دخل اتفاق الهدنة الإنسانية في قطاع غزة حيّز التنفيذ بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، بعد أن وافق الطرفان على طلب الأممالمتحدة وقف القتال لمدة 12 ساعة، كي يتسنّى نقل الجرحى وتقديم المساعدات للضحايا المدنيين، فيما تبقى جهود الدبوماسية الدولية مستمرة وحثيثة من أجل تمديد فترة إطلاق النار لأمد طويل، حيث احتضنت فرنسا، أمس، اجتماعا دوليا لبحث اتفاق نهائي لوقف الحرب. وقد بدأ سريان الهدنة الإنسانية في غزة، صباح أمس، الثامنة بالتوقيت المحلي إلى غاية الثامنة مساء، حيث نزل مئات الفلسطينيين إلى الشوارع لمعاينة الأضرار التي خلفها القصف العشوائي الكثيف الذي دام 19 يوما، فيما اشتغل البعض بالبحث عن التزود بالحاجات الغذائية. وقد التزمت جميع فصائل المقاومة باتفاق التهدئة، بحسب متحدث باسم حماس، بينما قالت متحدثة عسكرية إسرائيلية، إن قوات بلادها ستواصل خلال فترة الهدنة البحث عن الأنفاق التي يستخدمها المقاومون. وجاء الاتفاق على هدنة إنسانية لفترة قصيرة بعد إخفاق كيري في انتزاع تهدئة أطول تكون مرحلته الأولى أسبوعا وهو المقترح الذي وافقت عليه الجامعة العربية ورفضته إسرائيل. وقد أعلن كيري في مؤتمر صحفي بالقاهرة، جمعه مع الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للجامعة العربية ونظيره المصري شكري، عن إعلان هدنة لمدة أسبوع بمناسبة عيد الفطر المبارك كي تجتمع كل الأطراف لبحث وقف إطلاق النار وحل الأزمة. وذكر مصدر دبلوماسي فرنسي أن مسؤولين دبلوماسيين بحثوا، أمس، بباريس، التوصل لاتفاق وقف النار بغزة وذلك بمشاركة وزراء خارجية فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الاوروبي وتركيا وقطر ودعوا إلى تمديد فترة الهدنة. وفي هذا الإطار، أكد الناطق باسم حركة حماس، سامي أبو زهري، أن الاتصالات بالحركة مكثفة ومتواصلة لأجل وقف إطلاق النار والهدنة التي لا تكون إلا بضمان وقف العدوان ورفع الحصار، أي أن الاتفاق الذي تريده حماس وفصائل المقاومة يجب أن يكون مشرّفا، معتبرين نزع السلاح خط أحمر، كما أن القيادة الفلسطينية طالبت خلال اجتماع طارئ وبرئاسة محمود عباس، عقد الليلة قبل الماضية، بضرورة ان تلبي الأفكار التي جاءت في الهدنة التي تم طرحها، المطالب الوطنية الفلسطينية وليس تحقيق أهداف العدو.