ميهوبي: التزام بحماية حقوق الفنانين والإبداع المرسخ للهوية الثقافية شهد قصر الثقافة مفدي زكريا، سهرة أمس الأول الخميس، حفل توزيع حقوق فناني الأداء والفنانين المنتجين المحليين، نظمه الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وحضره الوزير الأول عبد المالك سلال وعدد من أعضاء الطاقم الحكومي وجمع غفير من الفنانين الجزائريين. يأتي هذا الحفل احتفاءً بتوزيع 600 مليون دينار جزائري على أكثر من 2600 مستفيد من أصحاب الحقوق المجاورة، بمن في ذلك 140 من ورثة الفنانين المتوفين. حضر الحفل جمع من ألمع نجوم الفن الجزائري، في الأغنية والسينما ومختلف فنون الأداء، على غرار الحاج رابح درياسة، الفنان إيدير، لونيس آيت منغلات، حمدي بناني، الشاب مامي، حسنة البشارية، عبد الله المناعي، عبد القادر شاعو، فريدة صابونجي، وغيرهم من النخبة الفنية الجزائرية. ضمان لحقوق تشجيع الاستثمار في الثقافة في كلمة ألقاها بهذه المناسبة، قال وزير الثقافة عزالدين ميهوبي إن هذا الحفل الرمزي، الذي دأبت عليه مؤسسة الديوان الوطني لحقوق المؤلف، يأتي تكريما وتثمينا لأداء الفنانين الجزائريين في شتى فنون الأداء. كما أن هذا الحفل التكريمي، يقول الوزير، يعود بنا إلى ما أنجزناه السنة المنقضية 2016، لنتوقف عند أهم محطاتها، «نستذكر من غيّبهم الموت عنا من رجالات الفن والثقافة ونترحم عليهم ونخلد مآثرهم ونبدي في آن واحد عرفاننا وتقديرنا لمثقفينا وفنانينا ونجدد التزامنا لتشجيعهم وحماية حقوقهم المادية والمعنوية». وأضاف الوزير، أن الدولة الجزائرية «دأبت، منذ السنوات الأولى للاستقلال، على تشجيع إنتاج ونشر الإبداع الثقافي على نحو يسمح بترسيخ مكونات الهوية الثقافية الوطنية الجزائرية. وقد تعززت هذه بصورة أعمق في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة راعي الثقافة والإبداع والفن في بلادنا». ولتحقيق ذلك، وضعت الدولة منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، الآليات القانونية الملائمة لحماية حقوق المؤلفين، يقول ميهوبي؛ آليات توسعت سنة 1997 لتشمل الحقوق عن النسخة الخاصة. ومنذ ذلك الوقت قطعت الإدارة الجماعية للحقوق المجاورة أشواطا بعيدة، فاق فيها عدد الفنانين المؤدين المسجلين بديوان حقوق المؤلف 6 آلاف فنان وتجاوز عدد منتجي التسجيلات السمعية والسمعية البصرية 200 عضو، وتنامت المبالغ المالية الموزعة بشكل متناسب مع حقوق البث الإذاعي والتلفزي العمومي. والسبب وراء ذلك، بحسب ذات الوزير، هو دعم الحكومة والتزامها بالرفع التدريجي لهذه الحقوق. ومن ثمار هذا العمل توزيع قرابة 600 مليون دينار جزائري على 2659 فنان ومنتج. واعتبر الوزير، أن تمكين المنتجين من الحصول على حقوقهم المادية من شأنه أن يشجع الاستثمار في الصناعات الثقافية، على نحو يدعم الثقافة الوطنية ويرسخ هويتنا بأبعادها الثلاث، ويسمح بجعل هذه الصناعات المبدعة رافدا من روافد إنتاج الرخاء الاقتصادي في البلاد. وفاء... وعرفان ولم يخلُ الحفل من مظاهر العرفان والوفاء لذكرى الفنانين الذين فقدهم المشهد الثقافي الجزائري مؤخرا. في هذا الصدد، تم تكريم عائلات كلّ من الحاج الطاهر الفرقاني، أعمر الزاهي، خلوي لوناس وأحمد بن بوزيد المعروف بالشيخ عطا الله، رحمة الله عليهم جميعا. كما طال التكريم قائمة من الفنانين من مختلف مناطق الوطن، على غرار حسنة البشارية، شافية بودراع، فريدة صابونجي، عتيقة طوبال، بادي لالة، فريدة كريم، بركة فولاني، الشيخ كيريتي، الشيخ ناجم، بلاوي الهواري، نوبلي فاضل، الحاج محمد درصوني، أرملة المرحوم حسني، أرملة دحمان الحراشي، عبد القادر شاعو، محمد عجايمي، لطفي عطار، المنتج بروصون من سطيف، محمد جرالفية، وكذا ممثلين لجيل الشباب، على غرار كادير جابوني، وحسين أحد أعضاء فرقة كاميليون. على هامش الحفل، صرح لنا سامي بن شيخ الحسين، المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف، أن الأمر يتعلق بتوزيع مستحقات سنة 2015 الخاصة حصرا بأصحاب الحقوق المجاورة، بعد أن تلقى أصحاب حقوق التأليف حقوقهم في شهر جويلية المنصرم. تتعلق هذه المستحقات بالحقوق المتساوية وحقوق النسخة الخاصة، والمتمثلة في الإتاوات التي جمعها الديوان من البث الإذاعي ومنظمي العروض الفنية. كما اعتبر بن شيخ أن أحد أهداف مؤسسته استقطاب الفنانين الشباب وتشجيعهم على الانخراط في ديوان حقوق المؤلف وحماية إبداعاتهم الفنية.