تسير وهران بخطى ثابتة لتكون « بديلا» للمناطق السياحية التقليدية الموجودة في دول الجوار، لما تتميز به من مؤهلات، تمكن من عرض منتوجات متنوعة، وتستحق الثناء باحتضانها أكبر الظاهرات السياحية، حسب وزير السياحة والصناعات التقليدية، محمد أمين حاج سعيد. تتصدر وهران القطب السياحي الشمالي الغربي، ومن شأنها أن تعمل على امتداد منتوجاتها إلى الولايات المجاورة، وهو ما جاء على لسان المسؤول الأول على القطاع بالجزائر، خلال ندوة صحفية عقدها أول أمس على هامش الورشة السياحية الدولية في طبعتها الثانية. وتتواصل فعاليات الطبعة الثانية من ورك شوب وهران 2014 إلى غاية اليوم 19 مارس بقصر المعارض أحمد بن محمد تحت شعار «معا لتتطور السياحة بالجزائر». أكد عضو جمعية ترقية السياحة بامتياز، عقبي خير الدين، أن الفكرة الأولى ل»ورك شوب» انبثقت من صميم برنامج الجمعية سنة 2012 تحت رئاسة السيد، بن علي الهواري، وشهدت خلالها التظاهرة مشاركة 300 عارض من الجزائر، قبل أن تأخذ بعد دوليا، سبقته تحضيرا فاقت ال7 أشهر. وأعلن عقبي في تصريح ل»الشعب،» أن الهدف الرئيسي من التظاهرة يكمن في الترويج لوهران كقطب امتياز سياحي باستحقاق والمساهمة في جذب السياح إليها، لافتا إلى أن الفترة القادمة ستشهد مزيدا من الاستثمارات للمكانة المحورية التي تحتلها وهران بالبحر الأبيض المتوسط. ومن أبرز هذه المقومات أيضا الاستقرار الأمني، ذلك الذي يتيح للسائح التجول في مختلف ربوع الولاية آمنا على نفسه وممتلكاته.
فتح ديوان السياحة المحلي قيمة مضافة
أكد عضو المجلس الشعبي الولائي، مكلف بلجنة الاستثمار في السياحة ومحافظ الورشة الدولية للسياحة في طبعتها الثانية، بن علي هواري، أن التظاهرة تدخل في إطار التحضير لموسم الإصطياف 2014 من أجل ترقية السياحة الداخلية والخارجية، موضحا أن القائمين على السياحة اتخذوا من فكرة ورك شوب تونس مرجعيه لتشجيع السياحة من وإلى الجزائر تحت شعار وهران عاصمة ترقية السياحة بامتياز، بالعمل على تحسين الخدمات وإعادة تأهيل الهياكل الفندقية وتسطير برامج تتماشى ورغبات المقبلين على السياحة الداخلية والعاملين على إبرازها، خاصة وأن بلادنا لها من الإمكانات الطبيعية والبشرية ما يؤهلها لأن تكون قطبا هاما وجذابا للمقبلين على السفر واختيارا أساسيا في تفضيل وجهة مدننا المختلفة، وأشار المتحدث إلى جملة من العراقيل التي تواجه المستثمرين والمتعاملين، وفي مقدمتها المشاكل البيروقراطية وأخرى ستتطرق إليها الورشة الدولية للسياحة في طبعتها الثانية بوهران. وتسعى ولاية وهران من خلال فكرة ال«ورك شوب» إلى النهوض بقطاع السياحة بشكل ملموس من أجل تأكيد مكانة المدينة في التاريخ والجغرافيا، وإبراز ملامحها الثقافية والهوية الوطنية بالإضافة إلى استثمار إمكاناتها في هذا المجال تماشيا مع الرؤية المستقبلية للاقتصاد الجزائري، حسب نفس المصدر، هذا وأوضح متحدث «الشعب»، أن مسؤولي القطاع يعملون عبر أوليات، انطلاقا من تعزيز ظروف الإستقبال عبر المؤسسات الفندقية على اختلاف درجاتها، لتكون تحت خدمة العام والخاص، ولفت أن إعادة فتح ديوان السياحة بوهران، سيعطي قيمة إضافية لترقية السياحة المحلية، حيث سيتم أخيرا تفعيل ديوان السياحة المحلي، بعد توقف عن النشاط لمشاكل داخلية لم يفصل فيها، وكشف عن خلق 4 نوادي سياحية تعمل متحدة كل حسب مجالها من فنادق ومطاعم ووكلات، مع العلم أن وهران تحصي 70 وكالة منها اثنين عمومية. مكاتب الدراسات ترفع التحفظات عن مناطق التوسع السياحي
وعاد مدير السياحة لولاية وهران، يحي سبيح، إلى ورك شوب مارس 2012، وتحدث في لقاء جمعه ب»الشعب» على النجاح الذي عرفه رغم اختصاصه المحلي، كلها عوامل شجعت التعاون على الرقي بالتظاهرة إلى مصاف دولي بمشاركة خبراء في قطاع السياحة من فرنسا، اسبانيا، المغرب، تركيا، تونس زيادة على الخبراء و المتعاملين الوطنيين من أصحاب الفنادق والمطاعم المصنفة وأصحاب الوكلات السياحية. وكشف في سياق متصل، مدير السياحة، أن مكاتب الدراسات رفعت التحفظات وستنطلق المرحلة الثانية من الدراسة الخاصة بمناطق التوسع السياحي الأسبوع القادم بعد أن تمر على الهيئات المعنية، ويتعلق الأمر بمنطقة عين فرانين ومرسى الحجاج، على أن تنطلق أشغال التهيئة والإنجاز، فور الإنتهاء من المرحلة الثالثة، وهذا من أصل 9 مناطق معنية بالتوسع السياحي، وقال بشأنها المسؤول الأول على القطاع بوهران أنها في طريق الدراسة، ويتعلق الأمر بمداغ 1، مداغ 2، الرأس الأبيض، الأندلسيات، رأس فالكون وكريشتل، وفيما تعلق بالإجراءات التي ستتخذها الولاية تحضيرا لموسم الاصطياف القادم فأكد مدير السياحة أن الاتفاقيات الرسمية وقعت من قبل والي الولاية على أن تفتح الأظرفة الخاصة بحق امتياز الشواطئ يوم 25 مارس، كما أكد أن عمل لجان الدوائر ولجان البلديات الساحلية لا يتوقف، مع العلم أن وزير السياحة والصناعات التقليدية كشف عن بعض التحضيرات، منها انجاز مخيمات صيفية ذات امتياز وجودة على مستوى 14 ولاية سياحية ومخيم نموذجي بكل ولاية، وهذا من اجل تمرير رسالة «السياحة الشاطئية موسمية» حسب ما سجل على لسانه، مؤكدا على ضرورة تشجيع الاستثمارات الموسمية.
نوه رئيس المجلس الشعبي الولائي، عبد الحق كزتاني، في حديث ل«الشعب» بمساهمة القطاع الخاص في التنمية السياحة، لما تلعبه الاستثمارات الفندقية من دور محوري في الساحة الجزائرية، وأكد أن وهران تعمل في إطار التشاور المستمر حول القضايا التي تهم السياحة بما يساهم في التنمية السياحية في الجزائر. وتنفرد وهران بإمكانيات هائلة ترشحها لتتحول إلى عاصمة سياحية تضاهي دول حوض البحر الأبيض المتوسط، لاسيما وأن عدد السياح الذين قصدوا الولاية خلال موسم الاصطياف الماضي بلغ 14 مليون سائح، حسب المتحدث نفسه، وهي من المدن المتوسطية التي شهدت توسعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة انعكس بالإيجاب على الحركة السياحية والإقتصادية، كلها عوامل ومحفزات تؤكد على أهمية الإهتمام أكثر بتشجيع الوجهة نحو ولاية وهران التي تعد قطبا سياحيا، بما فيها المواقع السياحية والأثرية، وكانت وهران قد خصصت الموسم الفارط ما يزيد هن 30 مليار سنتيم للخط الساحلي وكل البلديات التي لها واجهة بحرية. ولا تزال الميزانية الخاصة بموسم الإصطياف المقبل في طور التسيير، ويسبقها حسب المتحدث دراسة علمية موضوعية تأخذ بعين الإعتبار مختلف النقائص والإنشغالات، والتحول تدريجيا من المطالب الكلاسيكية المتعلقة في مجملها بالشبكات من الطرقات والصرف الصحي والإنارة العمومية إلى فظاءات الاستقبال يقول رئيس المجلس الشعبي الولائي، وتسعى السلطات المحلية من خلال هذا الغلاف المالي إلى التحسين المستمر لهياكل استقبال المواطنين من خلال التنسيق الدائم مع اللجان المختصة وشركاء القطاع من الدرك والشرطة وغيرها من المؤسسات الفاعلة.
اتفاقيات شراكة لتكوين أكثر من 1800 شاب في 5 تخصصات
وتعتبر وهران أهم حظيرة فندقية في الجزائر، وتحصي اليوم 157 فندق و62 مشروعا ما بين فندق وقرية سياحية، من بينهم 16 مشروعا فاقت نسبة الأشغال على مستواه 50 في المائة، حسب المسؤول الأول على القطاع السياحي بعاصمة الغرب الجزائري، ويبقى التكوين الرهان الكبير الذي يرفعه القائمون على قطاع السياحة بوهران، بعد انتعاش السياحة الداخلية، وسيتخرج كمرحلة في إطار الإتفاقية المبرمة بين مديرية السياحة ومديرية التشغيل أكثر من 1800 شاب عبر 3 مراحل، انطلاقا من شهر مارس والثانية في جوان ثم سبتمبر، وهذا في 5 تخصصات متواجدة على مستوى مراكز التكوين المهني، نذكر منها الخبازة، الحلويات، عون استقبال، حلويات، طباخ وطباخ الجماعات. وفي نفس الصدد، قال مدير المعهد المتخصص في الفندقة والسياحة بالسانية في وهران، كمال أنور «لا سياحة بدون موارد بشرية»، وأكد أن المعهد يعمل على تدعيم القطاع بأكثر الإختصاصات طلبا منذ دخوله حيز الخدمة سنة 2008. وكشف ل»الشعب»، أنه المعهد الوحيد بالجهة الغربية في تكوين التقنيين السامين في تسيير وكالات السياحة والأسفار، وانطلق في العمل بالتخصص الأخير منذ سنتين، حيث تخرجت دفعة من 12 متربصا على أن تتخرج دفعة أخرى من 23 متربصا خلال شهر أفريل المقبل، كما أوضح المتحدث أن المعهد المتخصص بالسانية يوفر تكوين لفائدة المكونين بخبرة عالمية في إطار التعاون مع مؤسسات دولية تنشط في المجال، وتم منذ سنة 2008 تكوين أكثر من 1000 عامل، مع العلم أن مدة التكوين تتراوح حسب الشهادة الممنوحة من 12 إلى 18 شهرا فيما يخص الكفاءة المهنية، ويتحصل المتربص على مدار 24 شهر إلى 30 شهرا على شهادة تفني وتفني سامي في كل تخصصات الفندقة.
1200 حجز أولي لعطلة الربيع
وتبقى السياحة الداخلية وترقيتها، أحد رهانات الطبعة الثانية للورشة الدولية للسياحة بوهران، وعليه أبرمت الوكالة الوطنية للسياحة مجموعة من الإتفاقيات مع مصالح الخدمات الاجتماعية للعديد من المؤسسات الوطنية. حيث تعمل الوكالة، حسبما كشف عنه المدير العام في الورشة الدولية للسياحة المنظمة بوهران، سلاطني محمد شريف، على جلب أكبر عدد ممكن من السياح الأجانب والمواطنين الجزائريين للاستفادة من المؤهلات السياحية في إطار برنامج استراتيجي تسويقي عبر الوكالات السياحية التابعة للمؤسسة والتي يفوق عددها 30 وكالة سياحية، تعمل حاليا حسب المتحدث على تطوير السياحة فيما يخص العطل المدرسية سواء للشباب أو للعائلات السياحية، حيث سجلت الوكالة أكثر من 1200 حجز على المستوى الوطني في الفترة ما بين 20 مارس و5 أفريل من العطلة الربعية، فيما يخص الفنادق الصحراوية إلى الشمال الجزئري. وأكد المدير العام للوكالة الوطنية لتنمية السياحة، ندري نور الدين على أهمية ترقية الاستثمارات السياحية وتنويع العروض للوصول إلى مسعى ترقية وجهة الجزائر من خلال المشاريع الجاري تنفيذها، وأشار في سياق متصل إلى وجود 205 منطقة توسع سياحي على المستوى الوطني، أهمها على مستوى الساحل ومنها ولاية وهران، مؤكدا أن هاته المناطق ستكون محل استقطاب كل حاملي المشاريع، وأن الوكالة تعمل بالتنسيق مع كل الشركاء المحليين على مستوى مديريات السياحة الولاية على ذالك. معرض على مدار 3 أشهر كما حاورت «الشعب»، رئيس جمعية شمس للصناعات التقليدية والحرف، صفراوي رابحة، وقالت أنه يجري حاليا التحضير لتنظيم معرض على مدار ثلاثة أشهر فور انتهاء الورشة الدولية للسياحة بوهران بتاريخ 19 مارس، يقام في موبيلار بمشاركة الشباب الناشط في مجال الحرف والصناعات التقليدية والدعوة مفتوحة للجميع الراغبة في المشاركة، حسب المتحدث. وأكدت المتحدثة أنها التجربة الأولى من نوعها بالجهة الغربية، وترغب كجهة منظمة بأن تكون المشاركة القوية، مع العلم أن جمعية شمس الصناعات التقليدية والحرف شاركت في عدة معارض وطنية ودولية منذ تأسيسها سنة 2008، وتسعى الجمعية لبلوغ الوطنية بعدما فاق عدد المنخرطين بها 100 عضو عبر مختلف ولايات الوطن، فيما بلغ عددهم بوهران 900 حرفي وحرفية، وهي واحدة من المشاريع الممولة من قبل الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب سنة 1997، حيث تأسست أول مدرسة في المجال قبل أن تتوسع لتأخذ بعدا آخر، يطمح من خلاله أعضاء الجمعية للمساهمة الفعلية في تطوير هذا القطاع كمحفز للابتكار والابداع والتجديد وتلبية متطلبات رغبات السوق لما تلعبه من دور استراتيجي في عديد القطاعات.