حققت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انتصارا تاريخيا في الانتخابات التشريعة الألمانية، ابقاها على رأس المستشارية لولاية ثالثة، ولكن من دون احراز غالبية مطلقة في البرلمان. وهكذا تكون ميركل وهي في التاسعة والخمسين قد اكدت موقعها كاقوى امراة في العالم بعد ان اصبحت اول زعيمة اوروبية يعاد انتخابها منذ الازمة المالية والاقتصادية التي عصفت بالاتحاد الاوروبي. واعطت المستشارة لحزبها الاتحاد المسيحي الديمقراطي اعلى نتيجة حققها منذ اعادة توحيد المانيا العام 1991ب5 ، 41 في المئة من الاصوات، بارتفاع بلغ 8 ، 7 نقاط عن اخر انتخابات في 2009. وتقدم الاتحاد المسيحي في شكل كبير على الحزب الاشتراكي الديمقراطي (7 ، 25 في المئة) الذي ظل قريبا من ادنى مستوى له قبل أربعة اعوام. الا ان حليف ميركل الليبرالي، الحزب الديمقراطي الحر، خرج من البرلمان بعد فشله للمرة الاولى ما بعد الحرب في الحصول على نسبة ال5 بالمئة اللازمة حيث لم يحصد سوى 8 ، 4 في المئة. وابدت المستشارة الالمانية سعادتها بالنتيجة الرائعة التي حققها حزبها، ووعدت باربع سنوات جديدة من النجاح. ورغم اخفاقها في انتزاع الاغلبية البرلمانية، الا انها ستكون في موقع قوة للتفاوض حول ائتلاف، والارجح مع الاشتراكيين الديمقراطيين كما في ولايتها الاولى بين 2005 و2009. اذ حصلت ميركل على اصوات 62 مليون ناخب الماني اعتبروا انها نجحت في ادارة ازمة اليورو وتمكنت من انقاذ اول اقتصاد اوروبي. وركزت خلال حملتها على الحفاظ على المالية العامة وتراجع البطالة (8 ، 6 في المئة) بخلاف كثير من الدول الاوروبية. فمنذ هذه الازمة الاقتصادية لم يفز اي من نظرائها في اسبانيا وفرنسا وايطاليا او في بريطانيا بولاية جديدة. وفي المانيا ما بعد الحرب، وحدهما كونراد اديناور ومستشار التوحيد هيلموت كول تمكنا من الفوز بثلاث ولايات في المستشارية.