صدر مؤخرا عن محافظة المهرجان الوطني للمسرح المحترف كتاب بعنوان ''المسرح والمحيط الاجتماعي التأثير والتأثر''، حيث عرج فيه الأستاذ عبد الناصر خلاف على وقائع الملتقى العلمي الموازي للمهرجان الوطني للمسرح المحترف في 27 ماي 2008 الذي دام ثلاثة أيام. وتقوم مواضيع الكتاب على ثلاثة محاور أساسية حيث عالج المحور الأول موضوعا مهما ألا وهو''المسرح الجواري والمؤسسات الثقافية والشبانية''، وضم العديد من المداخلات التي تدور حوله منها مداخلة الأستاذة نوال طامر من جامعة وهران، التي أبرزت جدلية أن المسرح تجربة إنسانية يتخذ أعظم قيمة بوصفه كاشفا وجوديا ديالكتيكيا، وفي نفس الوقت طرحا اجتماعيا فهو مرتبط بعالم كامل من المؤسسات واللغة والعرف والدين وهو يحمل المتناقضات، أي المسرح كونه مغلق في سمته الكتابية الإبداعية توالد لأنه لم ينبثق من العدم، كما طرح عصام اليوسفي من المغرب تساؤلات مرتبطة بتجربة المسرح خارج الأسوار وربط هذه الأسئلة بالفضاء العام والجمهور، وهل يمكن اعتبار المسرح الجواري مسرح الساحة؟، كما طرح الدوافع والشروط التي يجب عليها مواكبة هذا المسرح، وعرج حافظ جديدي على بانوراما المسرح الجواري بتونس، فضمنه قراءة لهيكلة التنظيم المسرحي في الوطن العربي يكون فيها لقطاع دون سواه دور محوري وللقطاعات الأخرى أدوار ثانوية، كما ذكر أنواع المسارح الثقافية، المسرح الجامعي بأشكاله المعرفية النظرية والأكاديمية التطبيقية. كما عالج المحور الثاني موضوع ''المسرح والمنظومة التربوية'' وقدمه الأستاذ إبراهيم نوال بسؤال وإجابة مفادها أن نوع المسرح الذي يوجه للطفل هو نفسه الموجه للكبار لكن بأكثر جدية، وتخللت هذا المحور عدة مداخلات لرغداء مارديني من سوريا حول المؤسسة المسرحية والمشروع الثقافي، نادر القنة من فلسطين وتمحور المقال الموسم باسمه حول منطلقات المسرح البيداغوجي في ظل إستراتيجية السياسات التعليمية العربية، أما أنوار محمد من سوريا فركز على موضوع المسرح أثاره على المنظومة التربوية العربية، وتطرق الدكتور المصري عمرو دوارة إلى المسرح والمنظومة التعليمية فقدم نظرة تاريخية حول مسرح الأطفال منذ مراحله الأولى، لينتقل للحديث عن المسرح المدرسي بمصر والتأثير الايجابي للفن المسرحي من خلال غرسه للقيم النبيلة وتنمية الإحساس بالجمال. ونصل في المحور الثالث وموضوع''المسرح والجامعة'' ومن خلال المداخلات التي احتواها نكتشف العلاقة الوطيدة والعميقة بين المسرح والجامعة، فالجامعة هي المكان المثالي الذي يتم فيه التنظير للفعل والحراك المسرحي، ويفتح لخضر منصوري من الجزائر قضية التكوين المسرحي الجامعي بالجزائر، داعيا لدخول المسرح الجامعي بالجزائر من الباب الواسع، ليقدم بعدها بطاقة فنية عن قيم الفنون الدرامية لجامعة وهران، أما وطفاء حمادي من لبنان فكتبت مناهج التدريس في كليات ومعاهد الفنون الخاصة الرسمية في لبنان وبعدها التنموي والنفعي، وكذا الكشف عن كيفية العمل على تحسين مستواه الفني والأكاديمي في ظل التطورات التقنية وظهور ما يسمى بالفن التكنولوجي.