خلص المشاركون في أشغال الملتقى الدولي الثالث حول "العمران والعمارة الريفية والصحراوية بالجزائر"، إلى ضرورة تفعيل دور التراث الثقافي والعمراني كفعل مادي مساهم في التنمية المستدامة وفق رؤى واضحة المعالم، من خلال تبنّي مشاريع قابلة للتجسيد في إطار المؤسّسات الناشئة تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد التراثية والدينية والطبيعية لهذه المعالم التراثية، ضمن وعي محلي ووطني ودولي بقيمتها الإنسانية.. أسفر الملتقى الدولي الثالث الموسوم ب«العمران والعمارة الريفية والصحراوية بالجزائر.. سبل المحافظة عليها وآليات تأهيلها السياحي والثقافي"، من تنظيم قسم التاريخ ومخبر الدراسات التاريخية والسوسيولوجية للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية بجامعة محمد بوضياف بالمسيلة، أسفر عن مجموعة من التوصيات تهدف إلى إبراز الوعي الثقافي والمجتمعي بقيمة هذا التراث المادي، من خلال السعي إلى تصنيف بعض القرى التقليدية والقصور الصحراوية النموذجية كتراث وطني ضمن القطاعات المحفوظة، وإعادة الاعتبار لها وترميمها وتأهيلها كأقطاب سياحية، من خلال إنشاء بنك معلومات رقمي حول القرى التقليدية والقصور الصحراوية المندثرة، لتسهيل استغلالها في خرائط وبطاقات رقمية في عملية التسويق السياحي الرقمي، مع تشجيع المؤسّسات الناشئة والوكالات السياحية على ضرورة تبنّي مشاريع قابلة للتجسيد، تعنى بالتسويق الأمثل للسياحة الريفية والصحراوية بأبعادها الدينية الثقافية والطبيعية، وفق ديناميكية وعي محلي ووطني ودولي بقيمتها التراثية الإنسانية. واعتبر رئيس الملتقى الدكتور عبد الحميد بودرواز، أنّ التظاهرة العلمية التي جاءت تزامنا وشهر التراث، تهدف إلى تفعيل دور الجامعة وجعل الطلبة أدوات وجسور لنقل حركة الوعي الثقافي والتراثي للمجتمع بصفة عامة، من منطلق أنّ الطلبة هم حلقة الوصل بين فضاء الجامعة بأبعاده العلمية والفضاء المجتمعي بأبعاده الوسيطة. من جهته، أكّد أستاذ قسم التاريخ بجامعة المسيلة، الدكتور النذير قوادرية، على الأهمية الاقتصادية لهذه القصور الصحراوية والقرى الريفية في الجزائر، باعتبارها موردا سياحيا هاما يمكن استغلاله في استقطاب السياح، على غرار مدينة القصبة القديمة في منطقة بوسعادة، وباقي القصور والمعالم الصحراوية الجزائرية، التي تمثل تراثا ماديا يمكن توظيفه في السياحة لامتلاكها أهمية تراثية ترجع إلى أكثر من ثمان قرون، تم تشييدها بمواد بناء محلية الصنع هي نتاج تراكمات لخبرات محلية هندسية، تتضمّن الطبيعة الجغرافية لتلك المناطق والإرث الإنساني الثقافي المتوارث جيلا بعد جيل..