أبرز وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أمس بطهران أهمية مضاعفة جهود المجتمع الدولي من أجل التقريب بين الفرقاء السوريين وجمعهم على طاولة الحوار قبل فوات الأوان. وفي هذا الإطار قال مراد مدلسي في كلمة القاها خلال أشغال مؤتمر طهران الدولي حول سوريا «أننا نجتمع اليوم والأزمة السورية لا زالت تحصد يوميا أرواحا بريئة وتقدم لنا صورا عنيفة ومأساوية قل نظيرها، لم تسلم من همجيتها حتى المقومات الحضارية والتاريخية لهذا البلد العزيز « وهو» ما يحتم علينا جميعا -كما قال- مضاعفة الجهود وتوحيدها للتقريب بين الفرقاء وجمعهم على طاولة الحوار قبل فوات الأوان». وذكر بأن اجتماع طهران يدخل في إطار الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة السورية وعشية مؤتمر جنيف الثاني المزمع عقده قريبا، مؤكدا بأن مؤتمر جنيف ينتظر منه أن يشكل «محطة فارقة في مسار حل الأزمة السورية، شريطة أن يتجند الجميع من أجل توفير سبل نجاح هذا الموعد الهام». وفي هذا الإطار عبر مدلسي عن ارتياحه لقرار الحكومة السورية القاضي بالمشاركة في هذا المؤتمر معربا عن أمله في أن «تتوصل مختلف فصائل المعارضة السورية من جهتها إلى الاتفاق على الوفد الذي سيمثلها في الاجتماع، مما سيمكن بدون شك من وضع لبنة إضافية في الطريق الصحيح لحل هذه الأزمة». وعند تطرقه للجهود التي بذلت من قبل الجزائر لتطويق وحل هذه الأزمة، قال الوزير أن الجزائر عملت منذ اندلاع الأزمة في سوريا «كل ما في وسعها في سبيل إيجاد حل سلمي توافقي يحقن دم الشعب السوري ويلبي تطلعاته المشروعة في الحرية والديمقراطية والحكامة». وأضاف أن الجزائر «لم تتخلف عن المشاركة في مختلف الاجتماعات والمؤتمرات الإقليمية والدولية التي خصت الأزمة السورية وجددت في كل مرة موقفها الثابت الداعي إلى الوقف الفوري للعنف مهما كان مصدره وإدانته مع مباشرة حوار جدي وشامل ودون إقصاء تشارك فيه جميع مكونات الشعب السوري بما يحفظ وحدة سوريا واستقرارها وسيادتها وينأى بها عن خطر التدخل الأجنبي». وفي الأخير نوه مدلسي بجهود إيران واحتضانها لهذا الاجتماع الذي يعكس -كما قال- «إرادة صادقة للمساهمة في إنهاء الأزمة التي تتخبط فيها سوريا منذ أكثر من عامين والتي ترتبت عنها نتائج مأساوية في سوريا والمناطق المجاورة». وأعرب الوزير عن أمله في أن يساهم هذا الاجتماع في نجاح المؤتمر الدولي المرتقب حول سوريا وأن يفضي إلى رفع المعاناة عن الشعب السوري واستعادة هذا البلد لأمنه واستقراره.