التاريخ النضالي لأحمد بن بلة في ذكرى ميلاده المئوية ينتظر أن تشارك عدة شخصيات من داخل وخارج الوطن، في الملتقى الدولي حول “بن بلة في بعديه الوطني والدولي”، الذي سيفتتح، اليوم، بقصر الثقافة لتلمسان، إحياء للذكرى المئوية لميلاد الرئيس الأول للجزائر المستقلة، بحسب ما علم لدى مصالح الولاية. يرمي هذا اللقاء، الذي تنظمه على مدار يومين جامعة “أبي بكر بلقايد” بتلمسان، بالتنسيق مع الولايةر إلى إبراز التاريخ النضالي للرئيس السابق الراحل أحمد بن بلة وإسهاماته في الحركة الوطنية والثورة التحريرية المجيدة، مع تسليط الضوء على مكانته العالمية وجهوده السياسية والفكرية والإنسانية على مستوى مختلف الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية. في هذا الصدد، سيتطرق الدكتور مصطفى نويصر، من جامعة الجزائر-2، إلى المسار النضالي لأحمد بن بلة (1949-1956)، من خلال بعض المذكرات والشهادات الجزائرية والعربية، قبل أن يعود الأستاذ ترامور كيمينور، من جامعة كويمبرا (البرتغال)، إلى عملية القرصنة الجوية التي تعرض لها الزعماء الخمسة لجبهة التحرير الوطني وطريقة اختطافهم في أكتوبر 1956 واعتقالهم من طرف القوات الفرنسية. وبعد محاضرة للدبلوماسي السابق عثمان سعدي، الذي سيتحدث عن بن بلة “كما عرفه”، سيتدخل الأستاذ معن بشور من بيروت (لبنان)، ليتناول “الزيارة التاريخية لبن بلة إلى لبنان سنة 1997”. على أن يقدم عمر كارلي من جامعة باريس-7 (فرنسا)، مداخلة حول “بن بلة والصراعات الداخلية”. أما البعد الدولي للرئيس السابق للجزائر، فسيستعرضه الأستاذ مارتان إيفانس من جامعة سويسيكس (المملكة المتحدة)، من خلال محاضرته: “بن بلة السياسي الدولي 1945-1965”. يذكر، أن الملتقى يتمحور حول عدة مواضيع، على غرار “مولد ومنشأ وتكوين أحمد بن بلة” و«الجزائر في نضاله من تحضير الثورة وإمدادها بالأسلحة إلى الاختطاف” و«بن بلة الرئيس في ظل الجزائر المستقلة وصياغة دستورها والتأكيد على مبدإ سيادتها” و«بعده العالمي وإسهاماته في حركات السلم والتحرر وإرساء القيم الإنسانية بالعالم”. وإلى جانب هذا اللقاء، سيتم تنظيم، بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد هذه الشخصية التاريخية، معرض للصور وتدشين نصب تذكاري مخلد لأحمد بن بلة ومكتبة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية وإطلاق عليها اسمه. كما سيتم تكريم ابنته والفائزين في مسابقة حول أحسن كتاب عن حياة أحمد بن بلة وأحسن بحث علمي حول مسيرته ونضاله، بحسب ما علم لدى لجنة التنظيم. للتذكير، فإن أحمد بن بلة، الذي ولد بمدينة مغنية (تلمسان) في 25 ديسمبر 1916، يعد من مؤسسي جبهة التحرير الوطني وعنصرا فعالا في اندلاع الثورة التحريرية المظفرة، قبل أن يسجن بفرنسا رفقة مجموعة من زعماء الثورة الذين تم اختطافهم بعد تحويل طائرتهم من طرف القوات الجوية الفرنسية في 20 أكتوبر 1956 ولبث في السجن إلى غاية الاستقلال. وقد صار أول رئيس للجزائر المستقلة إلى غاية سنة 1965. وظل بعدها مرتبطا بقضايا الأمة الجزائرية وداعما للقضايا العادلة عبر العالم، الشيء الذي جعله يحظى بالتقدير على الصعيدين الإقليمي والعالمي، إلى أن وافته المنية في 11 أفريل 2012 بالجزائر العاصمة.