تتواصل بدار الثقافة “مبارك الميلي” لمدينة ميلة فعاليات الطبعة العاشرة للمهرجان الثقافي الوطني للعيساوة تحت شعار “البعد العربي للفن العيساوى”. وقد أشرف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي على افتتاح هذه الطبعة، مساء الأحد، بحضور والي الولاية ووفد من وزارة الثقافة لسلطنة عمان إلى جانب شيخ الطريقة الجازولية السيد عبد الكريم الجازولي، وكذا جموع من المدعوين ومحبي هذا الفن التراثي الثري. واعتبر وزير الثقافة لدى إعطائه إشارة انطلاق المهرجان أن الفن العيساوي “ليس مجرد فن كسائر الفنون وإنما هو ذهاب بعيد في التعاطي مع الجانب الروحي” وكذا “تجسيد لفقه العلاقة بين الإنسان وربه”. كما ثمن السيد ميهوبي الدور الكبير الذي لعبته الزوايا الصوفية ومنها الطريقة العيساوية في الجزائر في مجال الحفاظ على الشخصية الوطنية. ودعا وزير الثقافة في كلمته إلى “تحسين جانب الاحترافية في التنظيم والأداء” قصد تحقيق النجاعة. ولم يمانع ميهوبي من استقدام فرق عربية خلال الطبعات القادمة للمهرجان، الذي حث على تدوين وتوثيق ما يقدم فيه من ندوات فكرية ثمن عقدها في هذه الفعاليات. وتميز افتتاح المهرجان بتكريم شيخين للطريقة العيساوية من تلمسان وعنابة كما كرم والي الولاية مدني فواتيح عبد الرحمان وزير الثقافة على “أعماله المتميزة لفائدة ترقية الثقافة الجزائرية والإبداع”. ويشارك في هذه الطبعة من مهرجان العيساوة بميلة 15 فرقة من 14 ولاية من الوطن كما سيشهد تنظيم 3 ندوات فكرية بمقر الإذاعة المحلية. .. ويؤكد على إسناد ترميم المعالم التاريخية لمؤسسات أشغال متخصصة شدّد وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، بفرجيوة بولاية ميلة، على أهمية إسناد مشاريع ترميم وإعادة تأهيل المعالم الأثرية والتاريخية عبر الوطن لمؤسسات إنجاز متخصصة ومؤهلة. وأضاف الوزير لدى معاينته المعلم التاريخي قصر الأغا بمدينة فرجيوة في إطار زيارة يقوم بها إلى ولاية ميلة بأن هذه الإجراءات تستهدف تفادي تشويه هذه المعالم وطمس قيمتها بفعل تدخل مؤسسات غير مؤهلة. وسيكون معلم قصر الأغا الذي يعود للقرن ال19 محل عملية تقضي بإعادة تأهيله بقيمة 140 مليون د.ج بعد أن تعثرت جراء عدم جدوى مناقصتين مفتوحتين. وبميلة العتيقة التي أعلنت سنة 2006 قطاعا محفوظا، تلقى الوزير شروحا إضافية حول دراسات جارية من أجل إعادة تأهيل المدينة القديمة كما زار المعلم التاريخي لمسجد سيدي غانم الذي يعتبره مؤرخون أول مسجد يفتح في الجزائر سنة 59 للهجرة. وبعين المكان، أكد الوزير على ضرورة أن يحظى هذا المعلم ب«عناية خاصة” بالنظر إلى قيمته التاريخية الكبيرة، مشيرا إلى أن الجزائر تشهد حاليا تنفيذ مشاريع كثيرة لحفظ وصيانة المعالم التاريخية والأثرية منها “مشروع القرن” بالقصبة (الجزائر العاصمة) وكذا أكثر من 30 مشروعا بقسنطينة ومشاريع كبرى أخرى بكل من وهران والعديد من مناطق البلاد. وعبّر ميهوبي عن استيائه لقلة عدد المؤسسات المختصة وكذا المهندسين المختصين في مجال صيانة المعالم الأثرية.