اجتاز المنتخب الوطني يوم أول أمس عقبة أخرى في الطريق المؤدي الى جنوب إفريقيا لحضور المونديال للمرة الثالثة في تاريخه، بعد فوزه على نظيره الرواندي بنتيجة (3 / 1) .. كما أن »الخضر« وعلى ضوء المعطيات الجديدة، بعد فوز مصر في زامبيا وفوزهم بالنتيجة المذكورة، فإن ورقة الترشح و لعب كأس العالم يمر عبر القاهرة يوم 14 نوفمبر القادم.. أين ستكون المباراة فاصلة وتحدد من سيقبض الورقة المؤدية الى جنوب إفريقيا ... وبعد المباراة ما قبل الأخيرة، علينا أن نكون متفائلين إلى أبعد الحدود، لأن الفريق الجزائري يحوز خطوة عملاقة على نظيره المصري.. كونه يحتل المركز الأول بفارق (3) نقاط كاملة وفارق الأهداف مناسبة لنا، تمكِّن الفريق الوطني بتحضير لقاء القاهرة بمعنويات مرتفعة، لأن الضغط والحسابات تكون أكثر لدى الفريق المصري الذي عليه الفوز وبنتيجة مريحة .. كما أن الفريق الوطني الذي سيطر على منافسيه في هذه المجموعة يكون في موقع قوة، و لديه من الإمكانيات الفنية والبدنية ما يؤهله للعب مباراة في المستوى، وبتشكيلة تضم لاعبين يعرفون تسيير الضغط، كونهم يلعبون لمدة طويلة في أندية أوروبية كبيرة .. ضف الى ذلك فإن التشكيلة الحالية لعبت عدة مقابلات والانسجام بين اللاعبين ظهر جليا، خاصة في المقابلات الأخيرة. التحكيم ... مهزلة ونقاط مباراة رواندا تعد أساسية كما كان سعدان قد أكد مرارا قبل إجرائها، حيث ردد أن النقاط الثلاث هي التي تهم الفريق الوطني الذي عليه تسيير كل مقابلات المجموعة لتحقيق التأهل.. وهو ما كان على ملعب مصطفى تشاكر أمسية يوم الأحد. رغم أن المهمة لم تكن سهلة أمام الفريق الرواندي الذي جاء إلى الجزائر من أجل العودة بالتعادل على الأقل.. وكذا الأداء الضعيف لثلاثي التحكيم الغيني بقياة كينيا ياكوبا، الذي أخلط كل الأوراق فوق الميدان بتدخلاته غير المنطقية، و أثّر على نتيجة المباراة، عندما لم يحتسب هدفا محققا من توقيع عنتر يحيى.. والى جانب ذلك، فإن موقعة التسلل كانت بحق ضد الفريق الوطني باحتساب عدة تسللات غير واضحة.. كما لم يضع حدا للتدخلات العنيفة للفريق الرواندي في وسط الميدان، مما أربك لاعبينا في العديد من المرات... فكرة القدم في القارة السمراء تعاني منذ سنوات من ضعف التحكيم، و هذا ما يؤثر على سمعتها .. فكل الحاضرين بملعب تشاكر استاء للمستوى الذي ظهر به هذا الحكم .. وسط الميدان .. غياب الإنسجام !؟ لكن مستوى التحكيم لم يكن وحده مسؤولا عن تراجع أداء المنتخب الوطني في مباراة روندا، حيث لاحظنا ارتباكًا كبيرًا في وسط ميدان ''الخضر''، و ظهر جليا أن حلقة التواصل بين الخطوط كانت معطلة في العديد من المحاولات، ولم يجد لاعبو هذه المنطقة ضالتهم. وتبين أن مكان الغائب منصوري ظهر ووجوده كان يغطي المنطقة بشكل أفضل، لأن مغني الذي خلفه في مكانه له نزعة هجومية، عكس منصوري الذي يؤدي دورا دفاعيا ويساعد الخط الخلفي.. لكن يبقى أن مغني كان ضمن اللاعبين القلائل الذين فرضوا وجودهم. وفي تحليل معمق لأداء ''الخضر'' يمكن القول أنهم قدموا مستوى مذهلا في بداية اللقاء، وتفننوا في الوصول الى منطقة المنافس عدة مرات بقيادة لاعبين متمكنين، على غرار غزال وصايفي ومطمور.. لكن التسرع أثر على فعالية المهاجمين.. قبل يتداركوا الموقف، بعد أن تمكن الفريق الرواندي من توقيع الهدف الأول في الدقيقة (20). وكان غزال (أحسن عنصر فوق الميدان) في لياقة جيدة مكنته من تسجيل هدف التعادل (د 22)، وأضاف بلحاج الهدف الثاني (د 47).. لكن الأمور صارت صعبة، وعكس ما كنَّا ننتظر في المرحلة الثانية التي شهدت انخفاضا كبيرا لمستوى اللعب والخشونة المركزة للروانديين. والشيء الذي فاجأ الحاضرين والملايين من المشاهدين هو أن لاعبي المنتخب الرواندي، وفي الوقت الذي كانوا منهزمين تعمدوا تضييع الوقت عدة مرات لكسر نسق اللعب الجزائري.. فكيف يكون فريق منهزم وينتهج هذه الإستراتيجية ؟! ولحسن الحظ، فإن لاعبينا كانوا مركزين بشكل أفضل ولم يتنرفزوا بتاتا لكي يستمروا في تحقيق الهدف.. والشيء الذي أعطى مثالا أكثر للتركيز هو أن لاعبي الفريق الوطني لم يتوجهوا إلى الحكم لإرغامه على احتساب الهدف الذي رفضه، وهو تصرف مشرّف للكرة الجزائرية والفريق الوطني.. فقد واصلوا اللعب وتمكنوا من ترجيح الكفة لصالحهم ولعبوا بنفس الثقة الى غاية الوقت بدل الضائع وضربة الجزاء التي حوّلها زياني الى هدف له وزنه في المباراة الأخيرة بالقاهرة أمام المنتخب المصري. التفكير في المباراة الأخيرة ومباشرة بعد مباراة رواندا، فإن التفكير مصوّب حاليا على موعد القاهرة المقرر يوم 14 نوفمبر.. والكل يعلم أن الذهاب الى جنوب إفريقيا يمر حتما عبر نتيجة جيدة بالقاهرة .. فتصريحات لاعبينا كلها تصب في الجو التفاؤلي الذي سكن لدى التشكيلة الوطنية منذ بداية التصفيات.. فالكل يتحدث على أن المنتخب الوطني سيتحول إلى مصر لكسب التعادل على الأقل، وأن منطق الحسابات يطغى عند المنتخب المصري الذي يحتل المركز الثاني في المجموعة الثالثة. ومن أجل الوصول إلى وضع كل الترتيبات في صالح ''الخضر''، فإن الفريق الوطني سيجري تربصا قبل المباراة بجنوبفرنسا.. مثلما فعل قبل لقاء الذهاب أمام المنتخب المصري، وذلك لوضع كل الترتيبات الخاصة باللقاء.. في حين أن سعدان لن يجري تغييرات على التعداد الذي وضع فيه الثقة منذ انطلاق التصفيات. منطق الحسابات ... وإلى غاية إجراء المباراة، فإن التعاليق و الحسابات ستكون سيدة الموقف لمدة شهر كامل في الجزائر ومصر، حيث أن حظوظ المنتخب الجزائري كبيرة وارتفعت أكثر بعد توقيعه ل (3) أهداف في مرمى المنتخب الرواندي ... وفي هذا المجال يمكن ذكر قانون المنافسة قبل مباراة القاهرة، حيث أن الفريق الوطني الذي يتصدر المجموعة الثالثة، سوف يتأهل في حالة فوزه بالقاهرة، أو تحقيق التعادل أو الانهزام بفارق هدف واحد، وفي حالة انهزامه بفارق هدفين سوف يتم الفصل بين الفريقين بمقابلة فاصلة تُجرى في ملعب محايد، اذا كان الوقت يسمح بذلك، أو إقامة سحب قرعة لتعيين المتأهل. فكل هذه المعطيات يدخلها الطاقم الفني في الحسبان، من أجل رسم خطة تمكّن فريقنا الوطني من تحقيق حلم الملايين من الجزائريين الذين ينتظرون هذا التأهل منذ عام .1986 حامد/ ح تصريحات الهاشمي جيار : اللقاء كان صعبا للغاية، حيث سيطرنا في جميع أطواره و تمكنا من تسجيل ثلاثية في مرمى المنافس. و فوز اليوم كان مستحقا وجاء بعد عمل كبير قام به الطاقم الفني الوطني، واللاعبون وكل المسؤولين وعلى رأسهم الحاج محمد روراوة، دون أن أنسى طبعا دور الأنصار في النتائج المحققة مؤخرا وأشكرهم على هذه النتيجة .. زهير جلول : المباراة كانت صعبة جدا مثلما كان متوقّعا، بالنظر إلى الطريقة التي لعب بها المنافس الذي جاء إلى الجزائر بنيّة الدفاع و العودة بنقطة التعادل: ''الحمد لله أننا تمكنا من تحقيق الفوز و النقاط الثلاث رغم صعوبة اللقاء، فقد تلقينا إصابة مباغتة عكس مجريات اللعب وفي الوقت الذي كنا فيه مسيطرين و نبحث عن فتح باب التهديف، إلا أننا عدنا بقوة و سجلنا ثلاثة أهداف ولو أنه كان بإمكاننا إنهاء اللقاء بفوز عريض جدا بالنظر إلى الكم الهائل من الفرص التي أتيحت لنا، لكن اللاعبين كانوا منرفزين ولم يظهروا بوجههم الحقيقي. و على كلٍّ سنبدأ منذ الآن في التحضير لمواجهة مصر التي سيكون الضغط فيها على المنافس، لكنني أعد الشعب الجزائري بأنا سنعود بتأشيرة التأهل للمونديال من القاهرة''.'' رفيق حليش : ''المباراة كانت صعبة عكس ما كان يعتقده الجميع، لأننا واجهنا منافسا كان يبحث عن التعادل بكل ثمن بدليل الطريقة الدفاعية التي لعب بها، لكنّنا تمكنا من تحقيق الفوز، و الأكثر أننا لم نتلق إنذارات قد تحرمنا من خدمات الركائز في المباريات المقبلة، خاصة و أن جل عناصر التشكيلة كانوا مهدّدين بالغياب. لذا يجب أن نرى الأمور من الجانب الإيجابي و سنذهب إلى مصر بمعنويات مرتفعة وبإذن الله التأهل لن يفلت منا''. كريم زياني : ''صراحة فقد عشنا مباراة صعبة، لأن الضغط كان شديدا علينا من طرف الجمهور الذي كان يطالبنا بفوز عريض، كما أننا لم نكن في يومنا و ضيعنا عدة فرص لكن الحمد لله أن النهاية كانت سعيدة ، بعد أن تمكنا من تسجيل الهدف الثالث. و بكل صراحة فقد كنت متأكدا من نجاحي في تنفيذ ضربة الجزاء لأنني كنت مركزا جيدا و لم يكن بمقدوري أن أخذل كل الشعب الجزائري، وعندما رأيت في المدرجات فرحة الأنصار اكتسبت قوة إضافية ساعدتني على هز الشباك، لذا أعد الجميع بالتأهل و أضرب للمصريين موعدا في القاهرة لأنهم تحدثوا كثيرا و سنرى ما يفعلوه فوق الميدان''. عبد القادر غزال : ''أشكر الجمهور على وقفته معنا و مساندتنا إلى غاية الدقيقة الأخيرة، كما أهدي هدفي لكل الشعب الجزائري الذي نعده بأننا سنكون في المستوى و نعود بالتأهل من القاهرة، لأننا لن نسمح للمصريين بإفتكاك تأشيرة المونديال منا، بعد أن تربعنا على صدارة المجموعة منذ الجولة الأولى''. جمعها : ر