تبادل التجارب وزيارات الخبراء في التسيير الاستشفائي أمضى وزير الصحة عبد الحق سايحي، أمس، ونظيرته من الجمهورية الإسلامية الموريتانية، الناها حمدي مكناس، اتفاقية تعاون بين البلدين في المجال الصحي، والتي تأتي في إطار تحقيق التعاون الصحي الطبي وتبادل المعلومات والوثائق والتشريعات المتعلقة بالصحة بين البلدين. تأتي الاتفاقية الموقعة على هامش لقاء قمة الدول المصدرة للغاز، أمس، بالمركز الدولي للمؤتمرات بنادي الصنوبر، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حيث تعكس التعاون وعمق العلاقات الأخوية بين الدولتين الشقيقتين وعن الالتزام بما جاء في محضر الدورة الرابعة للجنة الفنية القطاعية المشتركة المنعقدة بنواكشوط يومي 11- 12 أكتوبر 2016، واللجنة الكبرى المشتركة المنعقدة في 20 ديسمبر 2016، وكذا تنفيذا لقرار تعديل وتتميم اتفاق التعاون في المجال الصحي الممضى عليه بالجزائر في 02 جوان 2008. يتمثل هذا التعاون في تبادل المعلومات والوثائق والتشريعات المتعلقة بالصحة، تبادل زيارات الخبراء بغية الاطلاع على مختلف محاور التعاون وتبادل التجارب في مجالات التكوين المستمر وتنظيم المصالح الصحية، المشاركة في المؤتمرات العلمية والطبية المنظمة في البلدين والمراقبة الصحية على مستوى الحدود، وكذا التنسيق بين مسؤولي المناطق الحدودية في المجال الصحي بهدف التكفل بالمواطنين. من بين المحاور الأساسية، تعزيز التعاون في مجال المراقبة الوبائية، بواسطة شبكة لليقظة الصحية، وتوحيد دعامات الإعلام وتبسيط تقنيات وطرق جمع ومعالجة وتحليل المعطيات وإقامة آلية مشتركة للإنذار المبكر والتصدي السريع للوضعيات الوبائية الطارئة وتعزيز التعاون في مكافحة الأوبئة بواسطة تبادل المعلومات والتصريح المتعلق بالأمراض الإنتانية، والتنسيق الثنائي في مجال المراقبة الصحية على الحدود، وكذا تبسيط المقاربات المتعلقة بالوقاية من مخاطر الأمراض غير المعدية ومكافحة المعضلات الاجتماعية المرتبطة بالمسلكيات المعرضة للخطر (التدخين، استعمال الكحول، الإدمان). يشمل الاتفاق الثنائي، مناقشة القضايا الصحية المتعلقة بالأم والطفل وكذا تعزيز النشاطات المتمحورة حول هذا المجال، وكذا مكافحة الأمراض التي يمكن التحكم فيها بواسطة نظافة الوسط والبيئة وتبادل المعلومات والتجارب فيما يتعلق بتحسين خبرات الأطر الطبية، لاسيما في مجال التبرع وزرع الأعضاء، مع ضرورة تحسين خبرات الأطر الفنية في البلدين تبعا للوسائل المتوفرة. أما في مجال التعاون المؤسساتي الصحي بين البلدين، فيرمي الاتفاق إلى تعزيز التعاون بين عديد المؤسسات الصحية الجزائرية، المركز الوطني لنقل الدم في موريتانيا والوكالة الوطنية للدم في الجزائر، المعهد الوطني للبحث في مجال الصحة العمومية في موريتانيا ومعهد باستور في الجزائر وكذا المعهد الوطني للصحة العمومية بالجزائر، تجسيد التعاون بين المجلس الوطني للتبرع واقتطاع واحتراث الأعضاء والأنسجة البشرية الموريتاني، والوكالة الوطنية لزرع الأعضاء بالجزائر في مجال زرع الأعضاء. يعد التكوين في مجال التسيير الاستشفائي من أهم النقاط التي تضمنها الاتفاق وسلط الضوء عليها، وهذا بالتعاون مع المدرسة الوطنية للمناجمنت وإدارة الصحة بالجزائر، وكذا التعاون بين الصيدلية المركزية للمستشفيات بالجزائر ومركزية شراء الأدوية والمستلزمات الطبية لموريتانيا. يهدف أيضا، إلى تبادل زيارات الخبراء وتبادل التجارب في مجال التسيير الاستشفائي وتنظيم المصالح الصحية، تشجيع الاتصالات المباشرة والتوأمات بين الهيئات والمؤسسات الصحية الموريتانية والجزائرية، تبادل المعلومات وتنظيم دورات لتحسين الخبرة في مجال التنظيم والتسيير الصحي ومنظومات الإعلام الخاص بالصحة وصيانة المستشفيات، حيث تعطي عناية خاصة في هذا المجال لموضوع زرع الأعضاء، الأنسجة والخلايا في موريتانيا، والعمل على تكوين الأطقم الطبية في هذا المجال، مع دعم ومتابعة والإشراف على بعثات متبادلة بين البلدين والمشاركة في الأيام الدراسية التي تنظم سنويا وبالتناوب بين البلدين حول تسيير الأنظمة الصحية. هذا وقد اتفق الطرفان على إنشاء لجنة فنية مشتركة يعهد إليها متابعة وتقيم تنفيذ هذه الاتفاقية، على أن تجتمع هذه اللجنة سنويا بالتناوب في كل من البلدين حضوريا أو عن بعد.