دعا الطبيب الأخصائي في الأمراض المعدية عبد الحفيظ قايدي إلى تغيير نظرة المجتمع الجزائري تجاه مرض فقدان المناعة المكتسبة أو ما يُسمى بالإيدز، والتي يعتبر من الطابوهات التي ينبغي تكسيرها، كما ينبغي الاهتمام بالمصابين بهذا الفيروس على حدّ قوله. صرّح محدثنا: " المصاب بالإيدز مازال يعاني كثيرا في الوسط العائلي والوسط المهني، بهروب الناس منه ووعزله رغم أنه مصاب بمرض مثل بقية المرضى، ويجب ألا ننظر إلى كل المصابين بأنهم مذنبين وأنهم تسببوا في إصابتهم بالمرض". وتابع بالقول: " بعض العاملين في قطاع الصحة يمكن إصابتهم بفيروس فقدان المناعة المكتسبة خلال تأدية مهاهم، فما ذنب الطبيب أو الممرض إذا ما أصاب نفسه عن طريق الخطأ وحتى لما يكون يرتدي القفازات قد يصاب بالعدوى". وأضاف الطبيب المختص في الأوبئة بمستشفى بوفاريك:« نٌطالب بتكسير الطابوهات وتغيير تعاملنا مع المرضى خاصة بعد تطوّر العلاج للمصابين بالإيدز مقارنة بالثمانينات والتسعينات، وأصبح المريض يمكنه أن يندمج في المجتمع ويمارس عمله بصفة عادية ولابد أن يلقى معاملة جيدة من قبل الوسط العائلي والمجتمع". وفي سؤال حول الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بفيروس " الإيدز" أكد قايدي بأنه في السابق كانت تحدث الإصابات بسبب نقل الدم إلى المرضى عند حاجتهم إليه، لكن ذلك لم يعد مطروحا في الوقت الحالي بعد تفطن الأطباء له وأصبحوا يخضعون الدم إلى التحاليل قبل نقله. لكن انتقال الفيروس عن طريق الدم يٌمكن أن يحدث كأن يصاب عمال الصحة خلال تأدية مهامهم بحسب توضيحات الطبيب الأخصائي، كما يمكن أن ينتقل المرض بسبب عدم تعقيم معدات طبية كالتي يستعملها طبيب الأسنان، أو أدوات الحلاقة التي يستعملها الحلاق دون تعقيمها، كما قد يُصاب شخص بفيروس فقدان المناعة المكتسبة إذا ما استعمل فرشاة أسنان لأحد المصابين عن طريق الخطأ. ولفت المتحدث أيضا إلى أن العلاقة الجنسية غير المحمية من بين الأسباب الرئيسية في انتقال عدوى فيروس الإيدز من شخص إلى آخر، سواء أكانت هذه العلاقة بين المرأة والرجل أو بين رجل وآخر، في إشارة منه إلى أن الشذوذ الجنسي الذي يبدو مشكلا حقيقيا يهدد المجتمع الجزائري. لكن في الفترة الأخيرة أصبح الإدمان من بين الأسباب التي تؤدي إلى انتقال فيروس "الإيدز" وانتشاره يقول قايدي: "لم يعد الفيروس ينتقل عن طريق الدم إلا عن طريق الخطأ، ويمكن أن معظم الإصابات الأخيرة بالإيدز بسبب الإدمان، أي بسبب استعمال الحقن من عدة أشخاص مدمنين، وإذا كان أحدهم مريضا ينقل العدوى إلى البقية". وفي جولة تفقدية قادتنا إلى مخبر الكشف عن الإصابة بمختلف الفيروسات بعيادة سيدي يعقوب وسط مدينة البليدة، بلغنا من مسؤولة في هذا المخبر عن تسجيل حالة ايجابية للإصابة بفيروس " الإيدز" خلال شهر نوفمبر المنقضي، مشيرة إلى أنها تتأثر كثيرا عن اكتشاف مرض الذين يأتون للفحص عندها. وأكدت المتحدثة بأن جمعية الحياة وجمعية أخرى تحمل تسمية "apcs" كانتا تجلب بعض المشتبه فيهم لإجراء الكشف من فئة المدمنين والشواذ، والذين يتمّ تسجيلهم برموز وتواريخ ازديادهم -بحسبها - وذلك تفاديا للكشف عن أسمائهم عكس الأزواج الذين يأتون لإجراء الفحص تحضيرا لعقود قرانهم.