أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أن كتابة التاريخ عرفت دفعا في الآونة الأخيرة بفضل كتابة المذكرات وستساهم الشهادات التي جمعتها الوزارة الوصية المقدرة بحوالي 4 آلاف في تعزيز الكتابة لافتا إلى أن ما يوجد في الأرشيف الوطني كافي لكتابة تاريخ الثورة، وذهب وزير الشباب عبد القادر خمري في نفس الاتجاه، مؤكدا أن الاعتراف حق لن يسقط، أما تجريم الاستعمار فتكرسه كتابة التاريخ التي تعد ركيزة محور الاعتناء بالثورة الوارد ضمن برنامج رئيس الجمهورية ومخطط عمل الحكومة. وأفاد زيتوني لدى نزوله أمس، ضيفا على فوروم الإذاعة بمعية خمري، المخصص للاحتفالات المخلدة لستينية الثورة المجيدة، بأن الرهان اليوم ليس على الاعتذار، وإنما على كشف جرائم المستعمر من خلال تسليط الضوء عليها، كاشفا عن عقد ندوة دولية حول تجريم الاستعمار قريبا والتي تعد حسبه أحسن رسالة للرد على فرنسا من خلال تعرية ما قامت به وارتكبته من مجازر بشعة، وفي غضون ذلك تحدث عن طبع مليون ونصف نسخة من بيان أول نوفمبر ومن النشيد الوطني، وتوزيع نفس العدد من الرايات الوطنية على مستوى المؤسسات التربوية. وعلاوة على عمل الوزارة لجمع الأرشيف وكذا المادة الخام لكتابة التاريخ، تتواصل عملية فتح متاحف الذاكرة، فبعد متحف بن عكنون، تم تشييد متحف بقسنطينة يتزامن واختيارها عاصمة للثقافة العربية 2015، الذي يتضمن جناحا خاصا بالتاريخ في المنطقة وكذا المعارك التي وقعت على ترابها وأبطالها، على أن يتم فتح متاحف أخرى بوهران وورقلة، وبالموازاة مع ذلك تجري عملية مسح شامل للمعالم التاريخية ومراكز التعذيب والعمليات الفدائية وأماكن الاستشهاد، تضاف إلى الشهادات التي تناهز اليوم 4 آلاف شهادة. وبعد ما أكد أن الاختلاف الذي يحدث من حين لآخر بين المجاهدين ظاهرة صحية، جدد زيتوني الدعوة إلى التعجيل بجمع الشهادات مقرا بالتأخر المسجل، وأشار إلى أن الوصاية تقوم بالموازاة مع ذلك بنشاطات أخرى لا تقل أهمية بينها الأفلام المخصصة لسرد حياة وإنجازات أبطال الثورة التحريرية مفخرة الجزائر والجزائريين، حيث سيبث لأول مرة في نوفمبر الداخل فيلم كريم بلقاسم، على أن يبث فيلم عن البطل العقيد لطفي قبل انقضاء الشهر، على أن يتم الانطلاق في تصوير فيلم حول حياة البطل العربي بن مهيدي، كما سيتم تسليم 30 شريطا وثائقيا يتضمن شهادات إلى مؤسسة التلفزيون الجزائري من أجل بثها. ولدى تطرقه إلى مسألة الأرشيف الوطني، قال وزير المجاهدين بأن فرنسا لن تسلم أرشيفا يفضح جرائمها ويشهد عليها، رغم الاتفاق الموجود مع فرنسا بخصوصه، لكنه أكد بالمقابل أن ما يوجد من أرشيف في الجزائر كافي لكتابة تاريخ الثورة، مشيرا إلى أن الأولوية منحت للمعارك الكبرى والعمليات الفدائية والثورات الشعبية لتبليغ رسالة نوفمبر. وعرج الوزير الوصي، على قضية عضوية الأشخاص الذين شاركوا في الثورة في جبهة وجيش التحرير، مؤكدا أن العملية توقفت في العام 2002 بطلب من المنظمة الوطنية للمجاهدين، وأن المهمة تقع على لجان الاعتراف وليس على الوزارة. من جهته اعتبر وزير الشباب بأن «الثورة المظفرة كنز ثمين وارث كبير للشباب الجزائري ومرجعية أساسية لتحصين البلد، دور يقع على الشباب بعدما استشهد في سبيل استرجاع السيادة الوطنية مليون ونصف المليون شهيد وكذا بعدما سبل مجاهدون أنفسهم، أما بخصوص «اعتراف فرنسا بجرائمها فانه حق من حقوق الشعب الجزائري يأتي اليوم أو غدا ليس مشكلا، لاسيما وأن الغلبة في مثل هذه النزاعات تكون لصاحب الحق»، جازما بأن «توسع الديمقراطية وحقوق الإنسان ستضغطان على فرنسا إن آجلا أم عاجلا وتحملها على الاعتراف». ولم يفوت خمري الفرصة، ليوضح بأن انعقاد ندوة اجتماعية واقتصادية للشباب الأولى في سلسلة الندوات المبرمجة في إطار سياسة الوصاية القائمة على تجنب البيروقراطية من خلال الاتصال المباشر بالشباب والاستماع لانشغالاته وليس لما تخطط له الإدارة، والى ذلك سيتم فتح نقاش في البرلمان، أما بالنسبة لقناة الشباب، فقد سجلت في برنامج الحكومة وتم تحضير مرسوم تنفيذي يوجد على طاولة الوزير الأول، كما أنجزت دراسة أولية.