إلغاء الضريبة المضافة على شعبة الدواجن يحقّق الاكتفاء الذاتي تمضي الجزائر بخطوات ثابتة نحو تحسين رفاهية الأفراد وتحقيق العيش الكريم لكافة الجزائريين، لاسيما من حيث توافق القدرة الشرائية مع متطلبات العيش وتكاليفه، وتصب جهود الدولة الجزائرية ومساعيها في هذا الاتجاه. اتخذت الحكومة الجزائرية، بتوجيهات من رئيس الجمهورية، جملة من التدابير العملية للنهوض بقطاع الفلاحة، باعتباره عصبا حيويا للاقتصاد الوطني وعاملا رئيسيا لتحقيق ثنائية الاكتفاء والأمن الغذائي. وترمي هذه التدابير، إلى تطوير وإنعاش مختلف الشعب الفلاحية، بما فيها شعبة الدواجن وإنتاج اللحوم البيضاء، حيث تم الإعلان، مؤخرا، عن إلغاء الضريبة على القيمة المضافة على مدخلات الإنتاج بهذه الشعبة الاستراتيجية. مكسب للمربين ثمن رئيس الفيدرالية الوطنية لمربي الدواجن علي بن شايبة، قرار إلغاء الضريبة على القيمة المضافة، المقدرة ب19%، القرار- المكسب، الذي بعث الكثير من الارتياح وسط المربين. مشيرا إلى أن القرار سيسمح بتطوير هذه الشعبة الاستراتيجية، التي تعرضت إلى هزات ارتدادية، أثرت على أسعار اللحوم البيضاء وبيض الاستهلاك، بفعل ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج بنسبة 100%، خاصة الأعلاف، بسبب ارتفاع المواد الأولية المستوردة والخاضعة للبورصة العالمية، في حين شهدت مدخلات إنتاج أخرى، على غرار الصيصان، ارتفاعا هي الأخرى بزيادة 300%. وقدم بن شايبة تطمينات أكيدة للمستهلك الجزائري، الذي يجد في اللحوم البيضاء بديلا للمادة البروتينية في اللحوم الحمراء والأسماك، التي لم تعد في متناول حتى الفئة ميسورة الحال. مؤكدا، أن 2024 سيكون عام التوازن في الإنتاج والاستقرار في الأسعار، ومحطة إقلاع اقتصادي، يتماشى مع المتطلبات الاقتصادية والاحتياجات الاستهلاكية، بالنظر إلى الإجراءات المتخذة على أكثر من صعيد، على غرار قطاع الفلاحة، بما فيه شعبة الدواجن. وأكد رئيس الفيدرالية الوطنية لشعبة الدواجن، أن القرارات التي مست هذه الشعبة الاستراتيجية، لابد أن يرافقها تنظيم المهنة، التي تعتمد على 70% من المربين الصغار، ينشطون أغلبهم في إطار غير نظامي، لافتا أن قرار إلغاء الضريبة المضافة على مدخلات الإنتاج، سيشجع هذه الفئة من المنتجين على الانخراط في مسعى رفع الإنتاج، الذي تتحقق به معادلة الاكتفاء الغذائي، موضحا أن تلبية احتياجات الجزائريين من اللحوم البيضاء، تنقسم بين 30% يوفرها الإنتاج المحلي، و70% يغطيها المنتوج المستورد بالعملة الصعبة من الخارج. زراعة الأعلاف تملك الفيدرالية الوطنية لمربي الدواجن نظرة استشرافية لتقليص اعتماد الجزائر على واردات مدخلات الإنتاج، قدمتها الفيدرالية أمام الوزارة الوصية في شكل حلول مقترحة لتحقيق التوازن المطلوب وتطوير الشعبة بمعالجة مشاكلها المهنية، حيث قال بن شايبة إن تنظيم الشعبة يبدأ من أعلى الهرم، من خلال الاهتمام بها وشملها بالدعم والمرافقة. وقال علي بن شايبة، إن الفيدرالية الوطنية لمربي الدواجن، اقترحت في سياق جهود دعم الإنتاج الوطني والانتقال من تحقيق الاكتفاء إلى الأمن الغذائي، تشجيع زراعة المواد الأولية، التي تندرج في إطار صناعة الأعلاف الحيوانية بالجنوب الجزائري، الذي يتوفر على مؤهلات خصبة وكبيرة، تمكن من التخلص من التبعية للإنتاج المستورد بتكلفة عالية. وأكد أن الأعلاف تمثل نسبة 70% من تكلفة إنتاج اللحوم البيضاء وتربية الدواجن، لافتا إلى أن الفيدرالية، دعت أيضا إلى توسيع قرار الإعفاء من الضريبة على الصوجا المستوردة في قانون المالية التكميلي لسنة 2024، أو على الأقل خفض قيمة المساهمة، ريثما تتحقق حلول الإنتاج الواسع للأعلاف الحيوانية في الصحراء الجزائرية. زيادة المنتجين.. واقترحت الفيدرالية الوطنية لمربي الدواجن، زيادة المتعاملين الجزائريين المعتمدين لتموين السوق بالصيصان وأمهات الدواجن، لتخفيض الكمية المستوردة من الخارج، والتي تتأثر بظهور الأمراض الفيروسية، حيث يعتقد رئيس الفيدرالية علي بوشايبة، أن زيادة المنتجين، لاسيما بعد قرار إلغاء القيمة المضافة على الشعبة، سيمكن حتما من ضبط المنتوج المحلي وبالتالي تحقيق الاكتفاء الغذائي، الذي سيكون فعليا خلال هذه السنة، في انتظار تحقيق الأمن الغذائي على المدى المتوسط، والتوجه نحو التصدير. مؤكدا في سياق ذلك، أن شعبة الدواجن بالجزائر متقدمة جدا مقارنة بالدول الأفريقية، وستنعكس القرارات المتخذة على هذه الشعبة الاستراتيجية بالإيجاب، بداية من منتصف العام الجاري.