خرج الملتقى الوطني الثاني للموروث الشعبي الجزائري بين الماضي والحاضر الذي احتضنته دار الثقافة رشيد ميموني ببومرداس، بجملة من التوصيات حاولت تلخيص أهم المداخلات ونقل بأمانة انشغالات الأساتذة الباحثين الذين عبّروا صراحة عن خشيتهم من ضياع ما تبقى من تراث شعبي متبعثر عبر عدة مناطق من الوطن، وتشتّت واضح للباحثين الذين يفتقدون إلى إطار منظّم رغم الإرادة القوية في حفظ وحماية هذا الموروث. انبثقت عن الملتقى إحدى عشر توصية في الاختتام تحت إشراف الدكتور عبد الحميد بورايو، جاءت في مقدمتها دعوة ملحة إلى ضرورة ترسيم الملتقى وجعله محطة سنوية مع إمكانية ترقيته إلى ملتقى دولي مغاربي، تأسيس لجنة علمية تضم كفاءات للإشراف والتسيير الجيد للملتقى علميا وأكاديميا، طبع كل أعمال ومداخلات الحضور في عدد خاص، تأسيس مجلة علمية محكمة تختص بشؤون الموروث الثقافي الشعبي وقضاياه، إقامة أنشطة فكرية وثقافية على هامش أعمال الملتقى، رصد جائزة مالية لأحسن بحث وأحسن إبداع في الموروث الشعبي الجزائري، التنسيق مع الفضاء الجامعي والتخصصات ذات الصلة بتوجهات الملتقى، الانفتاح على كل لغات البحث مع لزوم إرفاقه بملخص باللغة العربية، محاولة إشراك بعض حملة الموروث الشعبي الجزائري وتكريمهم تثمينا للذاكرة الشعبية الجزائرية وأخيرا دعوة إلى إنشاء موقع الكتروني للملتقى وتشكيل خلية لجمع التراث الشعبي. وعلى الرغم من النية الصادقة للباحثين والأساتذة المتخصصين في قضايا الشعر الشعبي والموروث الثقافي الجزائري، إلاّ أنّ تقاعس الجهات الرسمية أدناها مديرية الثقافة لولاية بومرداس الغائبة تماما عن اللقاء رغم أنه جرى على بعد أمتار من مقرها، يطرح أكثر من تساؤل حول جدوى توصيات جملة الصياغة والإعداد، مع إرادة واضحة لتقديم مدونة شاملة من طرف الباحثين لجرد التراث الشعبي المهدد بالاندثار والزوال، بغياب أو تغييب روّاته وحفظته من شيوخ وعجائز لا تزال عبر مناطق الجزائر العميقة تحفظ وتردّد على الأحفاد في تجمع ليالي الشتاء أساطير وحكايات.