أسفرت غارة شنتها مروحيات الاحتلال الإسرائيلي يوم الثلاثاء، شرقي مدينة رفح في قطاع غزة عن استشهاد فلسطينيين، فيما واصل المستوطنون اعتداءاتهم على سكان مدينة الخليل جنوب الضفة. وأوضحت مصادر طبية فلسطينية أن الغارة أسفرت أيضا عن إصابة اثنين آخرين قالت حركة حماس إن أحدهما من كوادرها، في حين أكد أقارب الشهيدين أنهما مدنيان ولا ينتميان لأي فصيل. وكان فلسطيني من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة التحرير الفلسطيني (فتح) استشهد عقب توغل قوات الاحتلال الاثنين في مخيم بلاطة القريب من مدينة نابلس شمال الضفة، وفي الخليل، واصل المستوطنون اليهود اعتداءاتهم على الفلسطينيين بإلقاء الحجارة وإحراق سياراتهم وتخريب منازلهم وممتلكاتهم. وسبق ذلك إصابة أربعة فلسطينيين بجروح جراء تعرضهم لهجوم من كلب أطلقه المستوطنون عليهم قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل، بينما اقتحم مستوطنون آخرون قرية الساوية جنوب نابلس وكتبوا شعارات مسيئة للإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم على حائط مسجد القرية. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن العشرات من الفلسطينيين والمستوطنين أصيبوا فيما اعتقل 17 شخصا من الجانبين. من جهة أخرى، أرجأت المحكمة العسكرية الإسرائيلية في معتقل عوفر النطق بالحكم بحق رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك حتى السادس عشر من الشهر الجاري. يذكر أن الدويك لا يزال رهن الاعتقال مع أكثر من ثلاثين نائبا من حماس في السجون الإسرائيلية منذ العام .2006 وفيما واصلت إسرائيل إغلاق معابر قطاع غزة متسببة في وقف محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع للمرة الثانية في أسبوع جراء نفاد الوقود الصناعي اللازم لتشغيلها، عقدت حركتا حماس والجهاد الإسلامي اجتماعا هو الأول من نوعه في غزة مساء الثلاثاء للتشاور بشأن مستقبل اتفاق التهدئة مع إسرائيل في قطاع غزة الذي أبرم في 19 جوان برعاية مصرية. واتفقت الحركتان على أن تمديد التهدئة لا يزال رهن التشاور وأن الواقع غير مشجع لذلك. وعلى صعيد آخر، قال النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار المفروض على قطاع غزة إن قطر ستسيّر سفينة مساعدات لكسر الحصار عن القطاع نهاية الأسبوع الجاري، في حين لا تزال سفينة الإغاثة الليبية تجوب المياه الدولية بعد منع الزوارق الحربية الإسرائيلية لها من الرسوّ على شواطئ القطاع. وأوضح الخضري أن السفينة القطرية سوف تنطلق من شواطئ لارنكا في قبرص متوجّهة إلى شواطئ غزة، مشيرا إلى أنها تحمل على متنها مساعدات طبية وغذائية لفلسطينيي القطاع المحاصَرين. وقال الخضري إن السفينة التي ستطلقها جمعيات خيرية في قطر تحمل دلالات كبيرة على رغبة القطريين في المساهمة في كسر الحصار الظالم المفروض على القطاع، خاصة مع إصرارهم على إرسال السفينة في الوقت الذي لا تزال فيه السفينة الليبية ممنوعة من الوصول إلى شواطئ غزة. وبشأن النوايا الكويتية لإرسال سفينة إغاثة قال الخضري إن الأمر قد يستغرق شهرا أو شهرين.