يتجدّد اليوم الموعد مع المناسبات الهامة بالنسبة لملعب مصطفى تشاكر، الذي تعوّدنا على متابعة مباريات القمة بأرضيته مع المنتخب الوطني أو الفرق الجزائرية التي تشارك في المنافسات القارية، حيث سيحتضن مواجهة مثيرة تتعلق بذهاب نهائي كأس الكونفيدرالية الإفريقية الذي سيجمع بين فريق مولودية بجاية ونادي تي بي مازمبي الكونغولي. السّهر على تحسين الأرضية ويسعى المسؤولون إلى أن يكون الملعب اليوم على موعد من أجل الفرجة مثلما كان عليه الحال في المرات الماضية بعدما قاموا بكل الترتيبات اللازمة من جميع النواحي لتسهيل المهمة أمام عناصر مولودية بجاية حتى يتمكنون من تقديم أداء جيد وفي المستوى للخروج بنتيجة الفوز، ولهذا فإن التركيز لم يقتصر على أرضية الميدان وزيادة على ذلك قاموا بتنظيم عملية بيع التذاكر الخاصة بالمواجهة للسماح بالجماهير الراغبة في التحاق بالمدرجات من أجل الدخول من دون أي عراقيل. إضافة إلى ضمان الجانب الأمني قبل، أثناء وبعد نهاية المواجهة الكبيرة التي ستكون فرجة حقيقية داخل وخارج الميدان، ويكون ذلك بالتعاون مع مسؤولي ملعب تشاكر، الذين أصبحوا يملكون الخبرة والتجربة اللازمة التي تؤهلهم للتحكم في الأمور كما يجب بما أن هذا المعلم الرياضي أصبح شاهدا على كل الانتصارات القارية للكرة الجزائرية في السنوات الأخيرة ما جعل الجمهور الجزائري يتعود عليه. وبالتالي فإنّ الأمور مضبوطة من كل الجوانب التنظيمية بتشاكر، الذي يعتبر ملعب الحظ لأننا لم نسجل أي هزيمة للنوادي الجزائرية به منذ سنة 2008. المنتخب الوطني لم ينهزم منذ عام 2002 وبالعودة إلى المواجهات التي لعبت بميدان تشاكر، كانت البداية مع الفريق الوطني الذي فاز بأول لقاء له لعبه بهذه الأرضية تلك التي جمعته مع نظيره الكونغولي بتاريخ 28 فيفري 2002 بقيادة المدرب عبد الحميد زوبا، في حين كانت الانطلاقة الحقيقية مع عهد الانتصارات بهذا الملعب خلال التصفيات المزدوجة المؤهلة لكان ومونديال 2010 عندما حقق نتائج رائعة بداية من المواجهة التي سحق بها منتخب ليبيريا بنتيجة 3 أهداف دون مقابل بتاريخ 6 جوان 2008 وفي ال 20 من نفس الشهر تفوق أشبال المدرب السابق سعدان على نظيرهم الغامبي بهدف نظيف. وتواصلت سلسلة النتائج الإيجابية بالنسبة للخضر بمدينة الورود التي كانت مسرح تدشين عهد جديد الانتصارات أعادت الكرة الجزائرية إلى الواجهة بعد مرحلة الفراغ التي أدخلتها في نفق مظلم لفترة طويلة، حيث تمكّن زملاء عنتر يحيى من تحقيق الفوز أمام منتخب السنغال في ثالث مواجهة رسمية لهم بتشاكر، والتي انتهت بنتيجة 3 مقابل 2 وفي الدور الثالث كانت المواجهة الأكثر إثارة ومتابعة من الشارع الرياضي الجزائري والعربي تلك التي جمعتنا مع المنتخب المصري والتي فاز بها زملاء مطمور بثلاثية كاملة مقابل هدف يوم 7 جوان 2009، ومن هنا كانت الانطلاقة الحقيقية من أجل اللعب على التواجد ضمن المونديال و المنافسة القارية معا. وفاق سطيف يفوز باللّقب القاري عام 2014 وبعد نجاح الخضر في التأهل لكأس إفريقيا وكأس العالم 2010 بملعب مصطفى تشاكر، فضّل لاعبو المنتخب الوطني في مواصلة اللعب بهذا الميدان لأنهم وجدوا راحتهم هناك وتعوّدوا عليه وعلى الجمهور الرائع الذي ساندهم في كل المواجهات الرسمية والودية ولم تتغيّر الأمور لأن أشبال المدرب هاليلوزيتش تمكّنوا من التأهل بعدها إلى المنافسة القارية 2013 ومونديال البرازيل 2014، إضافة إلى تتويج فريق وفاق سطيف بأغلى لقب قاري، والأمر يتعلق بكأس رابطة أبطال إفريقيا لأول مرة في نسختها الحالية، وكان ذلك خلال المواجهة التي جمعته مع نادي فيتا كلوب الكونغولي في نوفمبر 2014. وبهذا نجد أن ملعب تشاكر أصبح يرمز لتألق الكرة الجزائرية بالنسبة للفريق الوطني، وكذا الأندية التي تتنافس في مختلف المسابقات القارية لأننا لم نسجل أي هزيمة، ومولودية بجاية على موعد اليوم من أجل مواصلة سلسلة الانتصارات من خلال الإطاحة بنادي تي بي مازمبي الكونغولي.