كانت ولاية خنشلة أمس، المحطة الجديدة للوزير الأول عبد المالك سلال، حيث قام رفقة وفد وزاري بمعاينة وتدشين مشاريع ذات طابع اجتماعي واقتصادي لتلبية حاجات السكان وتحسين مستواهم المعيشي، وفقا للبرنامج المسطر من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وأمر سلال بضرورة احترام آجال الانجاز واستدراك التأخر، مؤكدا استعداد الدولة الدائم لمنح الدعم والمساعدة. استقبلت خنشلة زوارها بطقس ماطر شديد البرودة، حيث بلغت الحرارة 10 درجات مئوية، ولم يمنع ذلك الوزير الأول وطاقمه الحكومي الذي ضم، وزير الداخلية والجماعات المحلية، وزير الطاقة والمناجم، وزير الفلاحة والتنمية الريفية، وزير الموارد المائية، وزير الأشغال العمومية، وزير السكن والمدنية، وزير الاتصال، وزير الخدمة العمومية لدى الوزير الأول، ووزير الشباب والرياضة. واضطروا جميعا إلى ارتداء «القشابية الخنشلية»، لمقاومة البرد وتأدية المهمة الحكومية التي يشرف عليها ويتابعها رئيس الجمهورية. وعبر الطريق السريع الرابط بين أم البواقيوخنشلة، وصل الوزير الأول عبد المالك سلال، إلى المستثمرة الفلاحية المملوكة من طرف أحد الخواص، حيث جدد التأكيد على مساعي الدولة في مرافقة ومساعدة المشاريع الاستثمارية المنتجة التي تساهم في الرقي باقتصاد البلاد، واستمع بالموقع لعروض شاملة عن قطاع الفلاحة، وعن برنامج التنمية المندمجة لمنطقة جنوب الولاية، وكذا المنتجات الفلاحية المحلية قبل تسليم عقود الامتياز لبعض الفلاحين المستفيدين. ليحل بعدها الوفد الرسمي بجامعة «عباس لغرور»، حيث أعطى إشارة الانطلاق في تشغيل كلية العلوم والتقنيات، وكلية الآداب والعلوم الاجتماعية وقاعة المحاضرات التي تتسع ل600 مقعد بيداغوجي. واستمع سلال لعرض عن قطاع التعليم العالي في خنشلة والذي يعرف تطورا ملحوظا من حيث البنى التحتية والتأطير البيداغوجي، ويبلغ عدد الطلبة المنتسبين للتخصصات العلوم التكنولوجية 2618. واشتكى بعض الطلبة للوزير الأول، مما وصفوه بالإقصاء من الالتحاق بمقاعد «الماستر» واستكمال دراستهم، وحمّلوا الإدارة مسؤولية ذلك، ووعد المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي، بالعمل على دراسة الإشكال وحله بصفة نهائية. ليأتي الدور بعدها على قطاع الطاقة، حيث دشن سلال، محطة لتوليد الكهرباء واستعرض برنامج الكهرباء والغاز بالولاية، ليقوم بعد ذلك بزيارة محطة «قايس» لمعالجة الماء الشروب، إلى جانب عرض برنامج حماية المدن من الفيضانات. وتدعم قطاع النقل في خنشلة، بمحطة جديدة لنقل المسافرين، واطلع سلال أثناء القيام بعملية التدشين على مخطط النقل وبرنامج السكك الحديدية وعصرنة شبكة الطرق التي عرفت تحسنا ملحوظا، حيث أبانت المسافات المتباعدة بين نقاط الزيارة عن سهولة التنقل بين مختلف بلديات ودوائر الولاية. وتحت المطر الغزير، تم تنصيب العمود التذكاري للشهيد البطل «عباس لغرور»، بساحة الشهداء، وبذات المكان قدّم برنامج إعادة هيكلة مدينة خنشلة، قبل الانتقال إلى مشاريع قطاع السكن، واختتام الزيارة بتفقد القطب الحضري الجديد ومساكن ومرافق عمومية. وبدا اهتمام سكان خنشلة بزيارة الوزير الأول كبيرا، حيث تجمعوا بمختلف الطرقات والمسالك الرئيسية التي مر عبرها الموكب الرسمي، وقالوا أنهم يعلقون على الزيارة آمالا الكبيرة لطرح الانشغالات والاستجابة للنقائص، وإيجاد حلول لمشكل الشغل والبطالة. وقال أحد الطلبة لعبد المالك سلال، أنه أكثر قربا للمواطنين من المنتخبين المحلين، في انتقاد واضح لمهام هؤلاء المشرفين المباشرين على شؤونهم، بينما قالت أخرى أنهم يريدون مصانع ومشاريع ضخمة لامتصاص البطالة بشكل نهائي وإدماج العاملين في مختلف الصيغ المؤقتة.