نظّمت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية جيجل تحت الرعاية السامية لمعالي وزير الشؤون الدينية والأوقاف، والسيد والي ولاية جيجل، يومي 29و 30 ديسمبر ملتقا وطنيا حول العلامة الداعية المجاهد محمد الصالح بن عتيق بمشاركة باحثين وأستاذة في المجال الديني والتاريخي أين تم التسليط الضوء على حياته وتكوينه وقراءة في كتابه (أحداث ومواقف). وقد احتضنت دار القرآن وعلوم الدين الميلية الحدث في يومه الأول، لتتواصل أشغال الملتقى بقاعة الحي الإداري جيجل. وأكّد السيد عبد اللطيف سفيان رئيس الجلسة العلمية ل «الشعب»، بأن الملتقى جاء للتعريف بشخصية الشيخ ابن عتيق وسيرته وآثاره، كما تمّ تقديم أحدث المناهج العلمية التي خلص إليها البحث في الإعلام، وبتوضيح العلاقة بين النضالين الإصلاحي والعسكري في الثورة التحريرية إلى تحليل أبعاد هذه الشخصية. وناقش ذات المتحدث في مداخلته التي جاءت حول الشيخ بن عتيق وشيوخ عصره..دراسة في العلاقة، ليتحدث فيها عن تموضع جهود ابن عتيق بين علماء عصره،وجهود التنسيق بينهم في رسم معالم الحركة الإصلاحية. ووضح الأستاذ خالد بوغزال من مديرية الشؤون الدينية بميلة في مداخلته إلى حياة الشيخ ابن عتيق ورحلاته في مختلف أقطار الجزائر من الميلية إلى بني عباس إلى فرنسا إلى برج بوعريريج إلى تيهرت إلى سكيكدة إلى البليدة، وجهوده العبقرية في الإصلاح ومحاربة الخرافة. ومن جهتها، تطرقت الأستاذة مريم مالكي من جامعة قسنطينة إلى العوامل المساهمة في تكوين الشيخ ابن عتيق منذ خروجه هاربا من الفقر واليتم إلى تكوينه بزاوية بورصاص الطيبية وزاوية الخنق الحنصالية وزاوية ابن زقوطة الرحمانية إلى دروس الشيخ ابن الظريف الميلي إلى دروس الشيخ مبارك الميلي إلى دراسته بالجامع الأخضر على ابن باديس ثم ذهابه إلى الزيتونة وعودته من هناك عالما. وتناولت الأستاذة صفية حيمر من جامعة قسنطينة دور ابن عتيق في بناء المدارس الحرة للتعليم العربي في كل مكان حل به، ولا سيما بمنطقة الميلية ولاية جيجل من خلال تأسيسه بمساعدة أعراب بن يوسف ومحمد خطاب الفرقاني في تأسيس مدرسة التهذيب بداية من عام 1941 م، ثم مدرسة محمد خطاب التي هي فرع لمعهد ابن باديس أشرف على افتتاحه الشيخ الإبراهيمي وثلة من علماء الجمعية عام 1950. ومن جانب آخر، جاء الأستاذ حسين بوبيدي من جامعة قسنطينة، الذي اشتغل على الطرائق المنهجية في التعامل مع كتب المذكرات الشخصية وأهميتها في الكتابة التاريخية واستقاء المعلومات القيمة، منبها إلى قضية موضعة الشخصيات والأحداث في سياقها الزمني مطبقا على كتاب ابن عتيق (أحداث ومواقف) دراسة إحصائية. لتنطلق الجلسة الثانية بحضور ضيف الجلسة رفيق نضال الشيخ في المعتقلات المجاهد عبد العزيز بكة أين تحدث بفصاحة بالغة عن مآثر الشيخ في المعتقلات، وبعد الاستقلال بوصفه قريبا من الحي الذي كان يسكن فيه. وفي السياق، عمل الأستاذ عبد الكريم سناني (مفتش رئيسي) على قضية دور ابن عتيق في الحفاظ على الهوية الجزائرية من خلال الحفاظ على اللغة العربية، وقد أبرز براعة الشيخ في فن الخطابة وتقنيات الإقناع ، كما أوضح الأستاذ لزهاري من ثانوية الونزة بتبسة باب القيم الأخلاقية في حياة ابن عتيق وعبقريته الفريدة في العمل الإصلاحي في مناطق كان يسودها الجهل والعصبية. وتحدّث الأستاذ رمضان أولاد بلة من جامعة أدرارعن جهود الشيخ ابن عتيق في قضية توحيد المذهب في الجزائر، ليختتم الملتقى بتكريم بعض تلاميذ الشيخ من المجاهدين، ويكرم فيها عائلة الشيخ ممثلة في شخص ابنه خالد هيدوق بن عتيق.