الطلب العالمي على الصادرات الجزائرية من الغاز في تزايد أكد الخبير الاقتصادي سليمان ناصر أن الجزائر ستستفيد من القمة التاريخية للغاز في المستقبل على عدة مستويات وأصعدة، من بينها دعم ومواصلة تطوير خبرات المنتدى وآلياته في المشاريع المشتركة وبعث استثمارات واعدة في مجال الغاز وتعزيز الحوار والتعاون في شؤون الغاز الطبيعي، مبرزا أن الجزائر كفاعل رئيسي يمكنها أن تساهم في استقرار سوق الغاز والأسعار من خلال التزامها بتوفير الكميات المطلوبة وكونها شريك موثوق. قال الخبير الاقتصادي ل "الشعب " إن الجزائر سيكون لها دور هام في فتح حوار دائم مابين المنتجين والمستهلكين مع التنسيق مع الأطراف المعنية الأخرى قصد ضمان تأمين العرض والطلب وتعزيز استقرار سوق الغاز الطبيعي والوصول الى أسواق منفتحة وشفافة وخالية من العوائق ودون تمييز، مشيرا الى أن منتدى الدول المصدرة للغاز توفر حوالي 40 بالمئة من السوق العالمية للغاز، وهو ما يؤكد أهميتها في المساهمة في استقرار السوق واستقرار الأسعار والكميات. وأضاف أن الجزائر حاليا تنتج حوالي 130 مليار مكعب منها 56 موجهة للاستهلاك و46 مليار للتصدير و30 مليار يسترجع للإنتاج المتجدد، مشيرا إلى تأكيد رئيس الجمهورية على مساعي الرفع من الكمية المصدرة من الغاز الى 100 مليار خلال بضعة سنوات، مؤكدا أن تحقيق هذه الأهداف مرهون باستثمارات جديدة وتعزيز عمليات التنقيب عن الغاز التي تتطلب خبرة وتكنولوجيا وشراكات أجنبية، خاصة وإن الطلب العالمي على صادرات الجزائر من الغاز في تزايد بالإضافة إلى الطلب المحلي. وتابع الخبير الاقتصادي أن معظم صادراتها المتعلقة بالغاز تأتي في شكل عقود طويلة الآجال والأسعار لا تخضع للعرض والطلب بل تخضع لاتفاقيات مسبقة عكس النفط، مشيرًا الى أن مساهمتها في تموين بعض الدول الأوروبية بحوالي 14 بالمئة من الاحتياجات يعد في حد ذاته دعما لاستقرار السوق والأسعار، معتبرا قمة الغاز خطوة جبارة نحو ضمان الاستقرار الطاقوي العالمي ورسم معالم سوق عالمية للغاز مستقبلا. ويرى ناصر أن الحدث التاريخي للغاز يعد فرصة هامة لاستفادة الجزائر من خبرات الدول الأعضاء لاسيما منها التي تملك التكنولوجيا الحديثة في المشاريع والاستثمارات في مجال الغاز، وكذا الاستفادة من معهد البحث في الغاز التابع لمنتدى الدول المصدرة للغاز من خلال إجراء البحوث وتنمية القدرات في هذا المجال، مضيفا أن إعلان الجزائر المنبثق عن قمة منتدى الدول المصدرة للغاز ركز على ضرورة تبادل التكنولوجيات والخبرات بين البلدان الأعضاء والمساهمة في تطوير البحث والابتكار في مجال صناعة الغاز.