تشهد عاصمة الغرب الجزائري، وهران، منذ بداية رمضان، هبة تضامنية واسعة من الجمعيات والمنظمات والمتطوعين الذين أبوا إلا أن يستغلوا أيّام وليالي الشهر العظيم لمضاعفة أجر الأعمال الصالحة من باب الصدقة والتراحم والتعاون والتكاتف، ولم يدخروا أي جهد في مساعدة الفئات الهشة قولا وعملا. لقيت هذه الهبة التضامنية استحسان المواطنين، الذين ثمّنوا في تصريحاتهم ل "الشعب" مختلف أشكال المبادرات المادية والمعنوية والاجتماعية، وأعربوا عن مشاعر الفرح والفخر والاعتزاز لما تقدمه الجزائر حكومة وشعبا لتوفير المساندة للفئات الهشة والطبقة المتوسطة من أجل ضمان حقها في العيش الكريم في كنف الأسرة. "رمضان الخير" ... مشروع تضامني تربوي متكامل أثبتت الكشافة الإسلامية الجزائرية، أنها واحدة من أكثر النماذج في المجال التضامني والديمقراطية التشاركية التي أقرها السيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، كأداة لتعزيز القيم الأخلاقية والثقافية والاجتماعية والإنسانية التي يرتبط بها الشعب الجزائري، ولعلّ أبرزها مشروع "رمضان الخير"، والذي يشرف عليه قسم تنمية المجتمع لمكتب وهران، تحت قيادة المحافظ الولائي، القائد عمر قاسمي. ومشروع "رمضان الخير" في طبعته الخامسة، واحد من أهم المبادلات الرائدة التي تبنتها المحافظة الولائية للكشافة الإسلامية الجزائرية بالتنسيق والتعاون مع كل من مديرية النشاط الاجتماعي والشؤون الدينية والأوقاف والشباب والرياضة وإدارة السجون وإعادة الإدماج، يتفرع لعدة محاور هامة، ضمن برنامج متكامل، يغطي الجانب التربوي والخيري. ولعلّ أهم ما يميّز هذه النسخة، وما يلفت النظر، "البرنامج التربوي الكشفي"، الذي أخذ طابعا تضامنيا مع الشعب الفلسطيني، يندرج ضمن محاوره عدّة نشاطات تهدف إلى تعزيز الوعي والتضامن مع أطفال غزة، كموضوع رئيس ومكون جوهري لمختلف المسابقات التي أطلقتها هذه الحركة الكشفية، لاختيار أفضل "المواهب الكشفية" في حفظ وتلاوة القرآن والإنشاد والخطابة والإلقاء والرسم، إضافة إلى منتديين اثنين للشباب، يتناولون من خلالهما الأمور الفكرية في إطار التنافس بين الأفواج الكشفية، وفق ما أكده المحافظ الولائي، عمر قاسمي. وقال القائد قاسمي في تصريح ل "الشعب"، إن "جهودا حثيثة تبذل حاليا من أجل إنجاح أهم حدث جمعوي تطوعي بوهران، والمزمع تنظيمه في30 مارس الجاري من طرف المحافظة الولائية للكشافة الإسلامية، تحت إشراف القائد العام، ألا وهو المنتدى السنوي للتطوّع "ددوش عبد الكريم"، والذي يأتي هذا العام موسوما بشعار "دور المجتمع المدني في نصرة القضايا العادلة"، بمشاركة مختلف هيئات المجتمع المدني الناشطة في هذا المجال". وذكر ذات المسؤول "أن الكشافة الإسلامية الجزائريةبوهران تسعى إلى رفع عدد المنخرطين الذي يفوق حاليا 3080 منخرط إلى 4500 في نهاية 2025، وذلك من أجل تطوير نشاطات الكشافة وتعزيز حضورها الميداني وتوسيع مجال تدخلها داخل وخارج الوطن"، مبرزا في الوقت نفسه "الدور الريادي" لهذه المنظمة الكشفية العريقة في تقوية اللّحمة الوطنية والنهوض بثقافة التضامن الإنساني مع الشعوب المضطهدة والمستعمرة عبر العالم، خاصة فيما يتعلق بالقضية الصحراوية والفلسطينية. ومن جهة أخرى، أكد عمر قاسمي على حرص المحافظة الولائية وهران على إنجاح مشروع "رمضان الخير" في شقه "التضامني"؛ المتفرع إلى عدة محاور متكاملة، تتصدرها "مطاعم الرحمة"، بمعدل 700 و800 وجبة ساخنة مقدمة أو محمولة يوميا، وأحيانا تقارب 950 وجبة، توفرها خمسة مطاعم تضامنية كبرى، تنتشر عبر مواقع منتقاة بدقة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من عابري السائل والمحتاجين فعلا، وفق تعبيره. وتتواجد هذه المطاعم على مستوى جامع القطب "عبد الحميد بن باديس" وبالقرب من المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في طب الأطفال بوخروفة عبد القادر بكانستيل، وآخر بحي خميستي في قلب مدينة الولاية، بالإضافة وادي تليلات وبلدية مسرغين، وكلها تشترك في أنها تقع بمحيط الطرق الولائية والوطنية والمؤسسات الاستشفائية التي تستقطب يوميا المئات من عائلات المرضى من مختلف جهات الوطن، بحسب ما أشير إليه. وأفاد ذات المتحدث إن "المحور الثاني، يتضمن "قفة الخير"، متوقعا أن يفوق العدد 1000 لفائدة العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل؛ حيث تم توزيع خلال النصف الأول من الشهر الفضيل 4500 قفة، تضم جميع المواد الأساسية كالزيت والسكر والقهوة والسميد والأرز والطماطم المعلبة والملح والحليب والكسكس وبعض العلب من العجائن." ومن أبرز الحملات الخيرية التي تنصب في إطار مشروع "رمضان الخير" للكشافة الإسلامية الجزائريةبوهران، "التبرع بالدم" بالتنسيق ومديريتي الصحة والشؤون الدينية؛ وقد انطلقت الحملة رسميا من الجامع القطب "عبد المجيد بن باديس"، وتتواصل طيلة الشهر الفضيل، لتشمل مختلف بلديات الولاية، كما قال المصدر. واسترسل مضيفا "ولإنجاح هذا البرنامج الخيري والتربوي، تم برمجة زيارات للأطفال المرضى، تمتد إلى غاية عيد الفطر، على غرار المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في طب الأطفال كنستال، ومستشفى أمراض السرطان بالحاسي، دون نسيان نزيلات دار الأشخاص المسنين "السلام"، ناهيك على تنظيم إفطار جماعي على مستوى مركز إعادة التربية وإدماج الأحداث بقديل، وذلك بالتنسيق مع مديرية إدارة السجون وإعادة الإدماج. وبالموازاة مع ذلك، تستعد ذات الجهة لإطلاق عملية توزيع كسوة العيد على الأطفال اليتامى بالتعاون مع مؤسسات خاصة، حيث أوضح المحافظ الولائي للكشافة الإسلامية الجزائريةبوهران، أنه "سيتم توزيع قسمات شراء لفائدة 500 يتيم في العشرة الأواخر من خير الشهور، وهي أفضل ما فيه وأعظم لياليه".