وسعت مديرية النشاط الاجتماعي لولاية بومرداس من عملية التكفل والتأطير البيداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا، بفتح فرص التكوين والإدماج العادي داخل الوسط المدرسي، وقوفا عند الاستراتيجية التي سطرتها وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، للتكفل الشامل بهذه الفئة الهشة من المجتمع، وذلك بالتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني الناشطة في القطاع ومديرية التربية، من خلال إعداد برامج بيداغوجية مكيفة تتمشى وقدرات الاستيعاب للطفل المعاق. عن موضوع هذه الاستراتيجية والأهداف المسطرة من طرف مديرية النشاط الاجتماعي لولاية بومرداس، أكد مدير القطاع مراد صياد متحدثا «للشعب»، أن المديرية فتحت لحد الآن 17 قسما خاصا داخل مؤسسات التربية للتكفل بالأطفال المعاقين ذهنيا بنسب متفاوتة، حيث وصل عددهم حاليا حوالي 200 طفل، يزاولون دراستهم بصفة عادية وفق البرنامج البيداغوجي الخاص الذي أشرف على إعداده خبراء ومفتشون بقطاع التربية، تراعى فيه القدرات العقلية للطفل المعاق وتحضيره للإدماج العادي في الوسط التربوي مستقبلا. تضاف إلى المراكز المتخصصة التابعة للمديرية التي تستقبل أعدادا أخرى من الأطفال الذين هم بحاجة إلى تكفل خاص. عن طرق الانتقاء والتوجيه إلى القسم الخاص بقطاع التربية أو المراكز النفسية الذهنية وكذا قدرات الاستيعاب للأطفال المعاقين ذهنيا بولاية بومرداس لاستقبال العدد المتزايد من الأطفال، كشف مدير النشاط الاجتماعي بالقول «إن عملية التوجيه والانتقاء تشرف عليها لجنة ولائية مشتركة مع قطاع التربية، تحت إشراف أخصائيين يقومون بمهمة تحديد نوع ونسبة الإعاقة الذهنية. ففي حال كانت الحالة خفيفة وقابلة للإدماج الاجتماعي والتربوي السريع توجه إلى الأقسام الخاصة داخل المؤسسات التربوية العادية مع ضمان التأطير البيداغوجي والوسائل الضرورية التي تتطلبها العملية، والحالات الأخرى يتم توجيهها إلى المراكز النفسية البيداغوجية وعددها أربعة، يضاف إليها قسمان تشرف عليهما جمعيات مختصة وهذا بناء على رأي المجلس البيداغوجي». ورغم المجهودات المبذولة في الميدان لتأطير هذه الفئة اجتماعيا وتربويا وتذليل مختلف العقبات التي تعترضها وعائلاتها، إلا أن الواقع اليومي، بحسب تقرير لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية للمجلس الشعبي الولائي، في دورته الأخيرة، كشف عن عديد النقائص المادية والإدارية التي لاتزال تعاني منها مراكز التكفل النفسي البيداغوجي المنتشرة في عدد من بلديات بومرداس، بما فيها المؤسسات التي استُلمت مؤخرا. كما أن المركزين الجديدين في كل من الصغيرات بالثنية وخميس الخشنة غير كافيين لاستيعاب العدد الكبير من الطلبات، وهو ما يستدعي إنشاء مراكز أخرى على الأقل واحد في كل دائرة لتخفيف معاناة التنقل وتوفير شروط إدماج نفسي وبيداغوجي مريحة للأطفال المعاقين. في حين يبقى النشاط المناسباتي يطبع الجمعيات المنتسبة شكليا إلى القطاع، منها جمعية العزة والكرامة التي تكتفي بنشاط سطحي في مناسبتين سنويتين بعيدا على الانخراط الفعلي لنقل هموم هذه الشريحة ومرافقتها بحجة غياب التمويل، على غرار باقي الجمعيات الناشطة على الورق. هذا وكانت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة قد قدمت تعليمات صارمة للمشرفين على مراكز التكفل النفسي البيداغوجي ببومرداس، خلال الزيارة التي قادتها للولاية قبل أشهر، للتكفل بكل طلبات الأطفال المعاقين ذهنيا وكذا بالنسبة لفئة التوحد والتريزوميا للاستفادة من عملية التكوين البيداغوجي بداية من الدخول المدرسي القادم. وشددت على رفض أية قائمة احتياطية في الانتظار بالنسبة لهذه الفئة، إنما من الواجب التكفل الكامل بكل الطلبات. كما أكدت على اتخاذ إجراءات لتطبيق البرنامج العلمي البيداغوجي الجديد لكل تخصص بكافة المراكز الوطنية لتوسيع مجال التكوين وتنمية القدرات العقلية وعدم السماح بجعل هذه المرافق عبارة عن مراقد فقط، في إشارة منها إلى حتمية تكثيف برامج النشاطات الترفيهية داخل المراكز وإشراك فعاليات المجتمع المدني والكشافة الإسلامية في إعداد برامج تربوية ترفيهية تعتمد أكثر على غرس الروح الوطنية وفتح هذه المرافق أمام الأطفال العاديين لتسهيل عملية الاندماج الاجتماعي للأطفال المعاقين. يذكر، أن الاحتفالية الرسمية باليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة ستحتضنها، نهار اليوم، بلدية الأربعطاش بتنظيم جملة من النشاطات الفنية والترفيهية لفائدة المعاقين، مع تسليم عدد من الكراسي الآلية والكهربائية وأجهزة خاصة بالمهن الحرة لفائدة المرأة المعاقة.