تفقد القضية الصحراوية في رحيل محمد عبد العزيز، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو وأول رئيس للجمهورية العربية الصحراوية - التي تأسست سنة 1976 - أحد رموز المقاومة المسلحة والنضال السلمي من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي، الذي عرف بفضل حنكته السياسية كيف يتفادى كل الاستفزازات المغربية الرامية إلى جرّ المقاومة الصحراوية إلى الحرب بهدف إجهاض وتيرة المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة. التاريخ سيشهد للرئيس الشهيد محمد عبد العزيز، أنه لم يكن يوما رجل الفنادق والصالونات، حيث فضل العيش إلى جانب شعبه الصامد في الأراضي المحررة وفي مخيمات تندوف عيشة البساطة والبداوة، شأنه شأن كل المواطنين الصحراويين وهذا عكس الكثير من وجوه المقاومة الذين يعيشون بعيدا عن واقع شعوبهم وهمومهم. لم يكتب لهذا الرجل من الرعيل الأول من المجاهدين الصحراويين، أن يشهد تحقيق الحلم الذي عاش من أجله ومات على عهده وهو تحرير الأراضي الصحراوية من الاستعمار، في الوقت الذي تشهد فيه القضية الصحراوية مرحلة حاسمة في تاريخها بعد التطورات الإيجابية منذ الزيارة الأخيرة للأمين العام الأممي السيد بان كي مون ودعوته إلى إطلاق مفاوضات جدية بين البوليساريو والمغرب لإنهاء مأساة شعب عمرها 40 سنة. يذكرنا الرئيس الراحل محمد عبد العزيز، بالشهيد ياسر عرفات، فكلاهما حمل همّ شعبه وكلاهما ناضل بالسلاح والبندقية وكلاهما واصل النضال ولوح بغصن الزيتون ومد يد السلام دون التخلي عن بندقيته وسلاحه وهذا شأن الأحرار، يسالمون ولا يستسلمون. الأكيد أن رحيل الرئيس محمد عبد العزيز، الذي يعتبر أحد رموز النضال الصحراوي، سيزيد من عزيمة هذا الشعب الصحراوي على مواصلة الصمود والمقاومة من أجل تحقيق النصر وافتكاك حقه المشروع في تقرير مصيره.