تؤكد المؤشرات التي عرضها مختصون وممثلو هيئات رسمية في المجال البيئي أن واقع الأخير لا يعكس تماما الأغلفة المالية المرصودة من قبل السلطات العمومية لدعم المجال، حيث أن الواقع لا يترجم ذلك انطلاقا من المشاهد غير المسؤولة في الحياة اليومية جرّاء تراكم النفايات اليومية في الشوارع والطرقات العامة. في هذا الصدد كشف أمس ل “الشعب” رئيس المعهد الوطني للتكوينات البيئية وحيد تشاتشي أن المعهد قام بتكوين 12 ألف عون وإطار على المستوى الوطني في مختلف التكوينات المبرمجة لاسيما تسيير النفايات الذي يعد الملف الأكثر أهمية في الجانب البيئي. وكشف تشاتشي على هامش يوم إعلامي نظمه المعهد أمس حول التربية البيئية في المحيط المدرسي، أن المؤسسات الرسمية على المستوى المحلي لا تولي أهمية بالغة للتكوين المقدم، وهو ما تؤكده النتائج غير المجدية على أرض الواقع، متأسفا على هذا السلوك رغم الأولوية التي يحضى بها قطاع البيئة في الوزارة الوصية، مشيرا أن التحديات الاقتصادية الحالية تحتم علينا التوجه إلى الاقتصاد الأخضر من خلال الاستثمار في النفايات التي أصبحت اليوم ثروة خلاقة لمناصب الشغل حسب المتحدث، إلا أن الاهتمام بها في بلادنا لا يطمئن وفق النتائج الملاحظة. وأفاد المتحدث أن المعهد الوطني لتكوينات البيئة قام بتكوين 4 آلاف عون تابعين للجماعات المحلية أغلبيتهم في الجزائر العاصمة، وذلك ضمن مشروع الجزائر البيضاء، مؤكدا أن المعهد يواجه صعوبة كبيرة في إقناع المؤسسات بضرورة التكوين للتسيير الحسن للنفايات والحفاظ على البيئة. من جهتها أوضحت ممثلة وزارة التربية الوطنية آسيا عثماني في مداخلتها ضمن اليوم الإعلامي أن قطاع التربية يعمل بالدرجة الأولى على مرافقة النوادي الخضراء البالغ عددها 2276 ناد تنشط عبر المؤسسات التربوية، مؤكدة أن القطاع استفاد من أرصدة مالية هامة للاهتمام بالبيئة. وأشارت عثماني أن أزيد من 14 ألف مربي استفادوا من تكوين في المجال البيئي، فضلا عن إنشاء نوادي بيئية عبر كل الأطوار التعليمية، حيث يوجد 5 آلاف ناد في المستوى الابتدائي و ألفين في المتوسط و800 ناد في المستوى الثانوي، مشيرة إلى استحداث المنتدى الوطني للنوادي البيئية خلال هذه السنة. بدوره أكد ممثل ولاية الجزائر أن مصالح العاصمة صرفت مبلغ 800 مليار سنتيم خلال السداسي الأول من سنة 2014 فقط لقطاع البيئة، وتوظيف 4 آلاف عون نظافة مؤخرا في إطار مشروع الجزائر البيضاء، إلا أن الملاحظ على أرض الواقع أن المعطيات لا تمت للنتائج بصلة وهو ما طرحه مختصون في نقاشهم ضمن أشغال اليوم الإعلامي، حيث عبروا عن تأسفهم لانتشار النفايات في الساحات والأماكن العمومية، حيث حمل البعض المسؤولية للمواطن وحمله آخرون للجماعات المحلية جرّاء تقاعسها في تسيير ملف البيئة رغم المبالغ المالية المرصودة للقطاع سواء من طرف وزارة الموارد المائية والبيئة أو وزارة الداخلية والجماعات.