من جهته، قدم المجاهد بالولاية التاريخية السادسة لخضر مزياني المدعو "لخضر ليشار"، أمس، في مداخلته بمنتدى "الشعب"، شهادته عن دور التسليح في الثورة مفيدا أن الأوراس هو المخزن الرئيسي للأسلحة من بقايا الحرب العالمية الثانية، والتي كانت تأتي من زريبة الواد، منوّها بالدور الذي قام به مناضلو الولاية السادسة التاريخية في جلب الأسلحة قائلا: "من ينكر جميل المنطقة هو جاحد لنضالها". أوضح المجاهد مزياني أن الأسلحة التي جمعها مناضلو الولاية السادسة وزعت على 54 مجاهد، وعلى مستوى خمسة مواقع، كما أن الأفواج كان لها دور في توفير الأسلحة وتوزيعها على المناطق المجاورة، مؤكدا أن الولاية السادسة التاريخية هي وليدة الولاية الأولى ابتداءا من بسكرة إلى بوسعادة،وهذا بناءا على قرار مؤتمر الصومام. وبصفته عسكري في جيش التحرير الوطني، أعطى تفاصيل للمعارك التي جرت بالمنطقة أين كان للشعب الجزائري دور كبير في دعمهم من خلال توفير المؤن الغذائية والألبسة، كما أن المناضلين كانوا نزهاء ومخلصين وقدموا الكثير للثورة، مشيرا إلى أن ملاح كان من المفروض أن يرأس الولاية السادسة التاريخية لكنه استشهد. وأضاف أن تنظيم بلونيس الخائن ضيّق على المنطقة، لكن بفضل سي الحواس الذي زار الولاية أواخر 1958، وكان يعرف مناضليه المخلصين أرسل فوجا من المجاهدين إلى الولاية لمواجهة تنظيم بلونيس المناوئ للثورة، وهذا بعد أن طلب الدعم من الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية لاسترجاع الولاية السادسة، حيث نجح مساعد سي الحواس العقيد محمد شعباني ومن كان معه من الرجال الأشاوس في هزيمة بلونيس واسترجاع الولاية. من جهته، أفاد المجاهد بلقاسم دبيبيش، أنه بعد مؤتمر الصومام كان هناك تنظيم قاعدي لجيش التحرير الوطني والمنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني والتي كانت تضم جوسسة الدرك، موضحا أن ما يسمى بالمجلس البلدي كان له رقم ويضم اللجنة الخماسية التي بدورها تتركب من أربعة أفراد ورئيس، وكذا عضو المكتب المالي، التجاري، مكتب الإصلاحات ثم رئيس الشرطة المكلف بجمع المال،هو ومساعديه. وبالمقابل، ثمّن الأمين الولائي للمجاهدين المدني بجاوي ما قامت به جريدة "الشعب" في التعريف بدور الولاية التاريخية السادسة إبان الثورة التحريرية، قائلا أن عنوان الملتقى الذي اختاره منتدى الجريدة مهم جدا، مستعرضا في تدخله المهام التي كلف بها خلال الثورة بذات الولاية. ونوّه المدني بجاوي بدور المناضلين في التموين، دون أن ينسى مساهمة الشعب الجزائري في تقديم الدعم المالي والمؤن الغذائية، وقال مدير المجاهدين بولاية بسكرة ماحي أن المتحف الجهوي للولاية منارة علمية تاريخية.