أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، عن تعيين مانويل فالس، وزيرا أول خلفا لجون مارك آيروت، الذي قدم استقالته من رئاسة الحكومة الفرنسية، عقب تلقي الحزب الاشتراكي هزيمة قاسية في الانتخابات المحلية أمام اليمين المعارض. لم تفرز نتائج الانتخابات البلدية الفرنسية، استعادة التيار اليميني ريادة الساحة السياسية فحسب، حيث خلفت صدمة كبرى وسط الحزب الاشتراكي الحاكم الذي لم يدم تربعه على الساحة السياسية سوى سنتين، ونتيجة لهزيمته النكراء أمام اليمين الفرنسي، سارع رئيس الوزراء جون مارك ايروت، إلى تقديم استقالته بعد ظهيرة أمس، واقر أن النكسة تعتبر دلالة واضحة عن فشل الحكومة فخسارة 150 مدينة تقريبا، تعتبر دلالة واضحة على تدني شعبية الاشتراكيين وهي توقعات أكدتها منذ أشهر نتائج سبر الآراء التي أكدت أيضا على تدني شعبية الرئيس فرنسوا هولاند إلى مستوى قياسي. واعتبرت عديد الوسائل الإعلامية الفرنسية، النتائج المسجلة رسالة قوية لفرنسوا هولاند للاسراع في إعادة ترتيب بيت الاشتراكيين وإعادة النظر في عديد القضايا التي دفعت الفرنسيين إلى التصويت لصالح اليمين. الأسوأ في الانتخابات البلدية الأخيرة، ليس عودة اليمين إلى الواجهة، ولكن صعود اليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان، واحتل المرتبة الثالثة بعد مروره إلى الدور الثاني، ولم يعجب تقدم هذا التيار اليساريين واليمينيين على حد السواء، بالنظر إلى السياسة العنصرية التي ينتهجها. واستاءت الجالية المسلمة بفرنسا، من تنامي هذا التيار نظرا لما يشكله من خطر على حرياتهم، ورأوا في ذات الوقت أن الحزب اليساري لم يلتزم بما وعده أثناء توليه سدة الحكم. وعين ليلة أمس، الرئيس الفرنسي هولاند، وزير الداخلية مانويل فالس، خليفة لآيروت على رأس الوزارة الأولى، وبرر اختياراته في السنتين الماضيتين، بالوضعية الصعبة التي ورثها عن سابقه ساركوزي، أثناء سرده مهام فالس، قال "اخترت فالس لأنني أريد حكومة عمل" وانه يراهن عليه في تنفيذ عدد من الإجراءات الاقتصادية، تبدو في ظاهرها استباقية قبل موعد الرئاسيات المقبلة لاستعادة ثقة الفرنسيين.