تواصل سلطات الأمن المصرية شن حملة اعتقالات مكثفة ضد رموز وكوادر وقواعد جماعة الإخوان المسلمين، حيث ألقت القبض، أمس، على القياديين البارزين صفوت حجازي، ومراد علي، أثناء محاولتهما الخروج من البلاد. وأكدت مديرية أمن مطروح، فجر أمس، تمكنها بالتنسيق مع القوات المسلحة ومكتب المخابرات الحربية وفرع الأمن الوطني بالمدينة، من القبض على الداعية صفوت حجازي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، على طريق سيوة مطروح، و قالت إنه كان يهم بالهروب إلى ليبيا متخفيا لتضليل الشرطة وذلك عبر الدروب الصحراوية المنتشرة على الحدود المصرية الليبية. كما ألقت سلطات الأمن بمطار القاهرة، القبض على الدكتور مراد علي، المتحدث الرسمي باسم حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، قبل سفره على متن الخطوط الجوية الإيطالية إلى روما. وقال مصدر أمني إنه تم القبض على المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة بالمطار على الرغم من تخفيه بعد قيامه بحلق لحيته في محاولة لتغيير ملامح وجهه. وعلى صعيد آخر، أعرب رئيس الوزراء المصري، حازم الببلاوي، عن أسفه للتوترات القائمة بين بلاده وواشنطن جراء الوضع الحالي، كما حذر الولاياتالمتحدة من قطع مساعداتها لمصر، معتبرا ذلك إشارة سيئة سوف تؤثر على الجيش لبعض الوقت. وقال الببلاوي إن الولاياتالمتحدة سترتكب خطأ بتعليقها مساعداتها العسكرية السنوية بقيمة 3 ، 1 مليار دولار، مؤكدا أن القاهرة قد تجد حلا لهذا الأمر بدونها. وتأتي هذه التصريحات في عز معركة يخوضها برلمانيون ومنظمات غير حكومية في الولاياتالمتحدة كي تقطع إدارة باراك أوباما مساعداتها للسلطات المصرية في حال استمر القمع الدموي للمتظاهرين المؤيدين للرئيس المصري المعزول محمد مرسي. ونفت الحكومة الأمريكية رسميا الثلاثاء أن تكون علقت هذه المساعدة. ومن ناحية ثانية، قضت محكمة استئناف في القاهرة امس باطلاق سراح الرئيس الاسبق حسني مبارك في قضية هدايا الأهرام، وهي آخر القضايا التي كان محبوسا على ذمتها بعد أن توصل إلى تسوية مالية مع السلطات. وأوضحت مصادر قضائية أن غرفة المشورة بمحكمة استئناف شمال القاهرة قررت قبول نظر تظلم فريد الديب محامي مبارك على قرار حبسه احتياطيا على ذمة قضية هدايا الاهرام واخلاء سبيله. ولم يتضح فورا ما اذا كان سيجري إخلاء سبيل مبارك قريبا، خصوصا بعد قرار محكمة الجنايات بإخلاء سبيله فى قضية القصور الرئاسية، حيث انه عادة ما تبرز قضايا جديدة ضده كلما انتهت قضية يحاكم فيها. لكن مصادر أكدت انه بمقتضى هذا القرار، فإنه سيتم إخلاء سبيل مبارك، باعتبار ان هذه القضية هي الاخيرة التي كان يقضي فيها الرئيس الاسبق فترة حبس احتياطيا، ومن المحتمل حصوله على حريته اليوم، كما قال محاميه. وكان مصدر قضائي أورد بأنه يجوز للنيابة العامة في بعض القضايا أن تتصالح مع بعض المتهمين، مضيفا انه في قضية الأهرام فإنه من المتهم الأول في القضية وحتى مبارك قررت النيابة التصالح سواء برد الهدايا او برد قيمتها. وكانت النيابة العامة في مصر وافقت في جانفي الماضي على ان تسدد اسرة مبارك قيمة الهدايا التي تلقتها في قضية هدايا الاهرام وذلك للتصالح، علما ان 10 من رموز نظام مبارك تصالحوا في القضية نفسها بسداد قيمة الهدايا. هذا، وقرر الاتحاد الأوروبي في اجتماعه، أمس، تعليق تراخيص تصدير المعدات العسكرية إلى مصر، ودعا إلى إطلاق حوار وتجنّب العنف.