تشارك الجزائر في فعّاليات الطبعة السادسة من "المهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج"، الذي يقام في الفترة الممتدة من 27 أفريل الجاري إلى غاية الفاتح من ماي القادم. ويمثل الجزائر في هذه الدورة الفنان قادة بن شمسية الذي تعدّدت مواهبه وأصبح مدرسة للشباب المحب للمسرح وعالم العرائس، ولع بالمسرح منذ صغره وفي سنوات الدراسة حتى أصبحت الخشبة شغله الشاغل وعالمه المفضّل. بدأ مشواره المسرحي سنوات الثمانينيات بتقديم عروض بمراكز الشباب وبالمدارس وفي الشارع، وبوسائل بسيطة تمكّن من الترويج لفنه، أحبّ الرقص وتعلّم فنونه من خلال متابعة دروس في الرقص الايمائي بفرنسا، والفلامنكو في اسبانيا، وأصبح مدرّسا له، وصقل موهبته في مسرح الأطفال مع كاتب ياسين بمسرح سيدي بلعباس، خلال مسيرته المهنية الطويلة، زار الكثير من الدول العربية والافريقية والاوروبية، عرض بها أعماله وتمكّن من نيل جوائز على غرار جائزة غراسيا لوركا، كما حظي بالعديد من التكريمات من خلال مشاركته في مسرح العرائس الذي أقيم بعدد من ولايات الوطن. وتحضر هذه الطبعة أيضا، الكاتبة والسيناريست نسرين بلهادي، صاحبة الذوق الأدبي الرفيع، وناقلة الواقع المعيش بصوتها الأدبي الواعد، وقد حصلت على العديد من الجوائز، أهمها المرتبة الأولى في مسابقة "دار المصرية السودانية الإماراتية" بمصر، عن رواية "لعنة دوستويفسكي"، وكذلك حصلت على جائزة أحسن نص مسرحي في مهرجان "بومرداس للمسرح الثوري". كما يشرف الدكتور احسن تليلاني في هذا المهرجان، على ورشة النقد المسرحي، وذكر مؤخرا، بمناسبة هذه الدعوة، أنّ المونودراما فن العصر بامتياز، فهي بصفتها تقوم على الأداء المسرحي للممثل الواحد الذي يشخص صراعه الداخلي والخارجي مع الذات والمجتمع والحياة والكون من حوله، فإنّها بذلك تناسب تماما ووضعية الإنسان المعاصر ووجوده، ذلك أنّ الإنسان اليوم قد صار يعيش وحيدا وغريبا منطويا على نفسه، يحمل العالم بداخله ويشعر بالتيه والضياع وسط هذا العالم الذي فيه ومن حوله، لذلك يرى النقاد أنّ المونودراما قد جاءت في وقتها اليوم، علما أنّه في العصر الحديث والمعاصر ومع ظهور الرومانسية والفلسفات الوجودية التي كرّست غربة الإنسان ووحدته وفردانيته وانعزاله عن الناس، كانت المونودراما أحسن ما يشخّص هذه الحالة الاجتماعية والنفسية. للإشارة، كشف رئيس المهرجان الدولي للمنودراما بقرطاج، الفنان إكرام عزوز، عن أعضاء لجنة التحكيم والمكرّمين في هذه الدورة، بخصوص لجنة التحكيم، قائلا أنّها تتشكّل من الفنان العراقي غانم حميد رئيسا، بعضوية كلّ من الفنان والمخرج الليبي محمد الصادق، والفنانين إبراهيم عميري وريان قروي، أما المكرّمون فهم، الكاتب والمخرج احمد إبراهيم، المؤلّف والمخرج عبد الله رواشد، الدكتورة ليلى مجد وضيف شرف الدورة السادسة هو الفنان المصري المعروف موحيي إسماعيل. ويتضمّن برنامج المهرجان، تقديم ورشات التكوين، فبالإضافة لورشة النقد للبروفيسور تليلاني، تنشط زينب زعبوك ورشة في التسويق للعروض المنودرامية، أما ورشة دراماتورجيا المشهدية المنودرامية، فيقدّمها كلّ من فاروق صبري والدكتور كريمعبود، كما ستعرف هذه الدورة، تقديم 4 مداخلات لأساتذة مختصين في المجال، حيث يقدّم الدكتور حسين علي هارف مداخلة موسومة ب«فلسفة المنودراما بين البوح والاغتراب"، ويقدّم الأستاذ عبد الرؤوف روافي ندوة بعنوان "المنودراما جدل التفنن والعقبات"، من جهتها، تقدم الدكتورة هالة فريوي ندوة بعنوان "طمس أم تأصيل للفعل الإبداعي"، أما الأستاذ سعد المغربي فستكون مداخلته تحت عنوان "الخصائص الفنية والنفسية والاجتماعية والسياسية للمنودراما".