 بينهم 365 في حالة من خطيرة إلى حرجة، في حين كشفت التقديرات وصول عدد القتلى الصهاينة إلى 1000، والأسرى إلى أكثر من 150. هذا ودعت دول عربية، إلى وقف التصعيد، وضبط النفس، موجهة دعوات إلى المجتمع الدولي للتحرّك، وسط اتصالات مصرية أردنية للدفع نحو التهدئة. نزوح جماعي أعلنت "الأممالمتحدة"، أمس الاثنين، أن أكثر من 123 ألف شخص نزحوا في قطاع غزة، منذ بدء الهجوم العسكري الصهيوني. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»: "نزح أكثر من 123538 شخصاً داخلياً في غزة؛ بفعل الخوف وبهدف الحماية والخشية من هدم منازلهم، جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي الصهيوني"، مشيراً إلى أن أكثر من 74 ألف شخص لجأوا إلى المدارس. وقالت "الأونروا" أن حوالي 74 ألف فلسطيني نزحوا إلى 64 مدرسة ومأوى تابعا للوكالة في قطاع غزة، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال استهدفت بشكل مباشر إحدى مدارسها التي تؤوي عائلات النازحين ما أسفر عن أضرار جسيمة. ويعيش النازحون أوضاعا إنسانية مأساوية، لكن الغرب المؤيد للصهاينة لا يكثرت لما يعانونه تحت القصف والقتل. هجوم برّي أم إغتيالات؟ وبينما يتزايد الحديث عن الهجوم البري على غزّة، يقول خبراء أن غزة تمثل نطاقا مختلفا للتحدي. ففي مسيرته الطويلة، أظهر نتنياهو أن الحملات البرية قليلا ما تستهويه وأن غزة ستكون موقعا فوضويا لشن حرب. ويتكدّس أكثر من مليوني شخص في شريط ضيق من الأرض في القطاع. ووصف رئيس الوزراء الصهيوني الراحل أرييل شارون انسحاب الاحتلال من غزة في 2005، أثناء قيادته للحكومة بأنه كان مؤلما، لكنه قال إن السيطرة على هذه المنطقة كثيفة السكان أمر عسير للغاية. وقد يتبع نتنياهو استراتيجية معروفة بشكل أكبر تتمثل في اغتيال قادة حماس بضربات جوية وبتفجيرات. وكانت إحدى أهم العمليات هي اغتيال الشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي لحماس بضربة صاروخية من طائرة هليكوبتر في 2004، لكن هذه الضربات لم تردع حماس. شهداء واعتقالات بالضفة بالموازاة مع العدوان الصهيوني المتواصل على غزة، تتصاعد المواجهات في الضفة الغربيةالمحتلة مخلّفة عددا كبيرا من الشهداء، حيث بلغ عددهم صباح أمس 15 شهيدا، ارتقوا في محافظاتالقدس، والخليل (جنوب)، ورام الله (وسط)، وأريحا (شرق)، ونابلس وقلقيلية وجنين (شمال)".وكانت مواجهات قد اندلعت بين الفلسطينيين والجيش الصهيوني في مواقع متفرقة من الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس استخدم خلالها الأخير الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع. وكانت القوى والفصائل الفلسطينية قد أعلنت الإضراب العام في الضفة الغربية يومي الأحد والاثنين، ودعت للخروج والانتفاضة في وجه الجيش الصهيوني. في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال العديد من المدن والبلدات والمخيمات في الضفة الغربيةالمحتلة، وشنت حملة اعتقالات ضد قادة ونشطاء حركة "حماس".