أبدى العفاني صالح والي معسكر، استياءه الشديد حيال ما وصفه بتبذير المال العام. وانتقد هذه الوضعية لدى وقوفه في زيارة ميدانية قادته إلى بلديات دائرة عقاز، أمس الأول، عاين خلالها مختلف مشاريع القطاعات، تأتي التربية على رأسها. استياء الوالي جاء أيضا خلال تفقده لمطعم مدرسي أنجز بمبلغ 800 مليون دينار، فيما لم تنطبق عملية تجهيزه والمواصفات المطلوبة، حيث قال العفاني صالح إن المبلغ المرصود كان سيمكن من إنجاز مطعمين مدرسيين، في حين تواصلت موجة غضب المسؤول لدى معاينته الثانوية الجديدة بالعلايمية والتي تتسع ل800 مقعد، فيما التحق بها قبل يومين 69 تلميذا فقط، على أساس التباين الذي يطرحه شغور المؤسسة الحاد وكذا الاكتظاظ الذي تعرفه عدة مرافق تربوية بالمنطقة جعلها تعتمد نظام العمل بالدوامين، قرر الوالي استغلال أقسام الثانوية الجديدة لتدريس أبناء قرية الملح الذين يتنقلون للدراسة إلى ولاية وهران في بطيوة، ويبلغ عددهم حوالي 80 تلميذا في طور المتوسط، لجأت سلطات البلدية إلى توفير النقل المدرسي لهم لتدارك عجز متوسطة العلايمية في احتوائهم. من جهته تفاجأ الوالي، خلال اجتماع تنفيذي موسع ومفتوح على المجتمع المدني بعد زيارته الميدانية، حيال تناقض تصريحات مدير التربية لمعسكر المتضمنة عدم وجود مشكل اكتظاظ بمدارس العلايمية ورأس العين عميروش في دائرة عقاز، وتصريحات رؤساء بلديات هذه المناطق بالقول، إن مشكل الاكتظاظ مطروح بحدة، جعل مدير إحدى المدارس يتخلى عن مكتبه لفائدة أحد الأفواج التربوية في قرية القنانزة. كما كشف هؤلاء عن استغلال الحجرات البيداغوجية في بعض المدارس في الطبخ والإطعام. في انتظار إيجاد حلول مدروسة لمشاكل التلاميذ في بلديتي العلايمية وعين عميروش، أمر الوالي العفاني صالح، من جهة أخرى، بالتكفل الصحي بتلميذتين من مدرسة سيدي بوعجمي، إحداهما مصابة بعاهة خِلقية على مستوى اليد اليسرى والأخرى تعرّضت لحادث في الوسط المدرسي أدى إلى فقدانها بصرها. في شق آخر، دعا العفاني صالح رؤساء بلديات عقاز إلى حسن التدبير وتحسين مداخيل بلدياتهم الفقيرة من خلال استحداث مناطق للنشاط الصناعي بالمنطقة التي تتوافر على آلاف الهكتارات من الأراضي غير الصالحة للزراعة وذات الموقع الاستراتيجي الهام، من حيث قربها من الطريق السيار وشبكة الطرق والموانئ.