تشهد ولاية جانت تحضيرات مكثفة استعدادا لموسم السياحة الصحراوية المقبل، والتي من شأنها ضمان إقامة مريحة لزوار منطقة طاسيلي ن آزجر وتمكينهم من اكتشاف مواقعها السياحية والاستمتاع بمناظرها الخلابة وتنوعها الإيكولوجي والثقافي. تشمل هذه التحضيرات جملة من الإجراءات والتدابير المتخذة من قبل مديرية السياحة والصناعات التقليدية بالتنسيق مع جميع الفاعلين بما فيهم الوكالات السياحية التي يبلغ عددها 53 وكالة بالولاية، حيث تهدف إلى توفير كافة الظروف لإنجاح موسم السياحة الصحراوية الجديد الذي من المقرّر أن ينطلق شهر أكتوبر الجاري ليدوم إلى غاية أبريل من سنة 2024، حسبما أوضحه مدير القطاع، ألمين حمادي. وفي هذا الصدد، سطّرت المديرية الولائية للقطاع برنامجا يتضمن إقامة عدة أنشطة سياحية ومعارض متنوعة في الصناعات التقليدية على مستوى الفنادق ووكالات السياحة والأسفار ودور الشباب، على غرار المشاركة في إحياء الاحتفالات في مختلف الأعياد الوطنية بالتعاون مع قطاعات الشباب والرياضة والثقافة والفنون والبيئة وفاعلون في الميدان، استنادا لذات المسؤول. ومن بين هذه الفعاليات مهرجان الصناعات التقليدية لعيد الطاسيلي ن ناجر المقرر تنظيمه شهر ديسمبر القادم مع توقعات بمشاركة عدد معتبر من الحرفيين من داخل وخارج الولاية، إلى جانب إقامة دورات تكوينية لفائدة الحرفيين وكذا القيام بعمليات تحسيسية بالتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني، وتحرص مديرية القطاع على تنظيم عمليات دورية لتفتيش هياكل الإيواء بمشاركة مديرية التجارة، وذلك للسهر على راحة الوافدين إلى المنطقة. وتشمل الحظيرة الفندقية بعاصمة الطاسيلي جانت أربع (4) فنادق بطاقة استيعابية إجمالية تقدر ب 207 سرير، كما تتوفر أيضا على منطقة توسع سياحي تقدر مساحتها ب 8.600 هكتار، بالإضافة إلى تسجيل مشروعين لإنجاز مخيم سياحي ببلدية برج الحواس لتدعيم قدرات الاستقبال، وفق ذات المصدر. كما تسعى مديرية السياحة والصناعات التقليدية بولاية جانت إلى خلق مسارات سياحية جديدة بالتشاور مع الشركاء، لتضاف إلى المسارات المعتمدة وعرضها على الجهات المختصة للمصادقة عليها. وتعتبر المسارات السياحية الكبرى ''تادرارت الحمراء'' و''إسنديلن'' وواحة "إهرير'' و«سيفار" الوجهات الأكثر طلبا من قبل ضيوف ولاية جانت خلال الموسم السياحي الماضي، الذين سخرت لهم الوكالات السياحية كافة الإمكانيات لضمان إقامة سياحية مريحة. كما تميز الموسم السياحي الماضي باستحداث مسار سياحي جديد يبدأ من مركز الصناعة التقليدية بحي ''زلواز'' وصولا إلى متحف المنبع الطبيعي للماء العذب "تلمزايس" مرورا بسوق ''تاجكال'' ومتحف الحظيرة الثقافية والقصور الثلاثة للولاية (قصر زلواز، قصر الميزان، قصر أجاهيل). معرض للصناعات التقليدية ومن جهتها، عقدت الوكالات السياحية المتواجدة على مستوى ولاية جانت سلسلة من الاجتماعات لغرض تحسين أدائها ومناقشة مختلف الانشغالات والحلول المقترحة وتبليغها للجهات المعنية. وتمخّض عن هذه الاجتماعات المكثفة عدة اقتراحات مفيدة تهدف لجذب أكبر عدد من السياح، منها توحيد تسعيرة الخدمات التي تقدمها الوكالات خلال الرحلات المنظمة عبر مختلف المسارات السياحية المعتمدة. وفي هذا الصدد، أكد رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية لمنطقة الطاسيلي ن آزجر، بن دحان بابة أن ''التسعيرات الجديدة خطوة هامة نحو تنظيم العمل السياحي بالمنطقة واستقطاب أكبر عدد من السياح خاصة منهم الأجانب وكذا تأطير عمل الوكالات''. وفي سياق متصل، ثمّن ذات المتحدث استحداث الخط المباشر بين مطار شارل ديغول بباريس (فرنسا) ومطار الشيخ أمود بن المختار بجانت، معتبرا أنه خطوة هامة ساهمت في إنجاح موسم السياحة الصحراوية الفارط. كما دعا إلى إضافة خطوط جوية داخلية وأخرى دولية جديدة، ما سيساهم في استقطاب المزيد من السياح وتمكينهم من الوصول مباشرة إلى مدينة جانت دون عناء تغيير الخطوط ربحا للوقت والجهد. تحظى الصناعة التقليدية والحرف بأهمية بالغة بولاية جانت كونها تشكل رافدا هاما للسياحة، وذلك من خلال ضمان المرافقة والتسهيلات للحرفين وتنظيم مختلف المعارض لإبراز الموروث الثقافي والشعبي الذي تزخر به المنطقة. وتحسبا لانطلاق الموسم السياحي الجديد، فقد بادر عدد من الحرفيين إلى مضاعفة إنتاج مختلف المنتجات التقليدية التي تعرف زيادة في الطلب والمشاركة في مختلف المعارض المبرمجة. وفي هذا الشأن، أعربت الحرفية في صناعة السلال من سعف النخيل والخياطة التقليدية، عزيزة عبد الدايم عن تفاؤلها بنجاح موسم السياحة الصحراوية الجديد كون جانت تحتوي على مؤهلات تحقق لها هذا النجاح رغم بغض الصعوبات كعدم استفادة بعض الحرفيين من محلات خاصة بهم لتسويق منتوجاتهم. جدير بالذكر، أن ولاية جانت تحصي أكثر من 1222 حرفي في مختلف مجالات الصناعة التقليدية والحرف، حيث تحقق منتوجاتهم الحرفية رواجا معتبرا بين السياح لاسيما الأجانب خلال موسم السياحة الصحراوية.