صدرت مؤخرا للمتحف العمومي الوطني «سيرتا» بقسنطينة الطبعة العربية لكتاب الرسام « فرنسوا إيتيان دينيه»، وهي ترجمة للنسخة التي صدرت باللغة الفرنسية في الذكرى السبعين لوفاته. وقد تضمّن هذا الكتاب الذي يعتبر بمثابة «دليل» تاريخي، فني وسياحي، بالإضافة إلى كلمة معالي وزيرة الثقافة وافتتاحية السيدة «دحو كلثوم قيطوني»، مديرة متحف سيرتا، مجموعة من المواضيع أرّخ لها السيد «خذير بن تشيكو «، وهو مختص دولي في أعمال الفنان «اتيان دينيه»، ارتكزت هذه المواضيع على ثلاثة محاور: أعمال ايتيان دينيه في المجموعات الجزائرية، موجز كرونولوجي لحياة وأعمال الفنان، تلخيص للتعريف بلوحاته في المباني العمومية للدولة الجزائرية، قائمة لتحف دينيه في المتاحف الأجنبية «، كما احتوى الكتاب في الأخير على «رحلة دينيه الروحية «، كتبها الفنان التشكيلي «عمار علالوش». وتحت العنوان الأول «أعمال إيتيان دينيه في المجموعات الجزائرية» ضمن «خذير بن تشيكو « الكتاب ب 28 لوحة من خير ما ابدعته أنامل الفنان في الفترة الممتدة بين 1885 و1929، حيث تحمل هذه اللوحات مواضيع مختلفة عن الطبيعة الصحراوية والحياة الاجتماعية والمرأة البوسعادية، وغيرها، ومن اللوحات نذكر، «فارس على المهاري، ألعاب البنات العربيات بالأغواط، واحة سيدي خالد، نساء مسنّات، يرقبون القمر، الرحل، المرأة المطلقة، حجاج جزائريون في جدة..»، وغيرها من اللوحات الأخرى. وأشار الكتاب في القوائم التي رصدت لأعمال «دينيه» إلى وجود 30 لوحة يحتضنها كل من متحفي الجزائر العاصمة وقسنطينة، ولوحات أخرى ل «دينيه» تناهز 83 عملا تحتضنها متاحف عامة وخاصة في كل من «الأرجنتين، النمسا، الإمارات العربية، بلجيكا، فرنسا، اليابان، المغرب والسويد». والجدير بالذكر، فإنّ الرسام «الحاج نصر الدين دينيه» والمعروف باسم «ايتيان دينيه» ولد بباريس في 28 مارس 1861، درس الفنون الجميلة في شبابه بباريس ثم سافر إلى الجزائر أول مرة سنة 1884، ثم استقر به المقام سنة 1905 ببوسعادة حيث اشترى منزلا استعمله كورشة يقضي فيه بين 8 و9 أشهر في السنة للرسم عود بينها إلى فرنسا، أكّد سنة 1927 إسلامه في المسجد الكبير بالجزائر العاصمة قام بعدها في 1929 بأداء فريضة الحج، وفي شهر ديسمبر من نفس السنة وافته المنية بباريس، حيث نقل جثمانه يوم 12 جانفي 1930، ووري الثرى ب «بوسعادة» حسب وصيته، هذه المدينة التي أحبها كثيرا ووهب لها أجمل لوحاته التي بلغت شهرة عالمية.